الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعادة ابو عراق قصة (معركة الكرامة)

رائد الحواري

2021 / 3 / 24
الادب والفن


بمناسبة ذكرى معركة الكرامة
سعادة أبو عراق
للمكان أثر خاص على الفلسطيني، فهو فردوسه المفقود، وهو الحلم الذي به يتغذى ويحيى، وبما أن المكان سلب منه، وأصبح من الماضي، فهو مكان مرتبط بالماضي، وهذا ما يجعل الفلسطيني يتعلق بالمكان، أي مكان، ويتناوله بصورة ناعمة، فهو كالأم التي فقد ابنائها، فتجد امومتها في تعاملها كأم مع أي طفل وتعاملها بحنان ورقة.
اللافت في قصة "معركة الكرامة" للقاص سعادة أبو عراق، طريقة تناوله للمكان، فهو يلغي الذكورة فيه، ويخاطبه بلغة مؤنثة، وهذا التأنيث سيكون له أثر ناعم وهادئ على القصة، فمن خلال الاسم "قرية الكرامة" تلك القرية التي حقق فيها العرب أول انتصار لهم على (الجيش الذي لا يقهر)، والتي تم ازالتها من الوجود، رغم أنها المكان الأول الذي شهد اندحار المحتل، وخروجه مهزوما مدحورا أمام وحدة الشعبي/الفدائي والرسمي/الجندي العربي، لهذا نجد الحسرة على "قرية الكرامة" كما هي الحسرة على الوطن السليب والقرى المهدمة فيه.
يفتح القاص بالحديث عن مشاعره تجاه قرية الكرامة: "أجيء إليك أيتها (الكرامة ) بعد ثلاثين سنة أو يزيد ... لعلي اشتمّ رائحة الصبا التي تركتها بك ، وربما أعيد الشعر الذي بدده الزمن عن رأسي ، وقضى على الباقي بالمشيب" إذن العلاقة بينهما علاقة روحية/عاطفية، فهي مكان من الماضي، من تلك الطفولة التي يحن إليها ـ وهذا له علاقة بالذاكرة الفلسطينية التي تحن للمكان/للماضي ـ فتتعامل معه بحنان وحب: "أيتها (الكرامة ) ، لقد تركت بك اعز ما ينبغي حمله، أياما تعايشت بها مع مفرداتك، مع أكواخ طينية، تفصلها أزقة ضيقة روث وثغاء أغنام، فلاحون يترنحون تعبا أو جذلا، نخيل وخبّيزة وخرفيش" رغم
(عادية) المكان وبساطته إلا أن القاص يجده جدير بالاحترام والتوقف عنده، فما هو السبب وراء هذا الامر؟: "واذكر وهج الشباب والخطوات الوثابة، ألا تذكر ابن العشرين ؟ الذي تعفر بترابك واستحم بشمسك ... رفيقي الذي لا اعرف له اسما، وما زال يعيش بداخلي كل هذه المدة دون اسم" إذن القاص لا يتحدث عن مكان مجرد، بل مكان إنساني، مكان فقد فيه شخصا استثنائيا، حارب معه واستشهد أثناء الدفاع عنه، ولم يسعفه الوقت ولا الظرف لوضع شاهد على قبره: "فما كان بإمكاني أن أقيم على قبرك شاهدا ولا نصبا" وهذا ما جعل القاص يشعر (بالخيانة) تجاه رفيقه الشهيد، فقد محوا القبر وأزالوه من الوجود كما أزالوا قرية الكرامة: "مدّوا على قبرك إسفلتا للسائحين" وهنا تكمن أهمية القصة، فهي لا تتحدث عن مجرد مكان، بل مكان استثنائي جبل ترابه بدم الشهيد، ومكان وضع فيه جسد الشهيد، لهذا كانت الحسرة حاضرة في وجدان القاص.
من خلال هذه القصة يكون "سعادة أبو عراق" قد بين للقارئ أن الكرامة ليست مكان فارغ/مهجور، بل مكان كان يعج بالحياة وبالناس، لهذا سقط فيه الشهيد، ورغم هذا، تم محوه وإزالته من الوجود، فمن خلال القصية، أريد اعادة الحياة لقرية الكرامة، وبث الروح فيها، فتذكير القارئ بالأحداث التي جرت في تلك القرية، وبالشهيد الذي سقط، سينشط ذاكرة القارئ ويجعله يحيي القرية من جديد، قرية الكرامة، ليس ككمان فحسب بل كفعل مقاوم للمحتل ولكل معتدي على أرض الكرامة.
القصة منشورة على صفحة القاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم