الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء

محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)

2021 / 3 / 31
الادب والفن


رعشة هزت جسدى هذا الصباح
أيقظتنى من حلم طالما راودنى
كنت أراك فيه عائدا تتوسلنى
ربما تمنيتها كثيرا رغم استحالتها
لم أكن أدرى انها ستتحقق اليوم
منذ أن إفترقنا و أنا جسد بلا روح
أرسم البسمة على شفاهى تزين ثغرى
و وخز الألم و مرارة الفراق تشج صدرى
حتى يوم زفافى لم أكن سعيدة
فما تخيلت غيرك يضم جسدى ذات يوم
حين خيرونى اسم ابني الأكبر نطقت إسمك بلا وعي
حددت لنا المدرسة اليوم مقابلة شخصية للوالدين
لقبوله طالبا لديهم
تأنقت انا و زوجى و استعددنا للقاء و ذهبنا
و فى الموعد طرقنا الباب لندخل مكتب المدير
ليسقط قلبى فى لحظة و ارتجف نفس الرجفة التى إستيقظت عليها اليوم
قدماي تسمرت و عيناي إغرورقت بالدمع
أهذا أنت الجالس خلف المكتب الأنيق ترمقنى بنظرة محدقة
بينما زوجى ينظر مندهشا لكلينا لا يدرى ماذا يدور
لحظات مرت كالدهر قطعها صوتك مرتعشا ينطق خافتا ( تفضلا بالجلوس)
تدفن عينك بالورق أمامك و يداك ترتعش
ترفع عينك ناحيتى و تبدأ حوارا مع زوجى و عينك لا تفارقنى
بينما أنا و كأنى تجمدت عالقة فى نظرة عينك أسترجع ما كان
بيننا منذ سنوات نظرت فى يدك أبحث عن دبلة الزواج فلم أجد لها أثر
طلبت منا أرقام هواتفنا استكمالا للبيانات و مددت يدك لتصافحنا
مع وعد بقبول الأوراق انصرفنا و زوجى يسألنى ماذا دهاك لماذا
تسمرت بالداخل هكذا ماذا بك هل أنت بخير
و بصوت يكاد لا يسمع أرد عليه إنها رهبة الموقف
يرن هاتفى بعد ساعة
انه رقم مجهول أنتوى رفض المكالمة
لكن شئ ما بصدرى يحركنى نحو الرد
أستجيب ليأتينى صوتك و كلمة وحشتينى
تطلب منى اللقاء لتشرح لى ما حدث
و على نفس المنضدة فى نفس المكان الذى شهد لهيب
حبنا و دفء مشاعرنا جلسنا تتعانق أرواحنا من جديد
مد يده ليحتضن بها يدى بلمسة حانية أعادنى بها لسنوات
ماضية و كأننا لم نفترق
بكلمات نادمة أخبرنى أنه لم يحيا إلا معى و أنه بعد فراقنا
وهب نفسه لذكرى حبنا و لم تسكن قلبه سواي
ترجانى ألا أصده و أن أستمع للصوت الصارخ
فى صدرى بأنى لا زلت أهواه
أجبته و أسرتى
أجابنى بأنه لن يتسبب لهم فى أي معاناة
قلت كيف
قال دعينا نشبع ظمأ حبنا و نطفئ
لهيب المشاعر و نعوض ما فاتنا
قلت زوجى و إبنى
قال لن أفرق بينكم
سيظل حبنا و لقاءاتنا سرا دفينا بيننا
شعرت أنى لا أعرفه و أنه شخص آخر غير الذى كان
هممت منصرفة فأمسك بيدى مبتسما و قائلا
غدا سأوقع أوراق قبول إبنك و سأرعاه دراسيا
و لا تخافى لن يشعر زوجك أبدا بأننا نلتقى
لا أدرى كيف وصلت منزلى تتصارع الأفكار
و الذكرى داخلى شريط حياتى يمر ما بين ماض
عاد و حاضر مستمر أيهما أقرب منى أيهما أريد
أيهما أنا مرت ساعات الليل بطيئة جدا علي و النوم جافانى
و ما إن شقشق نور الصباح حتى هززت زوجى أوقظه
و بكل حزم أطلب منه سحب ملف ابننا من تلك المدرسة
و أننا يجب أن نختار له أخرى أرقى و أنظف...
..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟