الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة العايب

إيمان سبخاوي

2021 / 3 / 25
الادب والفن


العــايـــب المسافة شيء مقلق، يقاس بالنبض بالنسبة لـرجل كسـرت ركـبته... يتــوسّد منسأة من قــصب، كان ينفخ فيها بسعة صدر كالرّعاة، لما ضاق صدره بالحـزن أصبح ينفخ ببراعة عازف ناي... لأول مرة يدرك أن السعادة رخــيصة كما العاهــرة، قـد تـقــدم لها أشياء باهضة و لكنك تعــود خالي الوفــاض... أقصى ما أريده الآن، تدخين "قارّو عــرعار" لكي يفوح في وحــدتي، يتكاثف و يغـطيني كـرداء فخـــم و أن أنهض من فــراشي دون مســاعــدة. منذ أن ربط له "العشّي" ركبته و رحل، كل يوم يعجــز عن الوقوف أكثـــر، لبيخة الحناء و القطران و حب الرّشاد و البيض تتــيبس كل يوم و يضيق عـليها الرّباط بـفـعــل الانـتـفــاخ. في هذه القـفــار لا عتبة يخبط حذاءه عليها و لا أرصفة تحكي حــزن الطــريق و وشوشات المارّة خيام الشَّعر هنا إن سقطت على رؤوس ساكينيها، لما أحس العالم و مدّعو الإنسانية بشيء. تـقيّــد تواريخ الميلاد بوقوع الكوارث... ( عام الجـراد، عام الجـرب، عام الدشيشة، عام التيــفــيس، العام الذي مات في عــطية بن لمبارك بنطحة ثور، عام الشّر، العام الذي عاد فيه "الفضيل" كبيدق مهزوم من فــرنسا، و قــد يؤرخ بــركبة "رزوق" لهذا العام.... يتجافى جـنبه عن مضجعه في حين يغطّ جميع من حوله في النوم عند آخر قطرة من قنـديل الــزيت. معــزول إلى الحد الذي لو رأى فيه ساعة الجيب تــدق، لاعتــقــد أنه قلب معــلّق على صدر صاحــبها كالنياشين أو أنها أحد أنواع الجن... كان "روزق" يضبط ساعته البيولوجية على عيني إبنه البكر "ساعــد" اعتزم في الصباح على فــــكّ الــــرّباط بعد تأخــــر " العشّي" عن مــوعــــده بأسابيع... و ازدياد الألم أضعاف المرات. تــدثّــر بالبرد و ترك النعاس للملاءات الصوفية، "الحنبل" الذي كان خيوطا في الصيف تغطسه زوجته باللونين الأحمر والأسود كما الخيام و تـزين أطـرافه بأشكال هندسية لكي يتغطى به "زروق" كل شيء كان ينسج بحب فــيما يتعـــلق بالدفء في المدن الباردة. في الصباح بعد خروج "ساعد" استجمع كل قواه و فك عصابة الرأس الحمراء التي لفّــــوا بها ركبته بإحكام، أغمي عليه من كم الديدان التي تنهش لحمه حيا و ما هو بأيـــوب.. أمسكته زوجته و لم يتشابك بينهما غير أيدي الحيرة و مخافة الفقـــد. استفاق مرددا... من الذي عــــلّم الــديدان الدّعــارة و جعلها تمارس الجنس و تتكاثر على ركبتي و تــنهشني أم أن رائحة التـعــفـــّن أفــشت السـّـــــر الذي يخـــفيه ســروالي و جعــــلتني لـــقمة ســــائغة. دون أن يشعر حاول بيأس كنس الخراب الذي طال ركبته، مكررا.. هذا الدود يصطفّ ضدّي... هذا اللعين يتآمر علي... ينطح ركيزة البيت، ينتحب و ينام... الأيام متشابهة كأعـواد ثــقــاب في عــلبــة كبريت في حياة رجل ينقّي الدود العالق بــركبته المتعــفّــنة بالحلفاء التي يسلّها من حصيرة نسّلت أطرافها. أنفق نهاري أحـــدّث النمل و ما أنا بسليمان، أرقب أرتال النمل المضجــرة كيف تدور بلا هوادة و تعود إلى جحرها، لا قدم لي أدعس بها عليها كي تخافني، كم وجعــا تحمله عني لأحيا. الحزن كثير يا الله ... يكفي النمل جميعا، كم صيفا سأراهنه بأن لا يأكل منسأتي التي أهش بها على الذباب و الأفكار اللعينة، و كلمات الصبر من الــزائـــريـن التي تضايــق مــؤخــرة رجــل فـقــد قــامـته كتحــامـيل شــرجــية. يتلمّسه "الحـــفناوي" جاره العاشر مرددا العبارة إلى مالا نهاية: رجليه بارديييييين.... و برودة الأطراف لها وشاية خاصة بها في أعــراف القرى النائية، التي لن يصلها الضوء إلا في خــطب الرئيس. كل يوم يجفّ غــصنا من ســاقــه و يتيبــّــــــس و يستحيل إلى رماد... في اللــيل يصبح رأسي مــرقــصا مـــزدحـــما من الأفـــكـــار التي لا تنـــام، قبل أن تسقـط مغـــشيا عــلـيها من الاحتراق... أنام عندما يــرتطم رأسي بسقف السماء و زوجتي تعـــدّ لي منــاشــف بيضاء من الصوف لما يسيل من ركــبتي من قــيح نـــتـن و متخثّـــر، تـــذرّها بالجعيدة المطحونة، ساقي أصبحت نحيلة أرق من ركيزة البيت و حنجــرتي مكــتضة بكلام يحــتــشــد في فــمي و يـعــجــــز عــن الخــروج. تخــشّبت ســاقــه و ماتــت و ظــــلّ هو مــصلـــوبــا عـلـيها كمسيح و كل الديدان أنصاره كالحواريين إلى الله. أتاه ذات صباح شقيق زوجته "لخضر" لما هاله منظره و كيف أذواه المــرض بعــدما أوتي بسطة في الجســم، كاد يغمى عليه و استحالت أشجار القـفــار إلى أوابــد صماء تحــول بـيــن ماضيهما معا يتباريان في الصيد و الــركض... أنشد مـــزيجا من أبيات قــصيدة و همهمات يتوسل فــيها بالدراويش إلى الله غلبته دموعه و لم يكملها، أقسم عليه "رزوق" أن يعيدها عليه حتى يحــفـظها، أعادها ثلاث مرات و في كل مرة يخف النشيج، كوطأة الأشياء مع الوقت تخف... " يا جــدة صبيعي دوّد... يا جدة كلاه الدود... يا جدة شوفي لحالي عامين على شقّي ممدود... الله غالب جا أمر لا يـتـناح ما يـنـفـع مــال و لا عــــواني.. روحي من عندي وسالي على الجياح.. حـــواسين عـــليك ظهروا خفياني ... ما تبـــقى طــايــرة و لا زحــزاح ما يبقى قــلّيل يمشي حــفياني.. عمري تــفـنى و الــقــبر عــني بــرّاح.. قل لها ما فــيها رقـــية و لا صلّاح روحي مــن عــنـــدي وســالي ع الجياح..." غــادر "لخضــر" و تركــه يــردم صــوته بين كـــفّـيه و يـبكي متــضــرّعـــا بقصيدة يــشقّ بها منابت كــآبتــه كمنجــل... فــذاكــرة الفلّاح لا تعــرف غير مواسم الحصــاد. ماذا يفعـــل من فـقـــد مـــلاذه في الطــريق، أأجمع ما تساقط من دفء في موسمي الخاطىء؟ ابنه الذي بحث عن كــرسي نــقّـــــال كـمعجـــزة و أحضره نسي أنه سينغــــرس في الــرمل و أن حتى معاقي القــرية لا حق لهم في الكراسي و أنه سيظل يدفعه بتأفـف و الــ " أف" تفتح المعنى براحا يفضي إلى جــرح غـائر لا يطيب و تــربك قــلب الــوالــد، الذي يصهل بالحب الخفي كخيل حرون و يمتهــن الـــرحيل. قــبل أن نتعـــوّذ نحن الأبناء من كلمة "أف". بعد صباح محاولة "ساعـــد" اليائسة لدفع والده، يكــفكف دموعه متمتما يا الله أيــن قرفصاء أبي... نسيت خطوه و شكل نعاله التي تحثو الــرمل ألوانا، تــفــيض دموع "بلقاسم" من بين ضلوع أبيه و يختنق المكان بهجير صمت مطبق... لم أفقد القدرة على البكاء و الامتعاض و ذلك يدل على أنني مازلت إنسانا على الأقل، بساقين كنت أحمل روحا واحدة و بساق واحدة سأنوء بحملها، لكــن ذلك مقــدور عليه في هــذا القفار المثير للرثاء، ما دامت أغــنامي التي تفصلني عــنها أسلاك متشابكة، تعرفني قاعــدا و واقــفا من رائحة الزعتر البرّي في قبضة يدي، كلما تضور جوعا و أشفق على زوجته من المهام الموكلة إليها راح يقــــرض القصيدة التي أنشدها "لخضر" عن التوسل إلى الله بالدراويش. بعد ليلة القــصيدة تلك استفاق "رزوق" في الصباح ليخبر زوجته بأنه سيتعافى... ردت عليه: في المنام؟ أجابها بيقين من أخبره الله: قلت لك سأتعافى... من يـــومها انتقـــلــت دمــوعه إلى خــــد آخـــــر و بـــــدأ يتــعـــافى تدريجيا و استعاد قــدرته على المشي. لم تكتمل فرحته حتى أتت ورقة الخدمة الوطنية لابنه "ساعد" الذي ترك بدوره أيضا ابنه البكر يحبو و ذهب في نهاية سبعينيات القرن الماضي لتأديتها بعين طاية ضواحي العاصمة، تاركا والده يقود خرافه، يتناول رغيفه الساخن من طبق الخوص و يغمسه في قــصعة الانتظار، لم يكن يظهر شوقه لولده الذي أنفق عليه الحب قبل المال ليراه متعــلما، عيّن " ساعد" نائب أمين عام لكتيبة في الجيش أثناء الخدمة العسكــرية، لم يتآلف مع معلبات التونة و لحم الأبقار و لا مع النظام الصارم، يقول كنا نبحث عن مذاق الأشياء البكر في أفواههنا معدة بماء و ملح على طريقة الجدات. في إحدى المناوبات الليلية ترك زميله "شــكري" يتولى أمر الكتيبة و ذهب للنوم مبكرا، استفاق على نفسه و هو يحضن صرة ملابسه المعلقة بالخيمة معتقدا أنها طفله "عمر"، أصابه الأرق و بقي يمشّط الطــريق بين الخيام باكيا يمزقه الشوق... لا أحـــد يتهجأ باقي الأسطر من قبلة الوالد إلا عندما يموت و يترك لهم ثـــقــل اللسان، يومها تعلّم أن يكون أمّا كوالده، أمومة الأب تستبسل في الأوقات الصعبة عندما نوشك أن ننال حــتـــفــنا... تأتي من زفــرات الله كــحــشــد من البرق، كجمــر يأج نافرا في العروق... كأصدق هبــات المكــان... ترك "شكري" أحد الجنود "علّال"، الذي يحلم بأن يكون ممثلا. حارسا لمخزن السلاح في ليلة لم تكن تنذر إلا بمـــزيد من الشــــؤم منـــذ أرق "ساعد"، من يتوقع أن عـقـب سيجارة "علّال" سيفجــر مخزن البارود و يستعجل في اطلاق النار ليخلّص خمسون جـنـديا من حياة رديئة كانت تنتظره، حارس المؤرقين ينتظر انطفاء المصابيح الـــزيتية المعــلّقة على الخيام التي تطايــرت عــقــب الانفجار، كان يغـطّ في أحلامـــه مرتــديا كل ليلة زي بـــطل جــديد، بطل الليلة نســـفهم جميـــعا بضــربة عــقب وجّهت خطأ إلى داخل مخــزن البارود فتطايرت الأشلاء و معها البدلات التي ارتديتها تباعا في كل ليلة في قاعة العرض دون أن أترك لكم متسعا من الوقت لتقبلوا حبيباتكم و تودعوا أهلكم قبل الخدمة اللاوطنية، قتل هذا الحارس الغبي كممثل ثانوي وغــد ضاق ذرعا بصفعات البطل في مشهد أخير، جعـــلهم يصعـــدون إلى أعــلى... ضــرب الانفجار كــزلزال و تطايـــرت الخيام إلى فـــوق و بقــينا في العــراء نبحث عن جثث بعض، الأشلاء المتــفحمة و رائحة اللــحم البشري المحترق تجعــلني أكفر بكــل حياتي الكاذبة التي كنت أخترعها كل ليلة. خمسون جندي في ليلة واحدة بعد الاستقلال بعشر سنوات، كنت غبيا و كنت أول من طار إلى السماء لكن سيأتي بعــدي خــونة سيفعلون بالوطن ما عجز عنه العدو. يسجن "شكري" بعد محاكمة عسكــرية سببها الإهمال و يجن بعــد خـــروجه من السجــن ثم يمــوت، يرحل " ساعد" عن عين طاية حاملا سوء الطالع معه. يعيّن مديرا لثانــوية تــقــيم بداخليتها بنات الصحراء الغــربية أو البــربــوشيات كما يطلق عليهن بسمرتهن الخفيفة بروائحهن العــطنة و عاداتهن المميزة في الأكل بفتّ الخبز في أي حساء و يطلقن عليه "قـــربانسو" الى وقت متأخــر لم يعــرف "ساعد" إن كانت تعني الحمص أو البازلاء أو ربما هو لقب لصيق به و هو لا يعلم، كما يطلقن على الجزئريات لقب "جــويـنـدية" أو "جندها" و حتما لا يفك هذا التشفير إلا الساسة و متتبعي الأخبار. يأكلن بأيديهن و يلعــقن أصابعهن خصوصا إذا فتحن فوقه علب التونة. يبدين مثيرات بملاحفهن المزركشة بألوان فاقعة، يقمن بلفها حول أجسادهن بإحكام، في جلسات السمر تـــلعب "الرعبوب" الورق و يلتف حولها البنات و تعــد أكبرهـــن الشاي و يـلـقين بكلمات إسبانية بين الحيــن و الآخر يعتبــرنها أسهل من الفــرنسية، و يحتـدم الصراع بين الطلبة الجزائريين و الصحراويين كل يدافع عن لغة الدولة التي نكحته. تتصل بهم عائلاتهم بالتبني من إسبانيا بهواتف الثريا، التي كانت تخص الإرهابيين فقط في وقت سابق، يرسلون لهم هدايا ذهبية يبعنها، فالذهب نذير شؤم بالنسبة للبربوشيات و من تــلبسه تطاردها لعنة ما. فيتخلصن منه عن طريق بيعه في أسرع وقت ممكن. في هذه الجلفة الباردة أجبرته زوجته على ارتداء سروالها القطني الأحمر المورد بالجيبسوفيلا و البابونج بأصفــر فاقع ليستــعين به على البرد تحت سروال بدلته المخملية البنية، ارتدى قميصه و ربطة عنق و حذاء بني مع جوارب مخططة طويلة حشى بداخلها كلسون زوجته الفــريد و نسي سروال البدلة في غـــرفته و خــرج للساحة في عجالة من أمــره، كان النشيد الوطني قــد انطلق و وقــف هو منتصبا أكثر من سارية العلم، فور رؤية البنات لسيقان "ساعد" تــطغى على الساحة موجة ضحك عارمة و هو في ذهول متسائلا عما يحــدث، لكـــزه المراقب العام الذي أتى يكــزّ على النعاس قبل أن تنفتح حدقتيه على اتساعهما من هول ما رأى من زي مديره الذي صار أشبه بمهرج في سيرك كبير. عندما أطعم البرد أطراف " رزوق" كان الكل يتهم الموت لكنه تأخــر و عاش بعــد مــرضه لا يعــرف طبيبا و لم يتناول حبة أسبــرين، كل الحــزن الذي انطلق من ركبته بداية كهولته تحول إلى خفة روح و شقاوة، كأنه تعلم من تلك الحادثة التي أقــعــدته أن الحياة الدنيا ما هي إلا لهو و لعب، كان يعيش كل يوم كأنه هدية جديدة، زار ابنه في المدينة و هاله كثرة البنات و النساء الداخلات للثانوية و العمارة بالميني جيب، سراويل البدالف و أربطة الخصر و برؤوسهن الحاسرة فاعتقــد بذهنية البدوي أنهن متاحات و أنه يمكنه الظفر بواحدة، استفتح يــــومه بالذكر و التسبيح و الحمد، خنق قميصه بربطة عنق ابنه المرقطة و نزع عمامته و فـــرق شعره منطلقا من قــفاه بجانب صدغه الأيمن ليخفف من لمعان صلعته ارتدى نظارات سوداء من ماركة لوزا، أفرغ زجاجة العطر و نــزل عند باب العمارة حاملا معه كرسيا متفحصا كل من تمر عليه، من يوم برودة أطرافه و هو يبحث عن فراش أكثر دفئا، النساء بديل لا بأس به طالما الدود لم يصعــد إلى مكان آخر و تـــرك له عـــصاه التي يـهــــشّ بهــا عـــلى ما اكــتـنـــز من حــزن و ضجــر و نــفـــــور الجميــع منه كــطاعـــون، لا أدري من أين أتته قناعة أن كل من تلج باب العمارة هي على موعد مع أحدهم فكل ما تهم واحدة بالدخول ينــزل نظارته أسفل أنفه و بلهجة مترنحة يكرر سؤاله المعتاد. جايتني و إلا عندك رانــديــفال؟ و كلمة رانديفال تعني رانـــديفـــو بلغة "زروق" و لا نعلم أيضا من أين التقطها و لا كيف حورها بهذا الشكل... بعـــدها بسنوات كان "عمر" يقــف متــأفــفا من دفع عـــربة "ساعد" الذي أمره بالتوقف لكي يحكي مع صديق له من أيام الخــدمة العــسكــرية، قاطعهما في منتصف الحكاية قائلا: وراءنا شغل مهم، تحــــركت مسبحة "ساعـد" في يده أسرع قــليلا. رمق ابنه الساعة بتــوتر أكبر، كانت المباراة قد انطلقت. زحف ليلتها والده ليقبله؛ أطــفأ التــلفاز و صعــد بمفــرده إلى السماء قــبل أن يسمع تــأفــفــه الأخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى