الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا سهيلة بورزق.

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 4 / 3
الادب والفن


لونٌ يخاطبُ رجوعي إلى الماضي الذي أُعجِبُ ببعض ما فيهِ من التّفاصيل ,لا لأنّه غنيٌّ فحسبُ , بل لأنّ الصّورةَ تعيدُني إلى بدايات الحياة حيث دقّةُ العِناق مع البراءَة والخضرة والابتسامة المُتشظيّة المرميّة على الكتف الأيمن المليْء بالملائِكة التي لا أظنُّها إلا مرميّة تُحاكي الظّلامَ والرّفاهية النّاضجة التي تمدحُ و ترى وتقدّرُ الناظرَ الذي لا يُمدَحُ ولا يُرَى , بل يبشّرُ ويتجاوزُ المرئِيَّ أمامَه ليستدلُّ ويثور - مثل الصّورة -على الأقنعة والفراغ . صورةُ فوبيا تركيبٌ مُفكَّرٌ بنا لأنّ كثافة السَّواد الطّاهر يُفضي إلى تحرّي الملامح التي تضلُّ – تضلّني- المُشاهدَ وتضعُه إلى حيث السّلامةُ والوفرةُ الظّاهرة التي تُخفي السّعادةَ الغامرةَ المُهيمنة أوالمُؤجّلة . فوبيا ذات الشَّعر الأسود المخفيّ , أتذكّرُ هنا :" سوادٌ في سوادٍ في سوادي" . هذا العالمُ المكشوف - الصّورة الصارخةُ تقولُ الأشياءَ قبلَ أنْ تُسمَّى , لا توحي , كيف بالصّورة المرعبة الناضجة أنْ توحي ؟ فهي الصّادمةُ للقاريء " لا المُشاهد فقط " هذا الإيحاءُ أو الإدهاش " القصديّة في الإيحاء والإدهاش لا يعني معانقةَ وقبضَ الوجه والشَّعر والسّواد والبياض والابتسامة والميلان فقط , بل تتملّكُني بهجةُ الصّورة إلى درجة أنّي كنتُ معَها في الجانب الأيمن حيث ميلانُ الرّأس , إنّها "وحدَها " الصّورةُ الباهظةُ بالحركات : الصّورةُ الصائِتة ونحن أمامَها الصّامتون , لكنّي أنا ظلالُها وكلُّ سوادِها , كلُّ الموبقات لي , فكلُّ الإيمان لها , إنْ قِبلتْ بي صّورةُ فوبيا .
عبداللطيف الحسيني.:شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي