الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميدان يحدد السياسة...

إعتراف الريماوي

2006 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في غضون أقل من أسبوع لإنهاء زيارتها المكثفة للمنطقة، تعود وزيرة الخارجية الأمريكية مرة أخرى، العودة هذه ليست كزيارتها السابقة وإن كان الفارق الزمني قصيرا إلا أن التطورات ونوعية الأحداث كانت هي الحاسم والمسبب لعودة الوزيرة مبكرا.
الوزيرة رايس، لم تتحدث بالمرة السابقة وما تلاها مباشرة من الأيام القليلة، عن وقف لإطلاق للنار، وتم إفشال مؤتمر روما دون تبنيه قرارا بذلك كما حلّ بمجلس الأمن من ذي قبل، سواء على الجبهة الفلسطينية أو اللبنانية، وعلى ما يبدو إكتفت بإعطاء الوعظات والنصائح، ومزيدا من الوقت للدولة العبرية في مواصلة الحرب على لبنان لتحقيق الأهداف المشتركة المعلنة في إبعاد حزب الله ونزع سلاحه ...، ولكن التطورات الميدانية جعلت الأمر مختلفا كليا، فأنباء "بنت جبيل" وصلت البيت الأبيض، بعد أن جعلت المجلس الأمني المصغر في دولة الإحتلال بالتراجع لتكبد جيشه خسائر "فادحة" بالعنصر البشري والعتاد.
مرة أخرى لم تأت الرياح المطلوبة لدفع المركب الأمريكي في بحر المنطقة، بل نشبت عاصفة غيرت الحسابات والإتجاهات وبات مطلوبا من الإدارة الأمريكية وحلفائها ومحاربهم الإسرائيلي بالبحث عن حل، غير الحل العسكري، لما يحمله من ثمن لم يكن متوقعا، فالمعركة تستمر، والمقاومة تضرب في العمق الإسرائيلي بوتيرة متصاعدة لا متراجعة، محدثة المزيد من الخسائر المادية والبشرية والأهم من ذلك أنها تضع "الجبهة الداخلية" الإسرائيلية عرضة للضغط والتصدع كلما دارت عقارب الزمن، وعلى الأرض، قد تكون العبرة دخلت رؤوس الساسة في الدولة العبرية، فقد يكفي الإشارة لما حصل في "مارون الرأس" و "بنت جبيل" ليكن كافيا بالتنبؤ بمصائر مشابهة أو أكثر شدة وضراوة على جيش الإحتلال.
لا يخفى على أحد أن محصلة الموقف السياسي اللبناني الرسمي، أيضا له مساهمته في تماسك الجبهة اللبنانية في المواجهة، بحيث لم تتمكن المحاولات المتعددة من النيل منه وخلق الشرخ فيه، بل بقي هذا الموقف ممثلا لتقاطعات الحد الأدنى ما بين الإختلافات الداخلية بالساحة اللبنانية، ومتناغما مع المقاومة من حيث أنها أداة دفاع عن الوطن ولرد العدوان عنه.
على إثر تحرير معظم الجنوب اللبناني عام 2000، تكون المقاومة أعطت درسا في إمكانية التحرير دون صفقات تجعل المحتل رابحا وممسكا بزمام المبادرة، واليوم قد تكون المقاومة أعطت عبرة جديدة في إفشال مخططات وسياسات وإن كان وراءها جيوشا ودولا كبرى! وهذا بحد ذاته يُعيد الإعتبار لأهمية العامل الذاتي وتوظيفه في تحقيق الأهداف الوطنية إذا ما لازمها الحق والعدالة والإصرار والإعداد الجيد لها.
فهل ينساق هذا على المقاومة والوضع الفلسطيني؟ لماذا يمكن أن نقول لا؟ أم أن الرهانات ما زالت على الراعي ذاك أو ذاك أو على التغيرات الداخلية في مؤسسات الإحتلال السياسية؟! كل الرهانات تلك فشلت فشلا عمليا، بينما نموذج المقاومة اللبنانية ما زال يتعزز ويسطع أكثر، وشعبنا الفلسطيني قدم الكثير من التضحيات ولم ينقصه ذلك ليكن في مصاف توأمه اللبناني بإنجازاته التي حققها ولايزال، فهل لنا من مراجعة للخيارات والأدوات؟ هل يمكن أن تشكل لحظة الإنتصار بجوارنا قرعة جرسٍ أخرى وفرصة جديدة لنقد وتحليل فهمنا وممارستنا السياسية والكفاحية للوصول إلى حقوقنا الوطنية؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع