الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة حياة

أماني الراشد

2021 / 4 / 4
الادب والفن


كنت أتمشي قرب الشاطئ وأستمع إلى موسيقى هادئة من دون كلمات،
أخذتني عن العالم إلى عالمها الملون.
رأيت ورقة بين الصخور ورقة غارقة في حبر الكلمات . أخذتها ومضيت ساعة أو أكثر حتى تعبت. جلست على أحد الكراسي القريبة من الشاطئ. مسحت التراب عن الورقة مكتوب بها: اليوم أريد إنهاء حياتي إلى الأبد لأنني لم أجد من يسمع صراخ قلبي ويفهم ألمي قررت الرحيل. الشيء الذي فهمته من هذه الدنيا أن كل الناس يريدون مصلحتهم فقط، فلا صديق وفى لي ولا العائلة احتوتني ولا زمن داوى جراحي ولا الدنيا رحمتني.
مشاعري متضاربة وروحي مشوهة وقلبي مكسور .وأنا مرهق من كثرة الحروب التي في داخلي.
صدري مثقل بالطعنات، بالغضب.
أنا حقاً حزين ولا أمتلك أي رغبة كي أكون بخير.
حاولت أن لا أستسلم أن أتأقلم لكن لم أستطع صبرت كثيراً لكن الآن وصلت إلى آخر محطة في حياتي لا أستطيع أن أحتمل أكثر. حتى الآن وأنا أكتب أغرق بكثرة حروفي ولا أستطيع أن أنطق بشيء من ألمي كلماتي الخادشة لروحي عالقة بصمت روحي ولا تخرج أبداً.
الآن أنا هارب من الزحام البشري،من ضجيج العالم وضجيج أفكاري وقلبي، أنا هارب حتى من نفسي.
أحاول قول كل شيء حتى أموت وأنا متفرغ من كل شيء.
الآن مع سواد الليل مع ظلام الطرقات ومع صدى أفكاري والأصوات وبعد ألف كسر في قلبي وروحي، وألف معركة في قلبي ،وآلاف الدمعات استنزفت كل مشاعري، وأنا راحل إلى الأبد سأرمي نفسي في أحضان الموت إلى الأبد .
.......
عرفت أنها رسالة شخص قد انتحر
يبدو أنه كان يخاف أن يُفقد صَوابه، فسارع قبل فواتِ الأوان إلى تدبيجِ رسالة الوداع. اليوم عرفت معنى أن لايصبح لنا هدف سوى أيام هادئة، نمربها دون أن يموت فينا شيء.
ربما كل الآلام وكل الطعنات التي نعيشها فقط لأننا دائماً نعتمد في حكاياتنا على العاطفة وحدها، وتحدث مأساة لاحقة ونعلم فيها أن البدايات للعاطفة والنّهايات للنّصيب. علينا أن نفهم أن في هذه الدنيا مهما بلغت العلاقات والصداقات هي لن تنفع ولن تساعدنا في حروبنا الشخصية نحن نقاتل بمفردنا، ونحن الجيشُ لأنفسنا، ونحن السلاح ذاته.
نحن كل مرة ننزف طاقتنا في جبر الخواطر ونحن بأمس الحاجة إليها.
علينا أن نعطي أنفسنا الأولوية دائماً .
يكفي أن نهتم بمن لا يهتم. بعد ما قرأت هذه الرسالة أنا مستعدة لترك الجميع فلم تعد الخيبات تكسرني.
سأصنع لنفسي أياماً خالية من كل شعور سيء .نثرت كل حنيني، وصوتي ودموعي ونزعت الألم من روحي ومزقت تلك الرسالة المليئة بالدموع قرب الشاطئ .فأنا من نسيج الحرية ولا أنحني للأيام سأصبر وأمضي حتى تخجل الأيام من شدة صبري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي