الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوات لأنتخابات حرة و نزيهة!

احمد حامد قادر

2021 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ان المواطن المتتبع للاجراءات الجارية بشأن انتخاب المجلس الوطني العراقي في تشرين الاول القادم يسمع يوميا و مرات عديدة دعوات صادرة من الجهة او تلك الكتلة السياسية لأجراء انتخابات حرة و نزيهة. وصولا الى شخص رئيس الجمهورية الذي أكد بدوره على ضرورة توفير الاجواء الضرورية لاشتراك الجميع المواطنين في العملية الانتخابية و كذلك لمن يجد في نفسه القابلية للترشح لعضوية البرلمان.
ترى ما هي الاسباب الحقيقية لهذا الالحاح و التأكيد و تكرار تلك الدعوات؟
أعتقد ان أصل الاسباب هو انه لم يجر أية انتخابات حرة و نزيهة منذ ما بعد اسقاط نظام البعث الصدامي! و السبب الثاني هو الشكوك الواقعية التي تراود أفكار المواطنين بأنه سوف لن تكون الانتخابات المقبلة نزيهة و حرة. و ذلك لأن :ـ
اولا: ان القوى المتنفذة في البرلمان و السلطة الحالية سوف تبذل قصارى جهودها و باساليب متنوعة و جديدة ليس فقط لضمان صيانة سيطرتها المذكورة فقط بل لآجل الحصول على مكاسب جديدة تضمن لها سيطرة و سلطة أقوى.
ثانيا: لأنه لا توجد في الساحة السياسية قوة موحدة معارضة تقود الجماهير المنتفضة منذ تشرين الاول من عام 2019 و الى يومنا هذا! لمنافسة القوى المتنفذة المذكورة اعلاه لتكسب لها في البرلمان القادم المقاعد من شأنها اجراء تغييرات من صالح الجماهير المهضومة حقوقها.
ثالثا: ان الصراع الامريكي الايراني الذي تركز حدته في العراق أخيرا و الذي يفرض على كلتا الدولتين أن تلعب دورها في الاتيان بـ ( برلمان) يضمن لها البقاء و ضمان مصالحها في العراق و في المنطقة فحسب بل للأجل وضع حد لنفوذ و سيطرة الطرف الاخر و على حساب مصلحة الشعب العراقي.
رابعا: ان القوى المتنفذة تعمل ماستطاع الى اختراق جبهة القوى المعارضة (ان صح التعبير) و تفريغها و اضعافها. وأعتقد أنها بدأت بعملها هذا منذ ان اعلن موعد اجراء الانتخابات. أضافة الى تكوين كيانات سياسية جديدة بغية اتنزاع عدد من المقاعد.
على هذا الاساس يمكن ان نقول بأنه توجد الآن في الساحة السياسية في العراق قوتان رئيسيتان:ـ
الاولى: قوى الجماهير المغلوبة على امرها. وهي غير منظمة و مهيأة كما يجب و ليست لها قيادة موحدة عليه فلن تكسب المعركة. بل انها لن تحصل على المقاعد التي تؤثر على ميزان القوى في البرلمان.
اما القوة الاساسية الثانية, هي القوى المتنفذة التي تسطير على البرلمان و السلطة في العراق و تملك كل الامكانيات المطلوبة للفوز و ضمان بقاء سلطتها. مستندة على دعم القوى الخارجية المتصارعة على العراق. و التى يجب على المجلس الوطني القادم ضمان مصالحها!!
و هناك مثل شعبي كردي يقول (با نه شيش بسوتى نه كه باب) معناه لنضمن عدم احتراق ال(شيش)(1) و الكباب سوية. أي انها القوة المتنفذة ستحرص على وجود بعض المقاعد مدعية بأنها منصفة و ديمقراطية لصيانة ماء الوجه.


(1) شيش / القضيب المعدني الذي يحمل الكباب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر