الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة السلطة ثقافيّاًَ وفكريّاً

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 4 / 1
الادب والفن


أقرأُ الأزمة بمستويين :
إنْ كُنتُ مُتفائِلاً : ثمّة دورياتٌ ثقافيّة مازالتْ تصدرُ بحرص ٍ وإتقان ٍ شديدين . لا تنشرُ تلك الدورياتُ إلا أدباً ( مُغيِّراً ) و مُغَايراً , كمثالٍ حَادٍّ : ( السفير اللبنانيّة ) : مازالتْ محافظة على نشر كلِّ مقالٍ يَمَسُّ الأدبَ بجانبهِ التحليليِّ . وللسببِ السّالفِ تُقرَأُ عربيّاً من خلال تقييم ( عباس بيضون أو اسكندر حبش) للمادّة المُرسَلة , ولا أستبعدُ عن كلِّ مثقفٍ أنّهُ يَقرأُ ( سفير الجمعة الثقافي) . على المستوى الشخصيّ - كقارئ متابع - أحياناً أجدُ كتاباتٍ أدبيّة لا أستطيعُ تصنيفَها في خاناتِ الأنواعِ الأدبيّة المعروفة - لأنها تعبرُها –, ففي الأشهر الماضية قرأتُ نصوصاً مغربيّة تحتلُّ كيانَ القارئ بعدَ الانتهاء من قراءتِها . و لا مانعَ أنْ أذكرَ -الآن – اسماً يكتبُ , وينتجُ أدباً رفيعاً بشجاعةٍ مفتقَدَة ٍ بينَ الأسماء . الاسمُ ( فريدة العاطفي ). نعم حينَ أقرأُ نصوصاً تقرأُها روحُ الإنسان قبلَ عينهِ لا أعترفُ بمفردة ( الأزمة ) , بل أنبذها ,وإنْ كنتُ مُتشائِماً ( وهذا ما تفرضهُ حالُ الثقافة عليّ , وما أكونُهُ غالباً) : لم تفرز الجامعاتُ مُفكِّراً ك( طيب تيزيني) , ولا مُفكِّراً ماركسيّاً ك(حسين مروّة ) . بلْ أقرأُ الأزمة بطريقةٍ أكثرَ تشاؤماً وتأزّمُاً ( إنْ جاز لي ) : الأجيالُ الحاليّة لمْ تسمعْ بالاسمين السّابقين ,فكيفَ بالأجيال التالية لها ؟. هذا يعني أننا سنشهدُ - بل نشهدُ بداياتِهِِِ يوميّاً - في السنين اللاحقة جهلاً ثقافيّاً مُخيفاً تبتهجُ بهِ السلطة القلِقة , وترتاحُ في مناخِ هذا الجهل الثقافي والفكريّ متباهية بسياسةِ الفكر والرأي الواحد غير القابل للنقاش , حيثُ لا أحدَ يفنّدُ آراءها ويناقشها, وتتحمّلُ وِزرَ الجهل الثقافيّ لجانٌ وأفرادٌ ومنظماتٌ مستقلة عن السلطة ( وللتذكير: حللنا هذه الأزمة محليّا ً , ولكنّهُ يُطبّقُ عربيّاً من خلال رثاء مدينة - الكتاب المشترك بيني وغسان جان كير - ),ومِنْ هنا يأتي الدورُ المُخجلُ والقبيحُ للوزارات الثقافيّة , واتحاد الكتاب , وأقصدُ بذاك الدور , وهذا الدور أنّ ( الوزارات والإتحادات ) تطبعُ كتباً تزيدُ الهشاشة الأدبيّة والفكريّة هشاشةو فتوراً ,من خلال ِ طبعِها كتباً مِنْ سَقطِ الأدبِ والفكر , والأكثر مرارة مِنْ ذلك : تطبعُ كتباً في غايةِ الإضحاك والاستهتار بالإنسان الذي قيلَ عنه بأنّهُ أشرفُ المخلوقات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا