الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد إطلاق السعودية مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن ؟

رزق البرمبالي

2021 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أعلنت المملكة العربية السعودية عن نيتها وقف إطلاق النار في اليمن من جانب التحالف العربي لدعم الشرعية، عبر وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، كما أعربت عن أملها أن يتخذ الحوثيين نفس الموقف، وأن تكون هذه المبادرة تحت إشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وغاب زعيم الحوثيين عن المشهد ولم يرد، هذا في الوقت الذي تتلهف فيه السعودية منه الحصول على رد!، ثم جاء الرد متأخرا بعض الشيء كالعادة بالرفض
حيث ذكر الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام قائلاً: "نذكِّر دول العدوان بوجوب إنهاء عدوانها بشكل شامل ورفع الحصار بشكل كامل"

ورفض الحوثي من قبل الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار في 12 من مارس الجاري، ومن قبلها في أبريل 2020 أعلن التحالف بقيادة السعودية عن خطة لوقف إطلاق النار بهدف وقف انتشار فيروس كورونا، ورفض الحوثيين على اعتبار أنها مناورة سياسية!
إذا نحن أمام تعنت وصلف من قبل "جماعة الحوثي" والتي أسمت نفسها "أنصار الله" على غرار حزب الله في لبنان والعراق وكذلك أذرع الإرهاب الإيرانية في كل مكان، ينسبون أنفسهم إلى الله، والله منهم ومن أعمالهم براء، ورفضّ الحوثي كان متوقع لأسباب منها:
_أنها جاءت في التوقيت الخطأ من جانب السعودية ولا نقول التحالف لأنه تحالف واهٍ منذ البداية، وإن لم يظهر ذلك للعلن إلا في منتصف مدة الحرب البالغة ست سنوات تقريباً منذ العام 2015!!!،
_ السبب الآخر يرجع إلى رغبة الحوثيين السيطرة التامة على مأرب الواقعة على بعد 120كم شمالي العاصمة صنعاء، وبالفعل هم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة عليها بالكامل،
و بقبضة الحوثيين عليها فقد وضعوا يدهم على موقع من أهم مصادر النفط في البلاد وكذلك ستكون لهم السيطرة على صنعاء والشمال اليمني، وهذا مايطمحون إليه ثم تأتي المفاوضات لاحقاً،

إن إختيار التوقيت الخاطئ لعرض مبادرة صلح أو وقف إطلاق النار ، في وقت شن فيه إيران وذيولها في المنطقة، هجمات صاروخية كالمطر على الجنوب السعودي، يُظهر السعودية بالموقف الضعيف، ويعطي الفرصة للحوثي بالتكبر والغرور،
إذ كان على السعودية أن تشن هجمات سريعة ومتتالية على معاقل الحوثيين في كل مكان، في مقابل كل صاروخ أطلق من قبلهم، يكون رد الفعل السعودي مزلزلا،
و معلوم في الحروب أن الطرف الأقوى هو من يملي شروطه على الطرف الآخر، وذلك عند الجلوس على طاولة المفاوضات،
والسعودية رغم ما لديها من ترسانات عكسرية فإنها لم ولن تكون الطرف الأقوى!!

ويرجع ذلك إلى أنها لاتحارب جماعة، وإنما تحارب إيران وأذرعتها في لبنان والعراق وسوريا ودولاً خفيه كالصين وروسيا وكوريا والهند، ولاتتعجب عندما أقول لك أنها تُحَارب من أقوي حلفاؤها!!
قد تقول أن هذا ضرباً من الجنون، ولكنها حقيقة بكل أسف، فبعد حرب السنوات الست، السعودية تنزف إقتصادياً بطريقة لم تحدث من قبل حتى أثناء حرب الخليج الأولى، وفي المقابل الحليف المزدوج يتربح من بيع النفط والسيطرة على الموانئ والمطارات وتجارة السلاح وقطع غيار الطائرات المسيرة للحوثي، بالإضافة إلى تفتيت القوى اليمنية الداخلية لفرق متناحرة مما يضعف القوى اليمنية والتحالف على الأرض في مواجهة الحوثي، وبدون خيانة الحليف، كانت الإمدادات ستتوقف عنه بشكل كبير، الأمر الذي كان سيجعل مقود السفينة في أيد السعودية... إلخ،

بعد هذا هل يحق لنا أن نطلق على هذا الحليف حليفاً؟!!!
الطعنة التي تأتيك من أخيك هيّ أشد ايلاما من طعنات أعداءك مجتمعين ولو كثروا،

السعودية في الظاهر معها التحالف، وفي الباطن في مهب الريح وحدها!!!
معها أمريكا والحقيقة أنها مع الإثنين، وإن كانت تميل إلى إيران في الخفاء، وخاصة أن الديمقراطيين لديهم ميول واضح لإيران من عهد جورج بوش ومن بعده أوباما!!، لأسباب تتعلق بتغير الشرق الأوسط وخاصة الخليج،
إن تقارير المخابرات الأمريكية والألمانية عن الحرب في اليمن حسب ما أوردته صحيفة النيويورك تايمز وقناة دوتش فيلا الألمانية في كلا الطرفين (اليمن والسعودية) يشيب لها الولدان، ولا مجال هنا للحديث عنها لكثرتها ولكونها كارثية في نفس الوقت،

إيران لديها هدف واضح وهو التمدد الإيراني عن طريق زراعة أذرع لها في دول الخليج، ومن ثم الإحتلال، ولنا العبرة والعظة فيما يحدث في لبنان من الحزب الإيراني الذي يتحكم في كل شئ بدءا من الرئاسة حتى تشكيل الحكومة، والسياسية الخارجية والاقتصاد... إلخ
وإذا تمكن الحوثيين من إنشاء كيان لهم في اليمن، كما تريد السعودية!!، سيتحكمون في مفاصل اليمن ومن ثم احتلال دول الخليج بكاملها،
ومن يُعَول على أمريكا كالقابض على الهواء، هذه حقيقة مؤكدة معلومة للجميع،
سيخسر الخليجيين ثرواتهم، وسَتُمَكِن أمريكا إيران لنيل المراد،
على السعودية أن تقف وقفة جادة، وترتب أوضاع التحالف من جديد، خاصة مع الشريك المخالف الذي يسبح مع وضد التيار في آن، وعلى قطر والكويت وسلطنة عمان الوقوف جنباً إلى جنب مع السعودية ضد المد الإيراني في اليمن، وعليهم جميعاً وضع يدهم في يد مصر وتركيا، بعيدا عن التحالفات الإقليمية التي تصب في صالح العدو،
ومن غير ذلك سنذرف بدل الدموع دماً على الخليج وعلى رأسهم السعودية التي هيّ غالية على قلب كل مسلم على وجه المعمورة. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام


.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح




.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها


.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ




.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي