الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دينامية المقابلة في نص -عرس الوطن - للشاعر شينوار إبراهيم

شينوار ابراهيم

2021 / 3 / 30
الادب والفن


للناقدة والتشكيلية التونسية خيرة مباركي
.........................................................................................................................
دينامية المقابلة في نص "عرس الوطن " للشاعر شينوار إبراهيم ابتهالات عاشق يرددها شموعا وتراتيل بحجم الأمل ..يعانق الضياء ..يراود الأحلام البعيدة بظلال الطبول ودوي الياسمين في وجه الحروب ..صوت عيد يتألق ..يقرع أناشيد الحياة بقشيب روح تقاوم الدمار وتعلن حداد الهزيمة ..وعرس الوطن ..صوته ..شاعرنا يدثر نزيف الوجع ..ويضمد جراح الوجد النازف من عشق الأرض ..الحبيبة الوليدة ..طبول حنين تصنع الشجن ..ترفرف مع رايات الغد القادم مع النوارس المهاجرة ...تحتفل ..تغني تنشد أناشيد الفجر المستيقظ من شموع الليل البهيم ..المغامرة في عواصف الحروب ..هذه المعاني في هذا النسيج تجثو ...يتراءى لنا من أعطافه صوت حالم بين جفن الردى وفسحة الأمل موقعه ..تضطرم فيه الأحاسيس في نسق انفعالي يترنح بين الفجيعة الصامتة ولحن الأمل ..إيقاع نظنه هادئا .. متمهلا ..باذخا بهدوء فيروزي ..ولحن سماوي من موسيقى حالمة بالربيع ...ولكن تضطرم نار مدججة بالعويل على وطن على السكين يرقص بين الدخان وحطام المنازل ..وعلى أنغام أوتاره تضج دماء الأطفال المخضِّبة للشوارع ..لكن رغم ذلك شاعرنا يحلم ..ويحلم ..قلمه يرسم وردة بيضاء من يد طفلة عاشقة للنوارس ..تهفو إلى صوت العيد وتغازل جرح الربيع ..يحلم بأن ينبت الياسمين يفتقه من خطيئة الملح ..يذيب شذاه على أنغام قرع الطبول وصورة النساء يطرزن ثوب العرس ، لفتيات يحملن رايات الغد القادم ..لقد أقام شاعرنا من نسيجه أنغاما لونها بصوت الحلم مما جعل النص برمته قائما على أساس التقابل و التناظر المحوري بين الواقع والحلم ..بين الهزيمة والنصر ..الانكسار والانتصار ..الموت والحياة ..الشقاء والفرح ..فينطلق الخطاب حثيثا متمهلا لكن في أعماقة دوي وجنوح ..لعلها صيغة حلم تحلق في غيب نفسي يطالعه الشاعر من أعماق ضمير متقرح بالفجيعة ..يلعن الذل ويواجه العواصف ..هو صراخ مكتوم كأنه القيامة وهدير صامت كقلقلة المحتضر .. إنه الحلم ..حلم عشتاري يزهر فيه الياسمين من أديم العواصف ..ويورق الفجر من صرخات الموت ..وتنبعث الموسيقى صوت العالم الأبدي من شرارات الدخان وترايتل أناغيم أوتار الكمان منبعثة من حطام المنازل .. هو الحلم سليل الرؤيا كما الحياة ربيبة الموت ..تواجه العدم بغناء حمامات السلام ..بهذا يكون الشاعر قد أقام هذا النسيج النصي على أساس حركتين دلاليتين هما حركة التصادم وحركة التكامل ..التصادم في هذا الجمع بين المتضادات ..والتكامل هو هذه الولادة والانبثاق لنقيض من نقيضه ..كأن تنبجس الحياة من العدم ويبعث الجمال من رحم القبح والإخصاب من العقم ...هي حركة حلم يتحول فيها الحدث من السلب إلى الإيجاب مرة ومن الإيجاب إلى السلب مرة أخرى...إنه العروج إلى عوالم الأثير والبقاء ..وهذا التقابل لم يقع بين المدلولات فحسب وإنما أيضا بين المدلول الفكري والمدلول الفني فيحول هذا التمزق والانشطار من المستوى الواقعي النفسي إلى المستوى الفني الإبداعي في النص ..
عرس الوطن
.....................
شينوار ابراهيم
...................
رسمت في تقويم
الحب
شموعا
بحجم الامل ...
...
دعوت الفجر
أن يستيقظ
في حدائق الوطن
الذي مزقته
عواصف الحروب ...
....
جمعت ... كل حمامات السلام
فوق صرخات الموت ...
...
موسيقي ... يجلس على كرسيه
بين الدخان
حطام المنازل
يغني باوتار كمانه
في شوارع
تسكنها
دماء الاطفال
لحن البقاء ...
...
شاعر
يرفع قلمه
يسقي باحرفه
حزن الامهات ...
...
رسام
يلون ظلام الليل
بريشته
لون الشمس ...
...
نساء
يطرزن ثوب العرس
لفتيات يحملن
رايات الغد القادم ...
...
طفلة تزرع
في فوهة البندقية
وردة بيضاء ...
...
صوت العيد
يعانق جرح الربيع
لنصنع ...
لنقرع
طبول الحياة
رغم الدمار ...
فنحن
ملح الارض ...
نذوب
ليتفتح الياسمين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل