الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهانئي لليونان في ذكرى مئتا عام على الثورة

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2021 / 3 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


حرية – مساواة – أخوة

إسمحوا لي في البداية أن أستعمل مصطلح اليونان الذي يستعمله العرب طالما أكتب هنا بالعربية للدلالة على الهيلينيين أي سكان تلك المنطقة التي تسمى إللازا في أوروبا و تعني اليونان كما يسميها العرب .

25 مارس 1821 كان يوما مشهودا في اليونان حيث بدأت فيه الثورة للتخلص من الديكتاتورية و الإستعمار الإسلاميين العثمانيين لتركيا...

و ليس صدفة أن نجد العرب الذين نكتب اليوم بلغتهم و نحترمهم يهنؤون اليونانيين بعيد الثورة 25 مارس .لأنهم هم أيضا عانوا من الإستعمار العثماني ردحا من الزمن غير يسير حتى ظهر فيهم لورانس العرب الذي وعدهم بالتخلص من العثمانيين في زمن ما لاحقا...و هكذا كان ..

فقد ساهم في تلك الثورة العلمانيون والإكليروس اليونانيين (رجال الكنيسة الأرثوذوكسية ) متوحدين لدحر الهمجية العثمانية و نوال الحرية ...

و منذ ذلك التاريخ بقيت الكنيسة تحظى بالإحترام لذلك الدور المركزي الذي لعبته في حياة اليونانيين.

و لا يجب أن ننسى الأبطال القبارصة الذين ضحوا يحياتهم و أموالهم لتمويل الثورة من أجل شيء أكبر هوالحرية "إليفتيريا باليونانية) ..فقد كان شعارهم "الحرية أو الموت" ..و يتجسد ذلك في نشيد الحرية الذي يتغنى به اليونانيون اليوم و هو النشيد الوطني لليونان ...

بطبيعة الحال لم يكن اليونانيون وحدهم في معركة التحرر من السطوة العثمانية الغاشمة بل ساهمت معهم فرنسا و إنجلترا و روسيا ...

هذه الدول لم تكن تدافع عن الباطل بل عن شيء عادل و مقدس و شرعي هو حرية شعب كان دوما حرا في تفكيره و تدبيره أموره حتى خلف حضارة ..و عرف شيئا في أثينا و غيرها من مدن اليونان لم تعرفه الإنسانية قبله و هو إستعمال العقل لإعطاء قيمة للإنسان .و سمي ذلك فلسفة.

و عرف قرونا قبل الميلاد مفهوم المواطنة في أثينا.و أنتج مع الحاكم بيريكليس مصطلحا جديدا إنتشر في كل أرجاء العالم باللغة اليونانية و هو مصطلح الديموقراطية...

الحضارة و القيم اليونانية هي الأساس للحضارة التي نشاهد اليوم و التي لم يكن لها من قبل مثيل في التاريخ ...

هذه هي الحضارة الحقيقية التي تعطي قيمة للإنسان أما ما عداها فليس كذلك...

و في إحتفالنا اليوم مع الشعب اليوناني في اليونان و في الشتات ب ذكرى 25 مارس التحررية فنحن نتوحد روحا و قلبا مع من يريدون الخير و الحرية للنوع البشري أينما كانوا .

و مع أن الإحتفال مقترن بنوع من الألم في تذكر الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل مستقبل اليونانيين والأجيال اللاحقة منهم فهو في نفس الوقت إحتفال بالإنتصار يعطي دفعة قوية للإفتخار بالإنتماء لليونان .وعوض القول أن تلك التضحيات كانت فقط من أجل اليونانيين بما أن نتائجها حققت شيئا أساسيا هو الحرية للذين كانوا دوما ينشرون المعرفة والفلسفة والتثقيف و سمو الإنسان العقلي فيكون من تحصيل الحاصل القول أن كل المدافعين عن الحرية و عن تثقيف النوع البشري هم يونانيون في العقيدة و القيم ..

لذلك ليس هناك أي غرابة في قول الرئيس السابق أو الحالي للولايات المتحدة الأمريكية أنه يشعر بكونه يونانيا كل يوم .

يقترن هذا اليوم 25 مارس 2021 في اليونان بوجود أول سيدة لأول مرة في تاريخ اليونان كرئيسة للدولة هي إيكاتيرينا ساكيلاروبولو...و هذا شيء عظيم في دولة تقول ثقافتها أن النساء هن أعمدة الحضارة ...

فتهانئي لشعبنا اليوناني في اليونان و في الشتات و في كل مكان بهذا الإحتفال المضيء في سماء اليونان والعالم .

و تهانئي لرئيسة اليونان و الحكومة اليونانية بهذه الذكرى الغالية و على رأسهم رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس و وزير الخارجية نيكوس داندياس و كذلك أعضاء البرلمان اليوناني...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا