الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريوهات تشكيل حكومة الكيان الصهيوني بعد الإعلان عن نتائج انتخابات - الكنيست-

عليان عليان

2021 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


سيناريوهات تشكيل حكومة الكيان الصهيوني بعد الإعلان عن نتائج انتخابات " الكنيست"
أسدل الستار عن مسرح الانتخابات الإسرائيلية ، التي أجريت للمرة الرابعة في غضون عامين، ليكشف عن حقائق الوضع في الكيان الصهيوني، بما يمكننا من قراءة موقف الكيان بشكل واضح لا لبس فيه من القضية الفلسطينية ، لعله يزيل الغشاوة نهائياً من عيون البعض الفلسطيني ، الذي لا يزال يراهن على إجراء تسوية مع حكومة العدو ، أو على الوسط ويسار الوسط ، بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي جوزف بايدن وحل الدولتين المزعوم.
حقائق سياسية
وأبرز هذه الحقائق:
1-ن المجتمع الصهيوني- إذا جاز تعبير تسميته بمجتمع- في غالبيته يمين استيطاني متطرف ويمين صهيوني متطرف ، تجمعه قواسم مشتركة ممثلةً برفض وجود دولة فلسطينية بجواره ،ويعتبر الأراضي الفلسطينية المحتلة برمتها أراض إسرائيل ، وأن القدس بشطريها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، وأن الاستيطان في الضفة الغربية مشروع فيها كما هو مشروع في تل أبيب وفي الجليل والنقب ، برغم كل قرارات مجلس الأمن التي تعتبر الاستيطان غير مشروع وباطل قانوناً ، بدعم من الإدارة الأمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية.
2- أن الأحزاب الصهيونية بمختلف تلاوينها تتعامل مع الفلسطينيين في الكيان الصهيوني الذين يمثلون 20 في المائة من السكان ، وفق قانون القومية اليهودي كأعداء ، ومجرد سكان وليسوا كأقلية قومية ، ومن ثم فإن السماح للعرب بالمشاركة في " الكنيست" مجرد ديكور زائف للكيان أمام المجتمع الدولي.
كما ترفص هذه الأحزاب اندلاق أولئك الخارجين عن الصف الوطني ممثلين في "القائمة الموحدة" بزعامة منصور عباس، بأن يشكلوا " بيضة قبان" لصالح ها التحالف الصهيوني أو ذاك ، وتصر على نبذهم رغم ابتذالهم الرخيص.
3- إن الكيان الصهيوني يعيش حالة كبيرة من الانقسام السياسي والتشظي ، فتشكل الأحزاب يظهر بسرعة قياسية ، فما أن يظهر حزب حتى يحصل على عدد كبير من المقاعد في إحدى الانتخابات ، وفي انتخابات لاحقة يحصل على عدد ضئيل جداً من المقاعد كما حصل مع حزب " أزرق أبيض" الذي حصل في الانتخابات الثالثة على نسبة عالية من المقاعد أهله أن يكون شريكاً لليكود في الحكم ، وفي الانتخابات الراهنة لم يحصل سوى على ستة مقاعد.
4-كما أن فشل الكيان الصهيوني في إقامة حكومة مستقرة على مدى أربع انتخابات في غضون عامين ، كشف هزالة الديمقراطية الإسرائيلية ، التي طالما تغنى الكيان بها وكشف أيضاً عن تخبط هذا الكيان في مواجهة التهديدات الوجودية التي تحيط به .
وإزاء الحقيقتين الأولى والثانية ، فإن مراهنة البعض في السلطة الفلسطينية على ما يسمى باليسار أو الوسط أو يسار الوسط، للوصول إلى حل بدعم من الإدارة الأمريكية هو رهان على السراب.
وهذا الرهان من جهة ، لا يراعي حقيقة القواسم المشتركة بين الأحزاب الإسرائيلية في قضايا القدس والاستيطان ويهودية الدولة ورفص حق العودة للاجئين الفلسطينيين ألخ ، وأن هذه الأحزاب مجتمعة، تعطي الأولوية "لاتفاقات أبراهام" التطبيعية مع بعض دول الخليج
( الامارات والبحرين وسلطنة عمان) ومع السعودية تحت الطاولة ، ولاتفاقات التطبيع مع السودان والمغرب وغيرهما .
ومن جهة أخرى وحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي "أنطوان شلحت" ، فإن أحزاب الوسط مثل حزب " يش عتيد – هناك مستقبل" ( 17 مقعداً) واليسار الإسرائيلي ممثلاً بحزبي " ميريتس (6 مقاعد
) والعمل( 7 مقاعد) "عمدت بالسنوات الأخيرة لطرح التسوية وإنهاء الصراع مع الفلسطينيين من منظور أن بقاء الصراع والاحتلال، وغياب أي تسوية يشكل خطرا على بقاء إسرائيل "كدولة يهودية"، وليس من منظور تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وإحقاق حقوقه في الحرية والاستقلال، وإقامة دولته بحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وفق ما تنص عليه القرارات الدولية.
وبهذا الصدد استشهد " كيبريك" الباحث في معهد " ميتفم " الإسرائيلي ، بموقف رئيسة حزب العمل "ميراف ميخائيلي" – المحسوب على اليسار الصهيوني، التي صرحت بأن أهمية إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني تكمن في ضمان مستقبل إسرائيل، بينما أكد زعيم المعارضة رئيس حزب " يش عتيد -هناك مستقبل" يائير لابيد دعمه للكتل الاستيطانية بالضفة وتحفظه على أي بؤر استيطانية من شأنها عرقلة أي تسوية سياسية.
قراءة أولية للنتائج :
ومن واقع قراءة النتائج يمكن الإشارة إلى ما يلي:
أولاً : أن أحزاب اليمين في كلا القائمتين المتنافستين حصدتا على أغلبية أصوات الناخبين أي حوالي 100 مقعداً ، أخذاً بعين الاعتبار أن حزب " يش عتيد- هناك مستقبل" المحسوب على الوسط ، هو أقرب إلى اليمين في برنامجه السياسي ، مع ضرورة الإشارة إلى أن حزب الليكود الحاكم حصل على أعلى أصوات اليمين ( 30) مقعداً.
ثانياً -أن الصراع الانتخابي بين القائمتين الرئيسيتين هو صراع بين اليمين الصهيوني الشعبوي الاستيطاني المتطرف المكون من : الليكود ، حركة شاس( اليهود الشرقيين) وحزب "يهدوه هتوراه" للمتدينين الغربيين، وحزب الصهيونية المتدينة ، مضافاً إليه حزب "يمينا" بزعامة نفتالي بينت ، وبين التحالف اليميني الصهيوني الآخر المكون من حزب "أمل جديد" بقيادة ساعر ، وحزب "اسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان وحزب( يش عتيد- هناك مستقبل) بزعامة يائير لابيد ،فالصراع بين التحالفين مرتبط بشخص نتنياهو إذ أن كل ما يجمع التحالف المناهض لليكود هو نقطة واحدة ، ألا وهي إسقاط نتنياهو وهذا التحالف لا يمكنه أن يشكل حكومة بسبب الخلافات الكبيرة بين أطرافه.
ثالثاً:- رغم أن الانتخابات بالنسبة للتحالفين لم تستند لبرنامج سياسي ، إلا أنهما معاديان للحقوق الفلسطينية ويرفضان حل الدولتين ويدعمان الاستيطان وتهويد القدس ويرفضان حق العودة للاجئين ، وملتزمان بيهودية الدولة وبقانون القومية اليهودي ، وبتفاصيل صفقة القرن الترامبية ، وينظمان معاً قصائد عبرية باتفاقات " أبراهام " مع كل من الإمارات والبحرين ، ويحتفلان بالتطبيع مع بقية دول الخليج ومع المغرب والسودان ، ويفركان أيديهما فرحا بالعلاقة التحالفية مع هذه الدول وعلى رأسها عراب التطبيع ممثلاً بالحكم السعودي
رابعاً : أن ما يسمى باليسار الذي أسس دولة الكيان الصهيوني ، فقد أصبح في ذيل القائمة الانتخابية والسياسية ، ولا يوجد له دور يذكر في الحياة السياسية للكيان الصهيوني خاصةً بعد فقدانه لقيادات كاريزمية من طراز رابين وبيريز وإيجال آلون وغيرهم.
خامساً : القائمتان العربيتان في الكنيست حصلتا على (10) مقاعد ، منها (6) مقاعد للقائمة المشتركة ، و(5) للقائمة الموحدة ، وقد لعبت كل من حركة أبناء البلد وحركة كفاح والعديد من الفعاليات السياسية العربية في مناطق 1948 دوراً قومياً يسجل لهما في مقاطعة الانتخابات ، ما أدى إلى انحسار رصيد القائمتين في مقاعد الكنيست ، ها من جهة ومن جهة فإن الانشقاق الذي قاده منصور عباس عن القائمة المشتركة أثر بالسلب على رصيد القائمتين.
ولا بد أن نشير هنا إلى أن " القائمة الموحدة" بزعامة منصور عباس ، تجرأت بإعلانها في سياق متصهين ،استعدادها للدخول في ائتلافات حكومية إسرائيلية ، أو تشكيل صمام أمن لحكومة نتنياهو ، رغم رفض نتنياهو وبقية أحزاب اليمين لقبولها في أي ائتلاف حكومي.
سيناريوهات تشكيل الحكومة الإسرائيلية
- السيناريو الأول: -هنالك احتمال لإعادة حزب " أمل جديد" بزعامة جدعون ساعر" لحظيرة "الليكود" وجذب حزب " يمينا" بزعامة "نفتالي بينيت" بما يمكن نتنياهو من الحصول على (63) مقعداً ، فحزب " يمينا" (7 مقاعد ) شبه مضمون، أما خلاف حزب " ساعر " (6 مقاعد) مع نتنياهو فهو قائم على أسس شخصية ، بحكم فشله في منافسة نتنياهو لقيادة الليكود لكن مصادر إسرائيلية ترجح ، رفض "ساعر" العودة لليكود لعمق الخلافات بينه وبين نتنياهو، خاصةً وأنه يعتبر نفسه المنظر الأيديولوجي للحزب ، وأن نتنياهو يعتاش على شعبوية برغماتية.
السيناريو الثاني :أن يمد نتنياهو يده إلى حزب " يش عتيد – هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد المحسوب على الوسط، على قاعدة الوعد بتناوب السلطة ، لكن المراقبين يستبعدون هذا الاحتمال كون لابيد حدد موقفاً مسبقاً من نتنياهو ، ويخشى أن يكرر نتنياهو معه اللعبة التي مارسها مع حزب أزرق أبيض بزعامة غانيتس ، حين وعده بتداول السلطة وأهمله وأدار ظهره له لاحقاً في كل حراكه السياسي ، وأصبح مجرد صفر على اليسار.
السيناريو الثالث : يتمثل بتشكيل حكومة أقلية ، تمنع الذهاب لانتخابات خامسة- كما أشارت القناة (12) العبرية " تستند إلى 52 عضو كنيست مضافاً إليها ("يش عتيد"، "يمينا"، "تكفاه حدشا- أمل جديد "، "يسرائيل بيتينو"، العمل)، مع التعويل على دعم أعضاء كنيست عرب ومن "ميرتس"، على أن تنضمّ إليها لاحقًا الأحزاب الحريديّة، وفق القناة.
وهذا الاحتمال تكتنفه صعوبات، بحكم الخصومة الكبيرة بين نتنياهو وجدعون ساعير والخصومة الكبيرة بين نتنياهو وبين حزب " اسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان الذي سبق أن هاجم نتنياهو بقوله : فليذهب نتنياهو والحريديم إلى مكب النفايات ، ناهيك أنه ليس بوسع نتنياهو أن يتخلى عن حلفائه التقليديين من أحزاب المستوطنين ممثلين بحركة شاس(اليهود الشرقيون) (7 مقاعد) ويهودو هاتوراة (اليهود الغربيون – 6 مقاعد) وحزب الصهيونية المتدينة- أتباع كاهانا –( 6 مقاعد) الذي يطالب بترحيل الفلسطينيين إلى الخارج.
وباتت مؤكداً ، في حال فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، في إطار الاحتمالات سالفة الذكر، أن الكيان الصهيوني ذاهب لا محالة لانتخابات خامسة ، بحيث يرأس نتنياهو حكومة انتقالية مع زعيم حزب " أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م