الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دو فو الشاعر المؤرخ

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2021 / 3 / 30
الادب والفن


في القرن الحادي عشر تم تقديس دو فو، ليس فقط كشخصية بارزة في شعر التانغ، ولكن ايضاً بأعتباره تجسيداً حقيقياً للقيم الكونفوشيوسية، لقد كان مثالاً للولاء، غير معترف به و غير مكفول من قِبل السلالة. على الرغم من انه لم يلق أي إهتمام، تحدث الى النظام السياسي، يثني على المستحق، ينتقد ما لا يستحق، و أشار الى العواقب الإجتماعية للسياسة، متعاطفاً مع معاناة عامة الناس.
منتقاة شعره تجتمع حول هذه القيّم. كل هذه القيّم صحيحة و مُثَبَتة بأسهاب في شعره، حان الوقت لفهم اوسع لعمله. لم يمر اي شاعر في عهد سلالة تانغ بالعديد من المواقف و الأدوار الإجتماعية في شعره، الرجل الناشئ من عائلة جيدة يتعامل مع النخبة العصرية في تشانغآن ( تُعرف المدينة ب إسم شيان في وقتنا الحاضر)،
الزوج و الاب يحاول إخراج عائلته من طريق الأذى، حاكم في حضور وثيق على الإمبراطور، المسؤل المحلي الصغير الذي يشكو من كثرة عمل الاوراق، المتجول مع عائلته يبحث عن الطعام و المسكن، المتملق الذي يعتمد على اصحاب السلطة المحليين، جار الفلاحيين، كل ذلك داخل الهيكل المتداعي داخل إمبراطورية التانغ. غالباً ما عبّر عن أسفه لإنه تم إحباطه من تولي المنصب في عهد الإمبراطور شوان زونغ( 712-756)، ولكن خلال تمرد آن لوشان، ربما جنبه هذا الفشل من خطر كان سيداهمه. عن طريق منصب مفروض في نظام المتمردين و محاكمات الخيانة التي اعقبت إستعادة العواصم من قِبل القوات الموالية. قبل التمرد بقليل، رفض المنصب الذي إعتبره غير جدير بقدراته، لكنه حصل على و ظيفة جيدة بعد أن هرب عبر خطوط المتمردين شاقاً طريقه الى مقر قيادة الموالين.تبعها إستعادة تشانغآن، فَقَدَ حضوته من خلال الحفاظ على الولاءات السياسية التي كانت خاطئة في الواقع السياسي كما كانت مثيرة للإعجاب من حيث المبدأ؛ تم تعينه في منصب إقليمي ينطوي على الكثير من العمل البيروقراطي الكئيب، و إستقال. عندما تم تعينه أخيراً في منصب فخري بحت في مجلس الأشغال، حمل بفخر شارات منصبه لبقية حياته.
كان لديه إحساس قوي بالحق، وكان إحساسه بالحق يقابله إهتمامه و قلقه بالغذاء. بعد سنوات شبابه، أصبح الطعام الشغل الشاغل في شِعْره. عن إصطحابه إسرته الى الريف قبل الثورة بقليل، مات احد ابنائه جوعاً. كان يتوسل للحصول على الطعام، يبتهج به، و يتغذى، يتذمر حينما يكون الخضار على مستوى غير مستواه. إحتفل بالساشيمي، أزعج أحد أقاربه بسبب الثوم المعمر الصيني، شاكراً صديقاً بغزارة على قِدّر من صلصة الفاصوليا، و في الاوقات الصعبة كان ممتناً لما يسمى "طعام المجاعة". يكتب عن الادوية بقدر ما يتحدث عن الطعام. طوال معظم حياته كشاعر كان مريضاً. كان يعاني من مرض السكري و إلتهاب الرئة و الربو و الحمى و الاوجاع و الآلام، في اواخر الثلاثينيات من عمره كان يدّعي بأنه" شيخ". ظل "عجوزاً" في معظم حياته الشعرية. إشتكى من الفقر. و بالفعل، يبدو انه كان حقاً معدماً في اجزاء من حياته. و مع ذلك، فأن الفقر نسبي.
نحن نعلم حجم فدانه من الفاكهة لانه، على عكس أي من معاصريه او اي شاعر لاحق تقريباً، يخبرنا في شعره. قد يغيضنا شكواه المستمر؛ لكن نجده يخبر احد اقاربه الذي انتقل في جواره في موطنه الرئيسي كويزو، الا يبني اي سياج حتى لا تشعر الارملة المجاورة له بأنها غير مرحب بها او تخشى ان تأخذ الفاكهة من شجرة التمر الخاصة به، والتي سمح دائماً بها. كان من الممكن نقل ذلك شفهياً، إلا أن دو فو دون ذلك شعراً. ليس مجرد إثبات للمعاصرين و لالاجيال اللاحقة انه شخص جيد. بدلاً من ذلك، يبدو انه يكتب في الشعر كل ما هو مهم بأعتقاده. إنه ليس ك مثل اي شاعر تانغ آخر - وفي الواقع، غالباً ما يبدو أنه قد نسي تماماًما يقع عادة خارج الخطاب الشعري. اراد الكُتّاب اللاحقون إستعادة تفاعل دو فو الغريب مع التجربة الحية، ولكن حتى في افضل حالاتهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك تماماً.
إحدى قصائده بعد تمرد آن لوشان،
ذابت روحي ، هاربة من السِهام الطائرة،
تسللتُ بخوف بين تلك الذئاب و ابناء آوى.
حَمَلتُ نفسي على تَحمُل و خزات الشوك،
واصلت الذهاب مع الجروح و القروح.
إبني، قادماً من بعيد، حَضَرَنا،
فتاة، لا زالت ترضع، كانت بجوارنا.
الجدير بالذكر ان هذه القصائد ظهرت لاول مرة في عهد سلالة سونغ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ