الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدارة الرئيس الامريكي - جون بايدن - تسحب اعتراف الرئيس دونالد ترامب بمغربية الصحراء .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أربعة أيام خلت ، او اقل منها ، التقى كاتب الدولة في الخارجية الامريكية السيد Antony Blinken ، الأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيو گتريس " ، حول ملف نزاع الصحراء ، فأكد له على ضرورة اعتماد المنهجية الدولية من خلال مؤسسات الأمم المتحدة ، مجلس الامن والجمعية العامة ، لفض النزاع الذي لا يزال مفتوحا دوليا ، باعتماد المشروعية الدولية التي تعكسها كل قرارات الجمعية العامة منذ سنة 1960 ، وبالضبط القرار 1514 ، وقرارات مجلس الامن التي دأب على إصدارها منذ اندلاع النزاع المسلح في سنة 1976 ، وكلها قرارات تؤكد على التوافق والقبول للحل المزمع اتخاذه ، بما يصل الى تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي اعترف به النظام المغربي في يناير 2017 ، عندما اعتراف بالجمهورية الصحراوية ، ونشر اعترافه بجريدته الرسمية عدد 6539 .... كحق غير قابل للتنازل ولا للتصرف ... ودعا السيد كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية Antony Blinken الأمين العام للأمم المتحدة ، الى الإسراع بتعيين ممثلا شخصيا للأمين العام ، بملف نزاع الصحراء منذ اكثر من سنة من دفع الألماني " هانس كهلير " على الاستقالة ...
وبالرجوع الى المؤسسات السياسية والدستورية الامريكية ، يتضح ان الولايات المتحدة الامريكية ، ليس بها وزراء كالنظام السياسي الفرنسي مثلا .. لكن بها فقط كتابا للدولة يخضعون للرئيس مباشرة ، الذي هو رئيسهم ، وليس رئيسهم رئيس الوزراء الغير موجود في النظام الأمريكي .. وهذا يعني ان كتاب الدولة في النظام الرئاسي الأمريكي ، هم خدم ينفدون أوامر ، وتعليمات ، وسياسة الرئيس .. بخلاف في النظام الشبه الرئاسي الفرنسي ، يمكن لوزير الاّ يخضع لرئيس الجمهورية ، ويتمسك بالخضوع الى رئيس الحكومة ، خاصة عندما يكون حزب الرئيس يسيطر على قصر الإليزيه ، وحزب او أحزاب الحكومة التي تعارض الرئيس تسيطر على قصر ماتينيون .. وهذا يحصل في فترات التعايش السياسي بين رئيس الجمهورية ، وبين رئيس الحكومة الذي يتبعه وزراءها .. حصل هذا التعايش مرتين بين جاك شيراك اليميني والحزب الاشتراكي ( اليساري ) ..
اذن . انّ ما قام به السيد Antony Blinken ، لم يقم به من تلقاء نفسه ، او انه تصرف عشوائيا ، لكن ما قام به كاتب الدولة في الخارجية الامريكية ،هو بتعليمات واوامر الرئيس مباشرة السيد John Biden ، وهذا التصرف والاجراء ليس له من معنى ، غير ان الإدارة الديمقراطية التي تحكم بالبيت الأبيض ، تكون قد تملصت بالفن من اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء .. ولو ان الإدارة الامريكية الجديدة استمرت تعترف بمغربية الصحراء على عهد الرئيس دونالد ترامب ... ،هل كان لها ان تدعو الأمين العام للأمم المتحدة ، باعتماد المنهجية الدولية في فض النزاع .. ،وهل كان لها ان تدعو الأمين العام للأمم المتحدة ، بالأسرع بتعيين مبعوث شخصي للأمين العام بملف الصحراء .. فالدعوة ومن المنظور الأمريكي الذي ركز على الإسراع ، هي امر من البيت الأبيض ، الى الأمانة العامة للأمم المتحدة في شخص امينها العام السيد Antonio Guêtrasse ..وهذا طبعا سيتحرك سريعا ، لتعيين المبعوث الشخصي ، دون الاخذ بعين الاعتبار تحفظات احد اطراف النزاع .. لانّ النزاع اصبح دوليا..
فالموقف الأمريكي الآن اضحى واضحا ، وهو التشبث بالمشروعية الدولية التي تنصص على قبول وموافقة اطراف النزاع ، على حل يؤدي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي ..
ليس واشنطن وحدها من تعترف بحق تقرير المصير الذي يقف وراءه الرئيس السابق باراك أوباما .. بل حتى الاتحاد الأوربي ، يقف وراء الحل الاممي الذي تدعو له كل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وتدعو له قرارات مجلس الامن ... وعندما اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء كمقايضة النظام المغربي لفلسطين ، بإخراج العلاقات بين النظام المغربي وبين الدولة الصهيونية الى العلن .. فان الاتحاد الأوربي ، وبما فيه فرنسا رفض الاعتراف ، واعتبره خروجا عن المشروعية الدولية .. فدعا الى الالتزام بمؤسسات الأمم المتحدة التي هي مجلس الامن والجمعية العامة ، ودعا الرئيس دونالد ترامب الى التراجع عن اعترافه الشخصي .. بل ان موقف اسبانيا ومن داخل الاتحاد الأوربي ، كان اكثر جرأة في مخاطبة الرئيس John Biden ، بالتراجع عن اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء ... ولا ننسى هنا موقف روسيا الاتحادية والصين الرافض لاعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء .. بل حتى مصر رفضت الاعتراف عندما رفضت الاعتراف بمغربية الصحراء ، وتمسكت هي بدورها بالمشروعية الدولية التي تعكسها كل القرارات الأممية في الموضوع ...
اذا كانت واشنطن تربط سياساتها بخدمة مصالحها الضيقة ، وهنا يمكن ان نتفهم عداء الإدارة الامريكية لمغربية الصحراء ، فالمشكل الذّال على النذالة ، وقلة المروءة ، والخبث في تجلياته البشعة ، هو موقف الاتحاد الأوربي الذي رفض اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، لكنه في مواقفه من النزاع ، لا نجد غير الحربائية ، وانعدام الاخلاق .. فكيف يمكن فهم موقف الاتحاد الأوربي برفض اعتراف ترامب بمغربية الصحراء .. وهذا يعني ان الاتحاد لا يعترف .. بل هو ضد مغربية الصحراء ، لكن في نفس الوقت نجد الاتحاد اللاّاخلاقي ، يضرب عرض الحائط قرارات محكمة العدل الاوربية ، الذي يستثني ثروات الأقاليم الصحراوية المتنازع عليها ، من الاتفاقيات المبرمة بين النظام المغربي المهزوم امميا في هذا النزاع ، وبين الاتحاد الاوربي الذي يواصل استغلال ثروات الصحراء ، باسم الاتفاقيات الموقعة .. من اتفاقية التجارة ، الى اتفاقية الزراعة ، الى اتفاقية الصيد البحري ... فمن المفروض انّ الاتحاد الأوربي اذا كان لا يعترف بمغربية الصحراء ، فعلى الأقل ان تكون له المواقف الأخلاقية والإنسانية .. من جهة في احترام قرارات قضاءه ، ومن جهة الامتناع عن استغلال ثروات مناطق تعتبرها الأمم المتحدة من الأقاليم الغير الخاضعة للاستقلال ، والتي تنتظر حلا بشأنها لن يكون غير الاستفتاء وتقرير المصير .. فكيف لا يعترف الاتحاد الأوربي بمغربية الصحراء ، ورغم انه لا يعترف بالجمهورية الصحراوية ظاهريا .. يستمر في خرق قرارات قضائه ، باستمراره في استغلال ثروات الصحراء ، باسم اتفاقيات أبطلتها محكمة العدل الاوربية في الشق المتعلق بأراضي ما قبل سنة 1975 ... بل ان الغريب ، رغم انه ظاهريا لا يعترف الاتحاد الاوربي بالجمهورية الصحراوية ، لكنه يستمر التعامل مع جبهة البوليساريو طبقا للقرار 34/37 الصادر في سنة 1979 عن الأمم المتحدة ، والذي يعتبر الجبهة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي ... وهنا نفهم فتح مكاتب للجبهة بمختلف العواصم والمدن الاوربية حيث لها ممثليات تحظى بدعم ومساندة دول الاتحاد الأوربي ..
لقد لعب النظام المغربي المرتبك في هذا الملف ، دورا في تصليب مواقف واشنطن ، والاتحاد الأوربي ، وروسيا الاتحادية والصين ، ودول العالم .. من اعتماد مواقف تنكر موقف مغربية الصحراء .. بل ان الجمهورية الصحراوية أضحت جزءا ، وعضوا كامل العضوية داخل الاتحاد الافريقي ، الذي ساهمت الى جانب الجزائر في تحرير قانونه الأساسي .. بل ان الجمهورية الصحراوية صوتت لصالح انضمام النظام المغربي الى الاتحاد الافريقي في يناير 2016 ، واعتراف النظام المغربي قبل دخوله الى الاتحاد ، بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار.. ونشر اعترافههذا في جريدته الرسمية عدد 6539 / يناير 2017 ..
فعندما يعترف النظام المغربي بالجمهورية الصحراوية ، ويجلس معها جنبا الى جنب في الاتحاد الافريقي ، وفي اللقاءات بين الاتحاد الافريقي ، وبين الاتحادات الدولية كالاتحاد الأوربي .. فما تقوم به الدول الاوربية ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا الاتحادية ، والصين ... وكل الدول ، هو اقتداء بما قام ويقوم به النظام المغربي ، الذي لم يكن له موقف واحد من النزاع .. بل كانت له مواقف متناقضة مع بعضها ، انتهت بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية .. فعلى الأقل أمريكا والاتحاد الأوربي لا يعترفون بمغربية الصحراء ، ولا يعترفون بالجمهورية الصحراوية ظاهريا .. ويعتبرون ان مسالة الاعتراف من عدمه ، هي من اختصاص الأمم المتحدة التي لا تزال تمسك الملف ، وتبحث للتوصل الى حل يضع حدا لنزاع دام اكثر من خمسة وأربعين سنة خلت .. بخلاف الاتحاد الافريقي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية .. شأن العديد من الدول بأسيا ، وبأمريكا اللاتينية والجنوبية ..
ولنا ان نتساءل عن الدافع الذي حذا بموريتانية الى الاعتراف صراحة بالجمهورية الصحراوية في سنة 1979 ، بعد انسحابها من إقليم وادي الذهب .. فهل الاعتراف جاء صدفة ، ام انه كان نتيجة لخطئ في الانطلاقة ، حين قسم النظام المغربي ، والموريتاني ، والاسباني الصحراء مناصفة كغنيمة ، بمقتضى اتفاقية مدريد التي لم تعترف بها اسبانيا ، لأنها لم تنشرها في جريدتها الرسمية ، وتخليها من بعد عن حقوقها التي ضمنتها لها اتفاقية مدريد ، لانّ الاتفاقية كانت في اصلها معيبة وغير قانونية ... وهنا فان النظام الموريتاني الذي كان على علم ببروتوكول الاتفاقية التي قسمت الصحراء كغنيمة .. اعتبر الصحراء ليست مغربية ، وليست موريتانية ، ومن ثم اعترف بالجمهورية الصحراوية والسؤال هنا . لو كان النظام المغربي يعتبر الصحراء مغربية حقا ، هل كان له ان يقتسمها مع موريتانية ؟...
وقد اكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني مؤخرا هذا الاعتراف الذي اعتبره تاريخيا ... واكده مجددا عندما استقبل عضو المكتب السياسي لجبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد ... وهذا اللقاء الذي كان رسالة واضحة ، قد يدفع بالجمهورية الموريتانية الى اتخاذ خطوات عملية ضد النظام المغربي ، الذي يا ما عانت من جبروته ... وتفضل ان تكون حدودها مع الجمهورية الصحراوية ، لا ان تكون مع المغرب الذي الحق النظام المغربي بشعبه الظلم والاذى ..
واذا كانت الولايات المتحدة الامريكية ، والاتحاد الأوربي ، وروسيا الاتحادية ، والصين ، والاتحاد الافريقي ... لخ لا يعترفون بمغربية الصحراء ، ويعتبرونها من الأقاليم التي تنتظر الاستفتاء وتقرير المصير لتحديد جنسيتها ... فهل سيشفع للنظام المغربي ان تعترف له مشاييخ ومحميات الخليج ، ومملكة الأردن ، بمغربية الصحراء .. وهو اعتراف انتهازي مشكوك فيه ، لان السعودية والامارات ، استعملتا ما من مرة قضية الصحراء ، في ابتزاز النظام المغربي ... ونفس الشيء بالنسبة لقناة الجزيرة القطرية التي ترسم خريطة المغرب مفصولة عنه الصحراء ..
ان العالم يعرف ان ثروات الصحراء خاصة الفوسفاط ، يستفيد منها النظام المغربي وحده ، ولا يستفيد منها الصحراويون الذين يعيشون ضنك الحال ، مثل إخوانهم المغاربة الذين لا يستفيدوا من ثروات المغرب ، كالفسفاط ، والذهب ، والفضة ، والاسماك .... الخ التي يحتكرها النظام المغربي وحده ... فالنظام عندما ينظر الى الصحراء ، فهو لا ينظر الى الانسان الذي يعتبره مجرد رعية .. بل ينظر الى الثروة التي وحدها تهمه ...
والعالم ، وخاصة الاتحاد الأوربي ، يعرف حجم الأموال التي تهرب بطرق ملتوية ، وفي واضحة النهار .. لان الابناك التي توضع فيها تلك الأموال المهربة ، هي أبناكه .. وهو غير راضي عن تهريب أموال وثروة شعب يعيش تحت مرتبة الفقر ... لذا فالبذخ من شراء القصور ، وليخْتات ، والساعات الثمينة ، والمجوهرات ... كلها ملفات سيطرحها القادة الاوربيون وواشنطن عندما تدق ساعة الصفر ... بل ان الاتحاد الأوربي ، وواشنطن ، وروسيا ، والصين ، والاتحاد الافريقي ... لا يعيرون للنظام المغربي أي اهتمام او عناية ، لأنه اصبح نظاما معزولا في العالم ... بسبب فساده المستشري الذي ازكم النفوس والانوف ( تهريب أموال الشعب ) الى خارج المغرب ، وبسبب سمعته الأكثر من سيئة في مجال حقوق الانسان .. فالجميع يجمع انه نظام دكتاتوري ، طاغي ، استبدادي ومتسلط وحگارْ كيْخاف ما يحْشمْ ..
ولو كان الاتحاد الأوربي ، وامريكا ، وفرنسا التي يدعي النظام غباء ، انها صديقته ، وهي صديقة مصالحها ... هل كان للاتحاد وواشنطن .. الا يعترفوا بمغربية الصحراء ، وهم يدركون ان ذهاب الصحراء ، يعني حتمية سقوط النظام ، وحتمية تقسيم المغرب ...
الاجتماع القادم لمجلس الامن سيكون خطيرا واستثنائيا .. وقد يكون الاجتماع الأخير ، او الاجتماع ما قبل الأخير ..
فمن جهة ، واشنطن رمت في المزبلة وبالفن ، اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، والاتحاد الأوربي وعلى راسه فرنسا واسبانيا ، رفضوا الاعتراف الشخصي لترامب بمغربية الصحراء ، ونفس الشيء بالنسبة لروسيا والصين .. وهذا يعني ان الحل لن يكون غير الاستفتاء وتقرير المصير ، ويعني ان لا احد يعترف بمغربية الصحراء ، رغم انهم لا يعترفون بالجمهورية الصحراوية صراحة ، التي لها مكاتب بعواصم كل دول الاتحاد الأوربي ، وبواشنطن ، وبالأمم المتحدة .. وهذا سيلقي بظلاله على اجتماع مجلس الامن القادم ..
ومن جهة ، نجد ان النظام المغربي اعترف الجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، ونشر اعترافه بجريدته الرسمية عدد 6539 .. وهذا امر خطير دوليا على أطروحة النظام المتهاوية ، بسبب الخبط خبط عشواء في تدبير ملف لم يحسن النظام تدبيره جيدا ، لأنه يعتمد على الحظ والعشوائية ، ووعود فرنسا التي تتلاعب به كيف شاءت وارادت ..
ومن جهة ، هناك مناوشات لم تصل الى درجة الحرب ، تدور في الصحراء .. ومستقبل قرارات مجلس الامن ، ستتوقف على طبيعة المناوشات الجارية ، وامكانيات وصولها الى درجة حرب كما كان الامر قبل سنة 1971 ..
ومن جهة ، فالمنطق يقتضي الاّ يستمر الوضع على ما هو عليه لمدة خمسة وأربعين سنة أخرى قادمة ... لأنه من خطل العقل ..
ومن جهة ، هناك كره للإدارة الامريكية ، ليس للمغرب البلد ، او للشعب المغربي المفقر والمظلوم .. ،لكنه كره للنظام المغربي ، وهو نفس الكره يكنه الاوربيين للنظام ، بسبب دكتاتوريته ، واستبداده ، وطغيانه ، وبسبب اعتداءاته على الشعب ، وبسبب فساده المستشري ... الذي وصل حد تهريب ثورة الشعب الى خارج المغرب ، ووضعها في ابناك اوربية لا يتردد مسؤولوها في تبليغ واخبار السلطات السياسية لدولهم ، بعملية التهريب للثروة في اشكالها المختلفة ، أي سرقة في نظر الاوربيين .. وهذا يعني ان كل الأموال المهربة ، والعقارات ، والمنقولات الموجودة خارج المغرب ، يبقى امر استعادتها وارجاعها الى المغرب امرا ممكنا ، سواء برفع دعوى امام المحاكم الاوربية والأمريكية ، او عند سقوط النظام اذا فشل في انقاد نفسه ، التي لا ينقدها غير ملف الصحراء ، اذا تمسك بها .. اما اذا غلبته الصحراء .. فنهايته حتمية ، ولن يذرف احد دمعة عليه من الاوربيين ولا الأمريكيين ، فأحرى الشعب المفقر المقتول .. النظام معزول ، وهو كذلك معزول .. ويكفي الرجوع الى الموقف الألماني الذي اهمل النظام المغربي ، ولم يوجه له استدعاء حضور مؤتمر رأب الصدع الليبي ، في حين تم توجيه الدعوة الى الامارات ... ويكفي الرجوع الى موقف الإدارة الامريكية من نزاع الصحراء .. بل ان الرئيس الأمريكي John Biden استدعى اكثر من أربعين قائد دولة ، وبما فيهم السعودية ، الامارات ، قطر ، واغلبية دول الاتحاد الافريقي وبما فيهم الجزائر ... من اجل التحضير لقمة المناخ Cop26 ، واهمل وتجاهل الملك محمد السادس منظم Cop22 بمراكش ..
فماذا اذا نزل مجلس الامن في الاجتماع القادم بقرار يعلن فيه فشل المفاوضات بشان الصحراء ، ويعرض الملف على انظار الجمعية العامة كبرلمان الشعوب ، لتبث فيه طبقا للمشروعية الدولية ، ثم تعيد قرارها الى مجلس الامن ليعالجه بما سيفرضه الوضع ... خاصة المعاجلة طبقا للفصل السابع من الميثاق .. ثم ماذا اذا نزل قرار يضع نهاية للمينورسو المشلولة من اختصاصاتها ، التي اوكلها لها اتفاق 1991 الذي وقع عليه النظام المغربي تحت اشراف الأمم المتحدة ..
ان موقف واشنطن السلبي من اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، وإلغاء الرئيس John Biden لاعتراف ترامب بمغربية الصحراء .. وموقف الاتحاد الأوربي ، وروسيا الاتحادية ، والصين ، وكندا ....الرافضين لاعتراف ترامب بمغربية الصحراء .. ودعوتهم ، وهي دعوة اممية الى الرجوع الى الأمم المتحدة في شخص الجمعية العامة ، وفي شخص مجلس الامن ، والتأكيد على القرارات الأممية التي صدرت في النزاع منذ سنة 1960 .. وتوجيه امر من Antony Blinken الى الأمين العام للأمم المتحدة السيد " أنطونيو غيتريس " بالإسراع بتعيين ممثلا شخصيا للأمين العام بشأن ملف الصحراء .. وكل هذا حصل بسبب فشل النظام المغربي المدوي في تدبير الملف والصراع بالمنطقة .. قد يكون رسالة نصية خطيرة على الشعب المغربي ان يتلقفها في اتجاهها الصحيح ... فمن جهة مواجهة المؤامرة الدولية ضد وحدة الأرض ووحدة الشعب ... ومن جهة ، انها فرصتكم الأخيرة للوصول الى بناء الدولة الديمقراطية .... التي لن تكون غير دولة الشعب الديمقراطية ... التي يتساوى فيها جميع المغاربة من دون تمييز ولا عنصرية ...
المغرب بواقع الحال مقبل على تغيير كبير ... نسأل الله ان يجنبنا الاناركية والفوضى ... والخلاص الحافظ للوحدة هو الديمقراطية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو