الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل شاخ بايدن ام النظام الراسمالي هو من شاخ؟

سامر عساف

2021 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في صعوده العجل الى الطائرة تعثر مرتين الرئيس بايدن و سقط في الثالثة , بعدها نهض و تابع صعود الدرجات بوتيرة أقل.
جو بايدين ذو 79 عاماً كان يصعد الدرجات بسرعة و رشاقة لا تتناسب مع عمره , بل يمكن القول, انه كان في حركته الكثير من اللاوقعية و الادعاء بالصحة, في قفزه للدرجات صاعداً الى طائرىه الخاصة.
نستحضر هذه الصورة لمقاربة سياسة بايدن على رأس أمريكا في رؤيتها للنظام الدولي. من يراقب تحركات و خطابات الساسة الامريكان في عهد بايدن بما يخص النظام الدولي لا يحتاج للكثير من التأمل ليرى مفردات ومصطلحات الحرب الباردة.سواءً فيما يتعلق بالصين و روسيا أو بالعلاقات عبر الأطلسي, هذه التي تذكّر بحقبة الجهوريين كريغان و بوش. خلال حكم ترامب تراجعت العولمة لصالح الحركات الوطنية ويمكن يمكن القول, ان (الترامبية) و التوجهات اليمينة في عموم الغرب, هي احد ظواهر انتكاسات العولمة عامة . (أمريكا اولاً), هذا الشعار ليس نبؤه شخصية لترامب ,أمريكا لا يحكمها شخص بل مؤسسات ديمقراطيه تستمد حكمها من المئوسسات, بل يمكن ملاحظة هذه التوجه في البلدان الأوروبية الديمقراطية ايضاً, التي بدأت فيها الحركات القومية و الشعبويه بالتعاظم و أصبحت تحكم في عديد من بلدانه كما في بولندا, إيطاليا, التشيك, النمسا, ...الخ. هذه التوجه و ان عبّر عن نفسه بوضوح في الترامبية لم يرحل برحيل ترامب عن السلطة, بل من المرجح ازدهار هذا التوجه في السنوات القادمة.
كان اوباما حصاناً مجداً في مضمار العولمة وفي زيارته الاخيره الى اليونان في عام 2016 راح يتحدث عن اهمية تصحيح مسار العولمة, حيث, ان ارهاصات افولها او لنقل تناقضاتها قد بدأت بالظهور. فرض الاتحاد الاوربي في تلك الاثناء سياسه تقشّفيه على اليونان كي يقرضها اموالاً, فاليونان كانت تعاني في تلك الايام اقتصادياً و لم تحل مشاكلها الا بقبول الحزمة الاقتصادية التي قدمتها ميركل, الحصان الثاني في عربة العولمة, رفقة اوباما. قبل اليونان سياسة التقشّف التي فُرضت عليه و التي قُوبلت برفض شعبي وباع مطاراته وخصخص اقتصاده و تخلّى عن جزء من سيادته من اجل الحصول على الاموال. في اجابة للحكومه الالمانية عن سؤال المعارضه في البرلمان الالماني (البوندستاغ) قالت, ان المانيا جنت من المساعدات التي قدمتها الى اليونان منذ 2010 حتى عام 2020, 2,9 مليار دولار. قد يبدو هذا متناقضاً, فهي (مساعدات) تعود بالفوائد من جهة اخرى, ولكني لا استحي في ان اقول, ان هذه هي العولمة. ما أود قوله مما تقدم, ان العولمة لا تهتم الى اللون و العرق و غيرها من عناصر الهوية , بل المحدد الاساسي هو فائض القيمة والربح.
يعود بايدن من الباب العريض ليعيد سكة العولمة على الطريق بعد ان خرجت عن مسارها في عهد ترامب وعادت المصطلحات القديمة للظهور في خطاب جو بايدن, من قبيل , نشر الديمقراطية و حقوق الانسان او الليبرالية الاقتصادية و الاجتماعية, هذه التي كانت الغطاء الأخلاقي , لاحتلال العالم والتدخل في شؤون الشعوب بصيغ مختلفة من حيث الأدوات و ليس من حيث الأهداف, التي تبقى محصورة في سيطرة الغرب على النظام العالمي و محافظته على المنافع الاقتصادية من هذه التبعية.
أظهرت جائحة كورونا عورة أساسية من عورات هذا النظام, فبينما راحت دول مثل الهند و جنوب افريقيا تطالب برفع حقوق الملكية الفكرية لانتاج اللقاح المضاد للفيروس وبالرغم من معرفة الغرب و ايمانه, بان التصدي للجائحة لايتم الا على صعيد عالمي فالتلقيح في الغرب لن يؤتى أكله , ان لم تلقح شعوب الأرض كلها, غير ذلك سيستمر الفيروس بإعادة انتاج نفسه متحوراً. استطاعت اللوبيات الدوائية ان تفرض سياقها الراسمالي وان تعيق انتاج اللقاح المطلوب لتبقى مستأثره بالربح ولو على حساب حيوات البشر. لا اشك في ان قوانين الحماية الفكرية هي في الجزء الأكبر منها أداة لحفظ التبعية واستغلال البشر على أساس, ان الفكر محصور بالغرب و مؤسساته وهي أهم أسباب الصراع مع التنين الصيني الذي ضرب عرض الحائط بهذا المفهوم. طبعاً نغضّ الطرف هنا عن الفائدة التنافسية لحقوق الملكية الفكرية.
يمكنني القول ان بايدن يماثل ادعاءه بالصحة و الرشاقة في صعوده للطائره تصريحاته و سياسته الدولية التي تريد, ان تعيد الرشاقة الى نظام العولمة, الذي يفشل على صعيد دولي في محاولته تصدير قيمه في الإنتاج و الاستهلاك, في تعريف الحياة ومعانيها, متجاهلاً معطيات ثقافية و تاريخية مرتبطة بتنوع البشر فالعولمة تريد, ان تصبغ العالم بلون رأسمالي موحّد ولغة موحّدة تلغي الاختلاف و التمايز, وهذا أهم عيوبها.
لا تهب الرياح المناهضه لرشاقة العولمة و رشاقة بايدن فقط من عالم جديد يرفض سياسة اللون الواحد, بل من داخل االبيت الرأسمالي نفسه في أمريكا و الغرب, فالهوية السيسولوجية هي عامل مهم في الانا ولم تصل البشرية بعد لتجاوزه ومازال الافراد بحاجة الى حدود اجتماعية وثقافية تشعرهم بالأمان في مناهضة الحلوليه في الاطار العالمي.
ما يخشى حدوثه, ان يظهر تعثر النظام الذي يقوده بايدن بحروب تقع ضحيتها الشعوب الفقيرة عادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر