الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الجزائري التائه الفاقد للبوصلة / الاغتيالات بالجزائر ، وشبح العودة الى العشرية السوداء القتل والقتل المضاد

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


--- ماذا يجري بالجزائر ؟
--- الى اين يقود النظام الجزائري الجزائر بقيادة الجنرالين الدمويين ، الجنرال خالد نزار ، والجنرال سعيد شنقريحة ..
--- وما دور ومخطط مؤسسة الجيش ، في احتواء الحراك الشعبي الذي يتمدد بالملايين من الجزائريين ، الرافضين للدكتاتورية ، ولدولة الجنرالات ، وسياسيي جبهة التحرير الوطني ؟
--- وما خلفيات الاغتيالات لضباط جنرالات مزعجين للإنقلابيين على الحراك ، وضباط جنرالات كالجنرال قائد الدرك سابقا غالي بلقصير الموجود كطالب لجوء سياسي خارج الجزائر ؟
--- وهل حقا ان النظام المخابراتي العسكريتاري الجزائري ، يملك من الاذلة ما يدين الجنرال بلقصير وغيره من الضباط ، كالجنرال المساعد الأول المتقاعد بونْويرة قرميط ، والرائد درويش هشام .. ، بالخيانة العظمي بسبب اتهامهم بالاستحواذ على معلومات ووثائق سرية ، لغرض تسليمها لاحد عملاء دولة اجنبية عدو قد تكون المغرب .. ام ان السبب في التهمة الكيدية ، هو ان الجنرال غالي بلقصير، يتوفر على صور مؤكدة لمسؤولين جزائريين ، يتوافدون على مكتب " كمال شيخي " المعروف ب " البوشي " ، لنيل نصيبهم في قضية تهريب سبعة أطنان من الكوكايين بوهران ، الذي قد تفتح باب جهنم الدولي في حق النظام العسكرتاري الجزائري ، والعمل ما امكن على عدم افتضاح الصفقة امام الشعب والحراك ، الذي سيزيد انتشارا وتوسعا ، بسبب هذا الفساد الذي يقف وراءه جنرالات الجيش ، وصقور جبهة التحرير الوطني ؟
--- ثم ماذا حين يذهب النظام الجزائري المتأزم ، والمأزوم ، والفاقد للبوصلة ، حيث اصبح تائها على وجهه يضرب اخماسا في اسداس ، يصدر مذكرة اعتقال دولية بحق سياسيين معارضين للنظام ، كانوا اطرا بالدولة الجزائرية ، ويعيشون كلاجئين سياسيين ومجنسين بدول اجنبية ، مع طرح مشروع للتصويت يقضي بسحب الجنسية الجزائرية عن العديد من الجزائريين المعارضين بالدول الاوربية ؟
النظام الجزائري رغم البترول والغاز الذي احتكر عائداتها الجنرالات ، وسياسيي جبهة التحرير الوطني ، والطبقة السياسية المرتبطة بالنظام ، لم ينجح في قيادة الجزائر الى بر الأمان .. وهي الدولة التي تعيش اليوم اكبر ازمة اقتصادية ، واجتماعية ، ونفسية ، خاصة وان منظمة الصحة العالمية وصفت الجزائر، من اكبر الدول تخلفا في الميدان الصحي ، لان المسؤولين الكبار الذين لم يفلحوا في بناء مستشفيات على مقام عائدات البترول والغاز ، يتوجهون للاستشفاء في اوربة ، لا في مستشفيات الجزائر الفقيرة التي اصبحت اليوم بحق تمثل دور الرجل المريض بالمنطقة .. وحتى يتهرب النظام من مسؤوليته عن الازمة التي هو سببها ، يحاول جاهدا تصريفها وتهريبها الى نزاع الصحراء ، والى الترويج لنظرية المؤامرة التي تتعرض لها الجزائر من النظام المغربي ، ومن حليفته إسرائيل .. وهو اتهام مردود عليه ، لان الازمة هي بسبب الفساد الضارب لكل مفاصل الدولة ، وبسبب الاغتناء الغير المشروع للطبقة السياسية التي تتحكم في مصير الشعب الجزائري ، الذي انتفض اليوم بالملايين ضد العصابة ...
فحين يلجأ النظام الجزائري الى أسلوب الاغتيالات والتصفيات ، وإصدار الاتهامات المغرضة في حق ضباط معارضين ، بدعوى الخيانة العظمى ، ويصدر مذكرات توقيف في حق المعارضة ، بدعوى الإرهاب ، وهي التهمة التي فطنت لها الدول الاوربية ، واعتبرتها كيدية لإلجام صوت المعارضة المزعج والفاضح للعصابة الحاكمة .. فذلك يأس وفقدان الامل من قبل الجيش ، وصقور جبهة التحرير ، لدرء أيّة هبّة شعبية ، وهي في الطريق للقضاء عليه ، وبناء جزائر الشعب ، لا جزائر العسكر.. فالمطالبة بالدولة المدنية الرافضة لدولة العسكرية ، سيؤثر على صفقات الأسلحة المشبوهة للجنرالات مع روسيا .. وسيقدم الجنرالات قربانا لمحاكمات تنتهي بالسجن وبالتتريك، لإرجاع الأموال المسروقة والمنهوبة الى خزينة الدولة .. فحين يعترف الوزير الأول الجزائري السابق " اويحي " بتلقيه رشاوى في شكل سبائك ذهبية من قبل امراء محميات الخليج ، وإعادة بيعها في السوق السوداء .. يكون الاعتراف هذا بمثابة اعتراف بالفساد ، وبالاغتناء الغير المشروع ، والواجب الوطني يقتضي التتريك ...
وبعودة النظام الجزائري الى الاغتيالات في صفوف الضباط الوطنيين المتماهين مع الشارع الجزائري ، والمستنكرين للدكتاتورية العسكريتارية المفروضة من قبل جنرالات فرنسا ، خاصة الضباط الذي كانوا ضمن فريق الجنرال القايد صالح الذي وقف شوكة في حلق فرنسا .. ، حتى ثارت الشبهات حول اغتياله ، ليخلص الجو لزمرة سعيد بوتفليقة و جماعته ، الذين سرحوهم بعد ان برئتهم المحكمة من تهم الفساد ، وتهم الشطط في استعمال السلطة ، والاغتناء الغير مشروع .. ، يكون الثنائي الدكتاتوري المتحكم في الرئيس عبدالمجيد تبون ، سعيد شنقريحة ، وخالد نزار ، يقود الجزائر الى العشرية السوداء ، التي تميزت بالقتل وبالقتل المضاد ، وبالاغتيالات التي كان يقوم بها الجيش باسم الجماعة الإسلامية المسلحة La GIA ... والاغتيالات مرشحة ان تصيب زعماء الحراك ، لتعقيد الوضع ، ولإيجاد المبرر المسوغ الكافي ، لشرعنة قبضة الجيش الحديدية ، وتصفية الساحة كليا من اية معارضة ولو كانت تنشط خارج الجزائر .. والسؤال :
--- من اغتال الجنرال سليم قريدة ، الموالي للجنرال القياد صالح ، والمعروف بمعارضته الصارمة لجنرالات فرنسا الدكتاتوريين ، خالد نزار ، و مدين ، و طرطاق ، وشنقريحة ..
--- ومن ذبح القاضي الجنرال عمار بوسيسي في سيارته ، لإقفال اية إمكانية في تقديم ملفات فساد جنرالات فرنسا الى القضاء ..
--- بماذا نفسر خروج سعيد بوتفليقة ، والجنرال مدين الذي يلقبونه برب دْزايرْ وآخرون من السجن ...
--- وما هو الدور الذي لعبه الجنرال بُوزيت في الاغتيالات ، وفي اعداد الملفات المطبوخة ضد المعارضين الجزائريين خارج الجزائر ... واقدام النظام الجزائري الحاصل في ورطة كبيرة في ملفات حقوق الانسان ، من قبل الرأي العام الأجنبي ، ومن قبل البرلمان الأوربي الذي قرع النظام الجزائري مرتين منذ اقل من سنتين ، وقرعه اليوم بسبب حقوق الانسان المنتهكة ، وبسبب الوضع الكارثي الذي تجتازه الجزائر اليوم سياسيا واجتماعيا ...
ولم تكتفي الطغمة العسكرتارية المسلطة على الجزائر ، والجاثمة قهرا على صدر الشعب الجزائري ، الذي شرع في نفض غبار الذل والاهانة عنه ، بتوجيه مذكرة اعتقال في حق الناشطين والمعارضين السياسيين خارج الجزائر.. بل ان النظام المافيوزي الجزائري ، وجه مذكرة اعتقال في حق الضباط الوطنين الاحرار ، الذي شقوا عصا الطاعة على جنرالات فرنسا ، الجنرال خالد نزار الدموي ، والجنرال سعيد شنقريحة ، الذين انقلبوا ضد ارث الجنرال القياد صالح الذي اغتيل ، ليخلص الجو لبقايا العصابة المسيطرة اليوم على الجزائر ، لإطلاق سراح زملاءهم الجنرالات ، الذين رمى بهم في السجن القايد صالح ..
هكذا وجه النظام الجزائري مذكرة اعتقال دولية ، في حق الجنرال قائد الدرك الجزائري سابقا ، العميد غالي بلقصير ، بدعوى الخيانة العظمى ، لاستحواذه على معلومات ووثائق سرية ، لغرض تسليمها لاحد عملاء دولة عدوة ، والمقصود بالدولة العدوة المغرب .. في حين ان الدافع وراء اصدار مذكرة اعتقال دولية في حق الجنرال بلقصير، واعتقال بعض معاونيه الذي يضبطون ملفات خطيرة عن الجنرالات جزارو الشعب الجزائري .. ، كانت بسبب حيازة الجنرال لصور لجميع كبار المسؤولين في الدولة المافيوزية ، حين كانوا يتوافدون فرادى وجماعات على مكتب " كمال شيخي " المعروف ب " البوشي " في قضية تهريب سبعة أطنان من الكوكايين ، وهو ما سيفتح باب جهنم على النظام الجزائري من قبل الاتحاد الأوربي ، ومن قبل المحكمة الجنائية الدولية ..
ان اصدار النظام الجزائري لمذكرة اعتقال دولية في حق النشطاء المعارضين السياسيين ، ليست هي الأولى ، ولن تكون هي الأخيرة .. فمنذ اول يناير 2010 ، وحتى 30 يوليوز 2020 ، يكون النظام الجزائري قد وجه حوالي ستين مذكرة قضائية الى فرنسا ، لتسليمها نشطاء سياسيين معارضين للنظام ، بتهمة الإرهاب .. لكن القضاء الفرنسي ، والسلطات الفرنسية المعنية ، كانت ترفض التسليم ، لان اصل المذكرة الحقيقي سياسي ، ولا علاقة له بالإرهاب اطلاقا ... وسيكون مصير المذكرة الأخيرة هذه ، هو نفسه مصير المذكرات السابقة ، حيث ستجابه بالرفض .. لان الناشطين المعنيين بمذكرة التسليم ، يتمتعون باللجوء السياسي ، ومنهم المجنسون بجنسيات البلدان الاوربية التي يعيشون فيها ..
وعندما تصل الوقاحة والنذالة بالنظام الجزائري ، انْ يعرض على البرلمان اقتراح قانون ، لتجريد جزائريين من جنسيتهم ، بسبب معارضتهم للنظام الجزائري .. ، يكون فقدان ثقة النظام في نفسه قد بلغ اشده ، ويكون الوضع النفسي للواقفين وراء مشروع التجريد من الجنسية ، قد ابانوا عن يأسهم ، وفشلهم ، وحيرتهم من امرهم ، ويكون حقا النظام قد فقد البوصلة والمقود ، للوصول الى مبتغاه الدنيء .. وتكون نهاية النظام المهددة من قبل الحراك الشعبي الذي يتمدد بالملايين ، وسخط ، ورفض الضباط الوطنيين الاحرار ، للقبضة الحديدية لجنرالات فرنسا الدكتاتوريين ، قد اوشكت على الانتهاء من نظام النذالة ، والغدر ، والجبن ، والحقد ، والحسد .. ، ويكون مستقبل جزائر الشعب ، قد اقترب من محطة اللقاء الشعبي الجماهيري العام ..
والسؤال :
-- الى اين تتجه الجزائر ؟ رغم مذكرات التوقيف الدولية في حق نشاط سياسيين ، وفي حق ضباط وطنيين شرفاء احرار ، ورغم الاغتيالات للضباط المعارضين ، والرافضين للدكتاتورية ، وللقبضة الحديدية لجنرالات فرنسا ، والرافضين لفسادهم الذي ازكم الانوف والنفوس ....
ومرة أخرى هل الجزائر كما يدعي جنرالات فرنسا ، تتعرض لمؤامرة على رأسها النظام المغربي وحليفته إسرائيل ؟ أي تغطية الازمة بالتحجج بالمؤامرة الخارجية ؟
يوم الثلاثاء الفائت 23/03/2021 ، اجمع العديد من المتدخلين بالبرلمان الأوربي ، الذي سبق ان قرع النظام الجزائري مرتين بسبب انتهاك حقوق الانسان .. على ان الجزائر اليوم ، وفي ظل الجنرالات الدمويين الدكتاتوريين ، وامام استمرار الحراك الشعبي الذي يتوسع بالملايين .. تجتاز وضعا سياسيا مأساويا ، في غياب تام للآفاق ، وتدهور متزايد لحقوق الانسان والحريات ..
وخلال النقاش داخل اللجنة الفرعية لحقوق الانسان ، سلط أعضاء من البرلمان الأوربي ، ومراقبون مهتمون بحقوق الانسان بالجزائر ، الضوء على الفراغ الدائم في نظام الحكم العسكريتاري ، مع التركيز على تردي الأوضاع الاقتصادية في سياق معدلات البطالة المرتفعة ، رغم عائدات البترول والغاز التي يستفيد منها فقط جنرالات الجيش ، وصقور جبهة التحرير الوطني FLN ، والطبقة السياسية المرتبطة ، والخاضعة لهاتين القوتين ، الجيش و FLN ، بحيث اصبح الوضع العام ينذر بالانفجار العام الذي قد يتجاوز الحراك ، وليعيد الكرة من جديد للعشرية السوداء في تاريخ الإرهاب الدولتي العسكري الجزائري ..
كما انتقد كل المتدخلون الاعتقالات الجماعية للمدافعين عن حقوق الانسان ، والصحفيين ، والناشطين السياسيين ، والمعارضين ، والفاعلين في المجتمع المدني ، مع التكتم على الفساد المستشري على نطاق واسع في الدولة الجزائرية ، ناهيك عن القيود التي يفرضها النظام العسكريتاري على الحريات الدينية ..
وقد ادان كل المتدخلين البرلمانيين الاوربيين ، الممارسات القمعية ، وادانوا الترهيب ، وتزايد الاعتقالات السياسية والتعسفية ، وعدم استقلال القضاء ، والتعذيب في مخافر المخابرات ، والبوليس ، والدرك ، والجيش ، للنشطاء السياسيين ، والحقوقيين ، والْمسّ بحرية التعبير ، وتكوين الجمعيات ، والقيود المفروضة بذريعة الازمة الصحية التي تسبب فيها الوحش كورونا ...
ومرة أخرى الى اين يقود النظام الجزائري العسكريتاري الجزائر ؟
كل المؤشرات تترقب عودة ( ميمونة ) الى العشرية السوداء التي طغى فيها وعليها ، إرهاب الجيش الجزائري ، باسم الجماعة الإسلامية المسلحة .. La GIA ..
اما تهريب الازمة الى نزاع الصحراء ، وربطها بالمؤامرة التي يتعرض لها النظام الجزائري ، فأصبحت عبارة عن مجرد فرية مفروشة .. ومفضوحة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا