الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقيرة في قصر الأميرة

سليم الرميثي

2021 / 3 / 27
الادب والفن


........................................
عاشت فقيرة..مثل زهرة ربيع منسية في البراري..جمالها يخطف الأنظار والقلوب..لها نور البدر في ليلته..عيناها تتلألا كالنجوم في السحر..مع بزوغ كل فجر ربيعي..مع أول ضياء للشمس..مع قطرات ندى الصباح..تعودت تلك الفتاة الذهاب الى بستان يقع عند حافة المدينة..كأنه قطعة من الجنة..يخترقه جدول صغير..تحيط به االاشجار المثمرة..والورود بكل الوانها...راحت تمشي حينا وتركض حينا آخر..كأنها ترقص مع الحان الشروق ونداوة النسيم وعذوبته..مثل رقصة فراشات الصباح..في غمرة مرح و سرور..دخلت البستان..أخذت تدور بين الاشجار..وهي تحمل سلة مصنوعة يدويا..من سعف النخيل ..تقطف الثمار وتجمعها..حتى امتلئت السلة..عادت الى منزلها..تعودت في طريق عودتها أن تجمع بعض الورود..لبيعها على المارة.. أو تجلس أمام الكوخ لبيعها..تلك المرة صادفت عودتها..مع خروج الاميرة الشابة الى نفس المكان.. منتصف الطريق..شاهدتها الاميرة الشابة..ابتسمت الفتاة بوجه الأميرة ..بكل براءة ابتسامة اعجاب..بها كأميرة لطيفة ودودة متواضعة لها مكانتها في المنطقة..ردّت الأميرة الإبتسامة بنظرات إعجاب ومحبة..وطلبت منها بعض الورود
مقابل ثمنها..ارتعدت فرائص الفتاة خجلا وخوفا..قدمت الورود للأميرة..ولم تأخذ الثمن ..فرت مضطربة و راكضة الى كوخ أهلها..كأن احدا يطاردها..لم تمر سوى ثلاثة ايام..بعد ان تأثرت الاميرة ..بكرم الفتاة رغم فقرها..حتى بادرت الاميرة لدعوتها..فتم كل شيء على مايرام..وذهبت الفتاة الى قصر الاميرة..فطلبت من الفتاة..ان تعمل معها..على ان تسكن معها في القصر..مقابل أجر يومي..وفعلا كان للاميرة ما أرادت..
سكنت الفتاة القصر بعد أن هجرت الكوخ ..على ان تذهب لزيارة أهلها في كل جمعة..بعد أشهر عدة ..في القصر..بدأت تشعر بالضيق والحزن..وهذا ما لاحظته الأميرة..على حال الفتاة ..فبادرت لسؤالها..مالذي يحزنك ياصديقتي؟..وهل انتِ بحاجة الى شيء؟..
ردت الفتاة وبكل هدوء..نعم أنا بحاجة الى أهم الاشياء..شيء عظيم أشعر انني افتقدته..منذ خروجي من كوخ أبي وأمي..
سألتها الأميرة..ما هو هذا الشيء ياحبيبتي؟
الفتاة تُجيب ..
يا أميرتي الودودة.. إنه الشعور بالأمان..لم أجده بينكم ..رغم وجودي في قصركم الواسع والمحصن.. قصركم يا أميرتي يملأه الضجيج..ويخلو من الأمن والطمأنينة..لا حياة فيه ولا سعادة ..افقدني الشعور بالأمان..وكأنني في حرب مستمرة..الحرس من كل جانب ..يطوقون القصر.. جنود مدججون بالسلاح..قعقعة السلاح لاتفارق اسماعنا..كنت دائما اسمع من أمي وأبي..وهم يتحدثون عن الامراء والملوك..ويصفونهم بانهم دائما في حالة ذعر وخوف شديدين..خصوصا اذا كانوا من النوع الذي يظلم رعيته..وها انا أشاهد واسمع كل يوم..الحقيقة التي لم اكن أصدقها في السابق..الملك لايتحدث الاّ خائفا من مؤامرة هنا وأخرى هناك..والناس في القصر دائما في حالة هلع وترقب..الجميع كأنه ينتظر وقوع كارثة حتى بدأ الخوف يخترقني..ويسلب الأمن والسعادة اّلذَيْن كنت اعيشهما..لم أكن هكذا..في كوخ أمي وأبي..انه كوخ صغير..لكنه كان يسع كل أحلامي كنت دائما.. أشعر بالدفء والحنان..بين أمي وأبي الفقيرين ..وسعادةٌ مستمرة في كل الايام..فياليتها تعود..
..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة