الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الثامنة عشر لغزو واحتلال العراق.

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2021 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ثمانية عشر عاما على غزو واحتلال العراق وتحت غطاء سياسي لبعض الأنظمة الرسمية العربية والإقليمية، استباحت قوى الشر والعدوان الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية سماء العراق وأرضه وشعبه، بعد تدمير شامل لبنية الدولة العراقية أعادت العراق إلى ما قبل العصر الصناعي، وأتبعته بتدمير معالم النهضة فيه.
ليلة 19/ 20 مارس عام 2003 تاريخ محفور في الذاكرة العراقية والعربية والإسلامية والإنسانية ، وهو يوم أجهزت زعيمة الشر والعدوان على بلد مستقل عضو في هيئة الأمم ، فكانت ذرائع الغزو والاحتلال ذرائع واهية في اسطوانة مشروخة لامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، والتي لعق الأمريكيون كذبتهم عندما أعلنوا بعد الغزو والاحتلال خلو العراق من هذه الأسلحة فجاءت اسطوانة امريكا لتعليم العراقيين الديمقراطية ، فكانت ديمقراطيتهم قد اتسمت بالقتل والدمار والتشريد وسرقة ونهب ممتلكات الدولة وتهديم وتدمير المصانع والمعامل ودور العبادة والدوائر والمؤسسات والوزارات. ، وبظهور القاعدة وداعش لينكلوا بالعراقيين ، ويحرمونهم من أبسط مقومات الحياة ، في ظل هذه الممارسات الإرهابية التي بات واضحاً أنها من صنع امريكا والغرب الاستعماري وبعض الدول الاقليمية ، ورغم التظاهرات والاحتجاجات التى سبقت الغزو والتي اجتاحت جميع أنحاء العالم رافعة شعار «لا دماء من أجل النفط»،وكشفت هذه التحركات الجماهيرية عن أن النظام العالمى يدار بطريقة فاسدة وخاطئة، فالأدلة التى قدمت لإقناع الرأي العام بالغزو تم رفضها وازدراؤها و قد ساهمت بها بعض وسائل اعلام عربية واجنبية فزورت ولفقت الاف الاكاذيب الفجة. لكن أولا وقبل كل شىء، علينا القول بأن الحرب كانت مدمرة للعراق. وسيبقى ذلك وصمة عار على جبين المحور الأنجلو ــ أمريكى المدعى للأخلاق والقيم. خاصة بعد ان اعترف بوش الصغير" بانه قرر غزو العراق سواء كانت حجة اسلحة الدمار الشامل ام لا."
وبحلول 16 فبراير 2007، أعلن المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين «أنطونيو غوتيرس»، إن عدد اللاجئين الذين فروا من الحرب بلغ 2 مليون لاجئ، فضلا عن وجود ما يقرب من 1.7 مليون عراقى مشردين داخليا و إن عدد القتلى من المدنيين نتيجة للحرب 650.000 إلى مليون شخص وربما تضاعف هذا العدد الآن أي لغاية 2007.
لقد تحالفت قوى الشر واتفقت على تدمير العراق ونهبه وتقطيعه والمخطط الرئيسي لكل هذه العملية هو طرف واحد " الماسونية" والهدف واحد تدمير العراق واعادة رسم الخارطة الجغرافية للمنطقة من جديد، يقول( بريجنسكي )مستشار الرئيس الامريكي للامن القومي السابق" ان منطقة الشرق الاوسط ستحتاج الى تصحيح الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو ومقررات مؤتمر فرساي" وفي اوائل مايو من العام 2008 دعا (جوزيف بايدن )الى تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية تتمتع كل منهما بالحكم الذاتي فوجد هذا المشروع ترحيبا من قبل العديد من أعضاء الكونكرس . ولكن أصل الحكاية بدأت عام 1980 عندما تقدم المستشرق الصهيوني الامريكي البريطاني الاصل (برنار لويس) بمشروع منطقة الشرق الأوسط بكاملها حيث يشمل تركيا وإيران وأفغانستان قدمه الى الكونكرس وتمت الموافقة بالاجماع عام 1983 وهذا يعني ان غرفة العمليات الفعلية هي في قلب العالم العربي فتم اختيار العراق لانه يشكل قلب العالم العربي لهذا تم غزوه والمباشرة بتطبيق مشروع العزل نفسه في أفغانستان والعراق. وهذا يعني ايضا ان موضوع التقسيم ليس وليد اللحظة وكذلك ليس له علاقة بأسلحة الدمار الشامل في العراق وكذلك ليس له علاقة بالملف النووي الإيراني ولا بالخطوات التي قطعتها ليبيا وسوريا وليس له علاقة بحرية الشعوب إطلاقا ولكن جميعها وسائل وردية غايتها التدخل والهيمنة للوصول الى مشروع التقسيم والتفتيت . من معاهدة فرساي الى سايكس بيكو الى الشرق الاوسط الكبير.
والحقيقة التي لاتحتاج لدليل ان الإدارة الأمريكية جاءت بنية صريحة مبيتة لغزو العراق والتحكم في منابع النفط ونشر قوات في الشرق الأوسط تضبط حركته وتسيطر عليه لصالح التوسع الإسرائيلي والنفوذ الغربي بشكل عام. وتبعتها كوارث اليمن وسوريا وليبيا ولبنان وكل الاقطار العربية حقدا وانتقاما من العرب وماضيهم التليد. وما عمليات التطبيع الأخيرة مع الكيان الصهيوني وبعض أقطار الخليج والدول العربية الا خير دليل على ذلك .
وفي كتابه" إسرائيل وصراع الحضارات" يكشف (جوناثان كوك ) بوضوح محاولات الكيان الصهيوني استخدام مقولة صراع الحضارات لإعادة صياغة الشرق الأوسط بأكمله على نحو موأت لها ولمصالحها. ويؤكد كوك ان الحرب الأهلية ودعوات التقسيم التي رافقتها كانت على وجه التحديد هي الهدف الاول لغزو العراق.
واليوم وبعد 18 سنة من بدا العمليات العسكرية لاحتلال العراق الذي تم تسويفه على اسس ثبت كذبها وبطلانها اذ كان الهدف الاساس من هذه الجريمة السيطرة على نفط البلاد وثرواتها وتدمير قدرات العراق كافة في اعتى عملية قرصنة في التاريخ الحديث. تهدف الى تمزيق ثوابت شعبنا الوطنية. . فلابد من وقفه وطنية شجاعة تزيح هذا الهم الجاثم على صدور العراقيين منذ 18 عاما بتغليب المصلحة العليا للوطن على التفكير الجهوي والطائفي والاثني الضيق. وما يمكن قوله في الأخير ان الغزو الأمريكي للعراق لم يكن ذا أهداف سياسية او عسكرية ، بل هو مجزرة مقصودة و متعمدة ضد الشعب العراقي. وان الغزاة بكافة الوانهم زائلون بوجود هكذا شباب منتفض. عبر عنها في تشرين 2019 بشعارات واضحة مطالبة باستعادة وطن وان تكون مرتكزات للانتخابات القادمة بعد ان قطعوا على انفسهم عهد الوفاء والولاء للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب