الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلاص القادم و الجنة الموعودة

مازن كم الماز

2021 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


فتحت فمي ، حاولت أن أتكلم ، لكن الحروف ماتت على شفتي … حاولت من جديد ، و من جديد ، فجأة سمعت صوتًا غريبًا يخرج من فمي ، صوتًا ليس صوتي ، حاولت أن أقول شيئًا ما لكني سمعت الصوت يردد شيئًا آخرًا ، حاولت أن أتحدث لكني كنت فقط أردد ما يردده الآخرون … لم يمض وقت طويل حتى كنت قد تحولت إلى روبوت …

لم أكن سعيدًا و لا حزينًا ، حتى اكتشفت ذات يوم أني أعيش بين قطيع من الببغاوات ، و أني أيضًا قد ولدت ببغاءا كالآخرين و كالآخرين فعلت ، لا سعيدًا و لا حزينًا ، مجرد ببغاء يستعرض مهاراته في الصراخ و تقليد الآخرين

كانت الشمس تسطع في كبد السماء ، لكن الناس قالوا أنه الليل ، و أنه وقت النوم … ذهبت إلى فراشي ، أغمضت عيناي ، و اصطنعت النوم

أتألم ، لكني لا أصرخ … عاجزًا عن الصراخ و عن الحركة ، استلقيت هناك كالميت … فكرت ، الموتى وحدهم يستطيعون الاستمتاع بالصمت ، أما أنا فكان الصمت سكينًا تجز عنقي من الوريد إلى الوريد

بحثت بين الأنقاض عن جسدي فلم أجد سوى بعض الأشلاء … كان الناس يحتفلون بأشلاء لم يعد لها صاحب … كانت اشلائي قد أصبحت مشاعًا و كان الله قد أصبح عاهرة يغتصبوها كل يوم و لم أفكر بإنقاذه قط

لا أصرخ ، بل أعوي ، لا أستسلم و لا أقاوم و لا أبحث و لا أفكر و لا أتخيل ، فقط أمشي ، لا أرى شيئًا لكني أحاول أن أتحسس طريقي ، و أعرف جيدًا أن هاوية ما تنتظرني فأسرع الخطا و لا أتردد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها