الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أخطأ مروان الرغوثي؟

حمادة جبر
(Hamada Jaber)

2021 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا أعرف طريقة وسرعة التواصل بين مروان البرغوثي في سجنه مع عائلته والمقربين منه. وما الصورة التي يتم نقلها لمروان عن الأوضاع الفلسطينية وما الذي يتوقعه الشارع الفلسطيني من قائد لديه شعبية كبيرة مثل مروان. فخلال أقل من 24 ساعة من تسجيل القائمة التي يترأسها ناصر القدوة ويدعمها مروان البرغوثي لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، ظهر أول خلاف علني بين الرجلين. ففي الوقت الذي ينظر فيه الفلسطينيون لمروان البرغوثي كقائد وحدوي، هاجم ناصر القدوة حركات "الإسلام السياسي" في مقابلة مع قناة "فرانس 24" بتاريخ 1/4/2021. ليرد عليه القيادي الفتحاوي حاتم عبد القادر والمقرب جداً من مروان البرغوثي ويقول بأن موقف ناصر القدوة من "الإسلام السياسي" لا يمثل موقف مروان البرغوثي. وهنا نسأل، من الذي قال لمروان أو ما الذي جعله يرى في ناصر القدوة شخصاً يعبر عن توجهاته أو حتى قريباً منها؟
يبدو أن "تكتيك" حركة فتح باستخدام عامل الوقت بعدم الإعلان عن قائمتها وتسجيلها فقط قبل أقل من ساعتين من إغلاق باب الترشح للانتخابات. يبدو أن هذا "التكتيك" قد نجح في الحد من خيارات مروان البرغوثي الذي كان داعماً للقائمة الرسمية لحركة فتح حتى اليوم قبل الأخير من إغلاق باب الترشح. فتصريحات وقرارات اللجنة المركزية لحركة فتح بأن قائمتها لن تضم أعضاءاَ من اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة، كانت خدعة لمحاصرة مروان، الذي يبدو أنه قد اكتشف هذه الخدعة متأخراً وبالتالي وضعته في موقف صعب بسبب عامل الوقت. ولهذا، اختار موران أن يمسك العصا من المنتصف، فقرر دعم قائمة ناصر القدوة من جهة، وعدم ترشحه أو قيادته للقائمة من جهة أخرى، وذلك ربما لتفادي سيناريو فصله من الحركة كما جرى مع ناصر القدوة.
إن أقل ما يقال في دعم البرغوثي لقائمة القدوة هو أنه لا يتوافق مع طموح البرغوثي المُعلن للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. فبالرغم من أن استطلاعات الرأي العام الفلسطيني تتوقع أن البرغوثي سيكون قادراً على كسب الانتخابات الرئاسية القادمة مقابل أي منافسين محتملين. إلا أن خياره بإمساك العصا من المنتصف في خوض الانتخابات التشريعية، ربما سيقلل من حالة التعاطف الشعبي معه في الانتخابات الرئاسية وأيضاً سيقلل من النظر اليه كقائد لديه رؤية وقادر على إحداث تغيير نوعي في النظام السياسي الفلسطيني وخاصة فيما يتعلق بالبرنامج التحرري والعلاقة مع اسرائيل، واجراء مارجعة شاملة للعملية السلام القائمة على "أوسلو" بما فيها مستقبل جهاز السلطة الفلسطينية. فمثلاً، هل سيكون برنامج مروان الانتخابي للرئاسة قريب من برنامج قائمة القدوة؟ فكل ما سمعناه من القدوة حتى الآن هو برنامج تتبناه كل القوائم المتنافسة. وكذلك، ينظر للقدوة على أنه جزء من النظام السياسي القائم وبالتالي كيف بامكانه اقناع الجمهور بأنه معارضاً للنهج القائم في الوقت الذي لم نسمع له صوت في كثير من الأحداث المفصلية؟ تشير نتائج استطلاع للرأي العام الفلسطيني أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الشهر الماضي، بأن قائمة يشكلها ويرأسها مروان البرغوثي تحصل على 28% من الأصوات مقابل 22% لقائمة فتح الرسمية. بينما حصلت قائمة ناصر القدوة على 7% من الأصوات مقابل 30% لقائمة فتح الرسمية. أما في السيناريو الذي اختاره مروان بعدم الترشح ودعم قائمة ناصر القدوة، تحصل قائمة ناصر القدوة على 11% فقط من الأصوات مقابل 28% لقائمة فتح الرسمية. وهذا هو السناريو الأضعف الذي اختاره البرغوثي كمقدمة لترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
كذلك يبدو أن قرار البرغوثي بعدم الترشح ودعم قائمة القدوة قد خلق خلافاً مع قادة فتحاويون مقربون جداً من مروان مثل قدورة فارس الذي وجد لنفسه مكاناً متقدماً (7) في قائمة حركة فتح الرسمية!! يبدو أن حسابت الساعات الأخيرة وضغط عامل الوقت الذي نجحت فتح الرسمية بانشائه بالخديعة، وربما صعوبة التواصل مع مروان في سجنه، جعلته يخطئ. فهذا ليس وقت "مسك العصا من المنتصف" خاصة لقائد يتمتع بشعبية كبيرة مثل مروان.
هل يمكن التراجع؟ وهل تراجع مروان الآن في مصلحته أم ضده؟ ومن يملك الحق القانوني بسحب القائمة قبل تاريخ 29/4؟ مروان ام ناصر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريفايفل: ألبوم جديد يسعى إلى السعادة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. كأس أمم أوروبا: منتخب البرتغال يفتتح منافساته بمواجهة مع تشي




.. كأس أمم أوروبا: منتخب سلوفاكيا يحقق انتصارا مفاجئا على نظيره


.. كأس أمم أوروبا: رومانيا تسحق أوكرانيا بثلاثية نظيفة




.. شاهد كيف أدى قرار عائلة إلى إنقاذ طفل حديث الولادة