الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عندما يعيد التاريخ نفسه في غفلة العرب
حمدي شريف
2006 / 7 / 30مواضيع وابحاث سياسية
في القرنين الخامس و السادس الهجريين الحادي عشر و الثاني عشر للميلاد شهد الوطن العربي أحداث دامية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً إذ عانى العرب و المسلمين من ويلات الحروب و تصدوا لصعاب و أزمات أثارت اهتمام العالم القديم في الشرق و الغرب و لقد تمثلت تلك الأحداث بالغزو الصليبي القادم من الغرب و تبعه الغزو المغولي القادم من الشرق في وقت كان فيه وطننا العربي يعيش حالة من التمزق السياسي و العقائدي و الضعف العام في المشرق و المغرب على السواء وكان حكامه مشغولين بنزواتهم و ملذاتهم و بعيدين كل البعد عن مصالح شعوبهم ودويلات طوائفهم كان همها الوحيد هو التآمر على بعضها البعض و كان لكل ما ذكر التأثير السيئ على مجريات الأحداث و ها هو التاريخ يعيد نفسه في القرنين الرابع عشر و الخامس عشر هجري العشرين و الواحد و العشرون للميلاد حيث يشهد الوطن العربي أحداثاً دامية ابتداءً من فلسطين وانتهاءً بالعراق و لبنان و مروراً بالكويت و الجزائر و السودان و الصومال و اليمن و يشهد نهاية الغزو الأوربي الأمريكي من الغرب و بداية الغزو الصفوي الإيراني من الشرق فها هي إيران في جنوب العراق و في جنوب لبنان و في البحرين تحكم بشكل مباشر و في سوريا تحكم بشكل غير مباشر نعم إنه التاريخ يعيد نفسه حيث أن الحركة الإسماعيلية و رغم توفر المعطيات الممتازة لها على أرض الوطن العربي لم تورط نفسها في عمل ثوري مباشر تتحمل أعباء نشاطه بشكل عيني بل مالت نحو استغلال قوى غير موالية لها تماماً لكن متأثرة بها إلى أبعد الحدود في سبيل زيادة أضعاف النظام السني العباسي و أضعاف هذه الحركات في ذات الوقت مما هيأ لها الظروف المناسبة لكي تحتل المنطقة العربية بأقل خسائر و ها هو التاريخ يعيد نفسه حيث تمارس القوى الصفوية في إيران نفس الأسلوب لغزو الوطن العربي و تقوم جماعة الأخوان المسلمين بدور حركات المعارضة نفسه يا أخوتي في القومية و الدين لا تكرروا أخطاء التاريخ سيحاسبكم الله و لن يرحمكم الوطن سيحاسبكم الله ويسألكم عن كل مسلم يذبح في العراق و يبدل دينه في سوريا و الله لأن أرعى الإبل عند آل سعود في المملكة و عند آل الصباح في الكويت ولأن أموت في سجون الهاشميين في الأردن و جمال ووالده في مصر خير لي ألف ألف مرة من أن أكون مفكر عربي قومي ورجل دين مسلم أساهم في إدخال الصفو يين إلى ديارنا يا أخوة الإسلام و العروبة لا يدفعكم يأسكم من حكامكم إلى رمي أنفسكم و أهليكم و أوطانكم إلى الجحيم الصفوي إن الغزو الأمريكي الأوربي إلى منطقتنا قد أنتها ليس بسبب مقاومة فيلق بدر و جيش المهدي في العراق و لا بسبب مقاومة الهزارا في أفغانستان و لكن بسبب مقاومة أهلكم من العرب الأنبار و الرمادي في العراق و بسبب مقاومة شرفاء البشتون و الطاجيك في أفغانستان وبسبب مقاومة أبطال حماس و الجهاد و فتح في فلسطين حيث تتفق المصالح الأمريكية الصفوية لا نرى لا صمود ولا تصدي و لكن هنالك في لبنان حيث تتعارض المصالح الأمريكية مع المصالح الصفوية نرى صمودهم وتصديهم فهل هذا من القومية أو من الإسلام كل بل هذا من التضامن القومي العربي الفارسي المشترك أليس كذلك يا شرفائنا نعم إن إيران تدعم حماس ولكن لماذا هل لحب إيران للإسلام و لرعايتها وخوفها على كرامة الأمة العربية كلا بل لأن إيران تنافس إسرائيل في السيطرة على دول المنطقة و من صميم مصلحتها إضعاف إسرائيل لكي تنفرد هي بالمنطقة بسبب غياب الدور القومي العربي المسلم الذي لا وجود له للأسف الآن أيها المثقفون العرب يا من واجهتم الظلم و تحملتم القهر العربي الرسمي منذ ما يزيد على نصف قرن و الآن ستحصدون نتيجة وفائكم و صبركم و تضحياتكم فلا تقدموها لأعدائكم فيحصدوا نتائج نجاحاتكم و يحصدوا نتائج فشل حكامكم و يبنوا إمبراطوريتهم و التي يحلمون بها منذ مئات السنين على أنقاض كياناتنا و التي تحتضر أصلاً و لكنني أقول لكم يا مثقفينا و يا رجال ديننا إن مهمة مثقفي و رجال دين أي أمة هو نقلها من الظلمات إلى النور من مرحلة أللا وعي إلى مرحلة الوعي من الفوضة إلى الاستقرار من الفشل إلى النجاح ولكن من سوء حظنا أن ابتلانا الله بكم إلى جانب بلوانا السابقة في حكامنا نعم لأن دوركم يا مثقفينا و يا رجال ديننا لا يختلف كثيراً عن دور حكامنا فها أنتم اليوم كما في الماضي القريب و البعيد تنقلونا من فشل إلى فشل ومن فوضى إلى فوضى أكبر ومن هاوية إلى هاوية أعمق ومن مصائب إلى كوارث كان الله في عون شعوبنا و أوطاننا ومع مثقفينا و رجال ديننا و مع حكامنا كان الله في عوننا جميعاً لكي نتمكن من إفشال رهانات الآخرين على انشقاقاتنا الداخلية لكي نتمكن من تجاوز هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا فإذا انتصر حزب الله في هذه المواجهة سوف يبدأ الدور الإيراني العلني و المباشر و ستقتطع من دولنا ما تشاء بموافقة من تتحارب معهم الآن و في حال انتصار إسرائيل أيضاً ستتغير التحالفات وسيجد حزب الله عشرات المبررات لكي يوجه سلاحه من الخارج الكافر إلى الداخل الخائن و ستستمر المعاناة ما دمنا ضعفاء ومرة أخرى كان الله في عون العرب أم أنتم يا جيران الرضا أيها الفرس الأعزاء أسمحوا لي أن أقول لكم في النهاية إننا أمة أبية كلما ازداد أعدائها كلما ازدادت انتصاراتها و كلما أزداد ضعفها ازدادت إنجازاتها و كلما أزداد خونتها قوية شرفائها .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. في ظل تعذر إقرار ميزانية 2025.. فرنسا تلجأ إلى -قانون خاص- •
.. هل تنجح المعارضة بطمأنة المجتمع الدولي لقيادة مرحلة إنتقالية
.. غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة تقتل عشرات الفلسطينيين
.. سكاي نيوز عربية ترصد تقدم دبابات إسرائيلية في الجولان
.. لماذا تحركت إسرائيل في سوريا بعد سقوط الأسد؟