الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة الانسان بالحيوان.. في كل زمان ومكان

محمد علي حسين - البحرين

2021 / 3 / 25
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في الحقل، في الغابة، في البحر أو تحت صخرة، في كلّ بيئة حياة، تسود بين الكائنات الحية علاقات متبادلة متنوّعة؛ منها التعاون، والتنافس وكذلك علاقات يتغذّى فيها الواحد بالاعتماد على غيره.
التبادليّة – الطرفان مستفيدان

هل تذكرون نيمو، “سمكة المهرّج”، التي عاشت مع والداتها في داخل زنبقة البحر؟ يقدّم فيلم الرسوم المتحركة “نبحث عن نيمو”، أحد أكثر الأمثلة شهرة على العلاقات المتبادلة، القائمة بين أسماك المهرج وزنبق البحر. تعيش أسماك المهرج بين أذرع زنبقة البحر، وتتمتّع بحماية من أذرعها الحارقة؛ زنبقة البحر، من جانبها، تستفيد من بقايا الطعام التي تسقط من فم السمكة. لذا فإن العلاقة بالنسبة إلى أسماك المهرّج هي علاقة ضروريّة (بالمصطلح العلميّ: أوبليغتوريّة): إذا ابتعدت أسماك المهرّج عن أذرع زنبقة البحر، افتُرسَت بسُرعة، أمّا بالنسبة إلى زنبقة البحر، فإنّ هذه العلاقة غير ضروريّة، إذ إنّها قادرة على العيش بشكل جيّد من دون بقايا الطعام من أسماك المهرّج.
هناك علاقات متبادلة من نوع آخر، موجودة بين الأسماك القوبيونيّة والروبيان، العلاقة ضرورية للشريكين، اللّذين يعيشان معًا في جحر على قاع البحر: الروبيان يحفر الجحر، يبقيه نظيفًا، ويحرص على إزالة الرمل من أمام فتحته؛ أمّا الأسماك القوبيونيّة فإنّها تقف في باب الجحر وتحذّر الروبيان، صاحب حاسّة البصر الضعيفة من الخطر. يحرص الروبيان على الدوام على لمس ذنب الأسماك القوبيونيّة بواسطة مجسّاته، وتقوم الأسماك القوبيونيّة بدورها بإصدار الإشارات له من خلال حركات الذيل للتحذير من الخطر.

المنافسة – كلا الجانبين خاسران

عندما يتقاسم جنسان موردًا مشتركًا، لا يتوفّر منه ما يكفي لكليهما، تتطور المنافسة بينهما. على سبيل المثال، منافسة على الغذاء: بعد أن ينجح الفهد أو النمر في اصطياد فريسة، يجب أن يعجّلوا في أكلها قبل وصول مفترسات أخرى، مثل: الضباع والأسود والطيور آكلة الجيف، التي تريد هي الأخرى الاستمتاع بالغنائم أيضًا. هناك منافسة بين فردين ينتميان إلى الجنس نفسه، على سبيل المثال، أيلان ذكران يتنافسان في ما بينهما على الحق في التزاوج مع جميع الإناث في القطيع.

فيديو.. حيوانات صديقة على غير العادة - الأمهات الصغيرات
https://www.youtube.com/watch?v=DIskF9c_Zg4


افتراس – المفترس يربح، والفريسة تخسر

في علاقات الافتراس، مخلوقات من جنس معيّن، تتغذى على مخلوقات من جنس آخر. العلاقات المتبادلة من نوع الافتراس لا تتطرّق إلى الحيوانات فقط – الذئب الذي يفترس الأرنب، على سبيل المثال، بل إلى الحيوانات التي تأكل النباتات. ومع أنّ هذا يبدو غريبًا، إلّا أنّه في لغة علماء الأحياء، تقيم الكائنات الحيّة النباتية علاقات افتراس مع غذائها النباتي.
التطفّل الطفيليّ يكسب، الحاضن يخسر
في العلاقات المتبادلة من نوع التطفّل، مخلوق ما، الذي يسمّى الطفيليّ، يعيش على أو في مخلوق آخر، الذي يُعرف باسم الحاضن، ويتغذّى منه. العديد من الأمراض هي نتيجة للتطفل، حيث أنّ البكتيريا والفطريّات أو مخلوق آخر يضرّ بالحاضن الذي تعيش في جسمه. قمل الرأس وقرادة الكلب، همت مثالان من الحياة اليوميّة على طفيليّين معروفين لكثيرين منّا.
المعايشة – هناك رابح، ولكن ليس هناك خاسر

في علاقات المعايشة، يستفيد طرف واحد من العلاقة، في حين أن الطرف الآخر لا يتأثّر بها، لا للأفضل ولا للأسوأ. على سبيل المثال، البرنقيل هي سرطانات صغيرة تعيش في الماء وتلتصق بظهور الحيتان أو قواقع السلاحف. توفّر الحيتان والسلاحف للبرنقيل موئلًا متنقّلًا، حماية من الحيوانات المفترسة وفرصًا للعثور على الغذاء من دون أن تتأثّر هي نفسها بذلك. ومع ذلك، من المهمّ التأكيد على أنّ تعريف العلاقات المتبادلة على أنّها معايشة، يمكن أن يكون إشكاليًّا. لماذا؟ لأنّنا عندما ندرس العلاقات بين كائنين حيَّيْن، فإنّ حقيقة أنّنا لم نرصد أدلّة على الضرر أو المنفعة لأيّ من الطرفين المعنيّين، لا تشير بالضرورة إلى عدم وجود أيّ منهما. هناك حالات لم تتبيّن فيها العلاقات المتبادلة، التي بدت في البداية وكأنّه لا تأثير لها في أيّ من الجانبين، في نهاية المطاف أنّها مفيدة أو ضارّة.

علاقات متبادلة أو افتراس؟ تطفّل أو منافسة؟ المؤكّد هو أنّ الكائنات الحيّة تقيم في ما بينها علاقات متبادلة تثير الانبهار، وتتبّعها من شأنه يكشف لنا الكثير عن العالم من حولنا والعلاقات التي تسود بين الأجزاء المختلفة التي يتألّف منها.

فيديو.. حيوانات صديقة على غير العادة - الشركاء الثلاثة
https://www.youtube.com/watch?v=wi_ig8NYTvY


ممرات إلى التعايش المشترك: تقليل الصراع بين الإنسان والحيوان

في أقصى الظروف الطبيعية، لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون هواء أكثر من ثلاث دقائق، وبدون مياه أكثر من ثلاثة أيام، وبدون طعام أكثر من ثلاثة أسابيع. ولدعم سكان العالم الذين ارتفع تعدادهم إلى 7.5 مليار نسمة، يتزايد الطلب على هذه الموارد الطبيعية الأساسية، مما أدى إلى إزالة الغابات، وتدهور الموائل الطبيعية وتفتيتها، والتوسع المفرط في استخدام الأراضي لرعي الماشية والزراعة.

وفي إطار سعيه للبقاء والنماء، حوّل الإنسان في بالفعل 38% من مساحة الأراضي في العالم لاستخدامها لأغراض الزراعة؛ كما قام بقطع الغابات لأغراض الصناعة والتعدين والبنية التحتية، مما ترك أقل من 15% من مساحة الأراضي في العالم لاستخدامها كمناطق برية محمية لأغراض الحفاظ على التنوع الحيوي. لكن إذا تواصلت الضغوط البشرية على المناطق المحمية، فأين يمكن للنسبة المتبقية من الأفيال والقطط الكبيرة والحيوانات الأخرى أن تذهب في بحثها عن الغذاء والمياه؟ لا شك أن جني محصول وفير من الذرة، أو امتلاك حقل أرز لا تضطر لحراسته، أو رعي أبقار سمان في الأراضي الخضراء المحيطة هي جميعا أمور لا يمكن مقاومتها (وهو أمر مفهوم). ويشكل هذا الصراع على الموارد الطبيعية، وخاصة الأراضي والمياه، السبب الأساسي للصراع بين الإنسان والحيوان.

تقع معظم الحوادث الناجمة عن هذا الصراع على أطراف المناطق المحمية، وتتحمل التجمعات السكانية المحلية أعباء خسارة المحاصيل، وتعرض مواشيها للافتراس، والسكان للإصابة وفي بعض الأحيان حتى للموت.

لقد أصبح الصراع والتنافس بين الإنسان والحيوان قضية عالمية. ولاستطلاع الممارسات الناجحة وغير الناجحة في هذا الصدد، استضافت حكومة غابون -بالتعاون مع البرنامج العالمي للأحياء البرية - مؤتمرا بشأن "تقليل الصراع بين الإنسان والحيوان وتعزيز التعايش المشترك" في أبريل/نيسان 2017 في غابون.

يعمل البرنامج العالمي للأحياء البرية، تحت قيادة البنك الدولي وبتمويل من صندوق البيئة العالمية، في 19 بلدا في قارتي آسيا وأفريقيا لمساندة التدابير التي تتخذها البلدان المعنية على أرض الواقع لتحسين إدارة الحياة البرية والمناطق المحمية، وتعزيز منافع كسب العيش في المجتمعات المحلية، وتدعيم إنفاذ القانون وتقليل الطلب على الموارد الطبيعية.

جمع هذا المؤتمر معا حوالي 80 مشاركا من أكثر من 20 بلدا، وفيما يلي وصف للمناقشات التي شهدها المؤتمر حول بعض القضايا الأساسية والحلول المطروحة.

فيديو.. حيوانات صديقة على غير العادة - الراعيات ذوات الفراء
https://www.youtube.com/watch?v=dWH1yZw8sVQ


ما الذي نستطيع عمله لتقليل الصراع بين الإنسان والحيوان؟

منع وقوع هذا الصراع. على الرغم من أن ذلك هو الوضع المثالي، فإن تحقيقه أمر بالغ الصعوبة. ويشمل ذلك:

• تخطيط استخدامات الأراضي الطبيعية: المناطق المحمية موطن للحياة البرية، لكن تغيير استخدامات الأراضي المحيطة بالمناطق المحمية يؤدي إلى تفتيت موائلها الطبيعية وتدهور أوضاعها. ولذا، من الضروري قبل التخطيط لأي مشروع تنموي فهم نوع التغييرات التي ستطرأ على استخدام الأراضي، وسلوك الحياة البرية، وأنماط الهجرة الناشئة عن ذلك. وسيساعد ذلك على التنبؤ بالأماكن التي يحتمل حدوث صراع أو تنافس فيها بين الإنسان والحيوان، وسيتيح فرصة لتقسيم المنطقة بصورة فاعلة وإنشاء ممرات للحيوانات والطيور تربط الحفاظ على الحياة البرية بتخطيط الأراضي.

• وبالنسبة للتجمعات السكانية المتضررة من الصراع بين الإنسان والحيوان، من المهم إيجاد اقتصاد يعتمد على أنشطة الحياة البرية لضمان أن تفوق المنافع المتأتية من ذلك التكاليف المصاحبة للتعايش معها. فالفيل الكبير الذي قد يأتي السائحون إلى المنطقة لرؤيته خلال مراحل نموه سيحقق مزيدا من المال والمنافع للناس والدولة. وعندما تُعتبر إدارة الحياة البرية أصلا مدرا للعائدات، تصبح المناطق المحمية مقصدا جذابا يتنافس الجميع على الحفاظ عليه.

وإذا تعذر منع الصراع والتنافس بين الإنسان والحيوان، فإن الخطوات التالية ستشتمل على:

تقليل تأثير هذا الصراع والتنافس وتخفيفه على كل من الإنسان والحياة البرية. ما لم تتم معالجة الأسباب الجذرية، فإن تقليل آثار الصراع بين الإنسان والحيوان قد لا يؤدي بالضرورة إلى الحد من هذا الصراع. وعليه، يعد فهم الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع المحلي الذي يواجه هذه المشكلة مسألة ذات أهمية محورية لأجل تحقيق النجاح. ومع استمرار حالة الاستياء التي تبديها المجتمعات المحلية للحكومات، من المحتم أن يدرك متخذو القرار أن الحلول الداعية لإبقاء الحيوانات "المثيرة للمتاعب" بعيدا، لا تعدو أن تكون حلولا مؤقتة؛ إذ إن العمل مع السكان المحليين وتدعيم مقدرتهم على إدارة الموارد هو الوصف الصحيح لعلاج هذه المشكلة.

وأخيرا، إذا كان هناك ضرر وقع بالفعل، فإن النهج الأسلم لتخفيف حدة الصراع تكمن في منح تعويضات أو توفير أدوات تأمين لتغطية أية خسائر اقتصادية. وهذا حل شائع، إلا أن من الصعوبة بمكان تطبيقه بصورة عادلة، كما أنه لا يحل المشكلة الأساسية، ولا يغير النظرة السلبية للمجتمعات المحلية نحو الحياة البرية. إن النهج الأفضل هو تقديم منافع (نقدية وغير نقدية) للمجتمعات المحلية ترتبط بالنتائج الإيجابية للحفاظ على الطبيعة. وتُعرف هذه المنافع بأنها "مدفوعات لتعزيز التعايش المشترك" وهي تحقق غرضا مشتركا لتشجيع الجهود الرامية للحفاظ على التنوع الحيوي من جهة، والتخفيف من حدة الفقر من جهة أخرى.

فيديو.. أغرب 10 علاقات بين الانسان والحيوان، لن تصدق انها موجودة
https://www.youtube.com/watch?v=JTHrLBoFEGQ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة