الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- الأردن ..

ازهر عبدالله طوالبه

2021 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كُثُرت التحليلات، وبدأت التقارير الصحفيّة تتراشقُ علينا مِن الغرب قبلَ الشّرق، و وجِّهَت بيانات الدّعمِ والمؤازرة للنظام الأُردنيّ، وأعلَنت بعض قيادات الدّول الإقليميّة أنّ أمن الأردن هو جُزء لا يتجزأ مِن أمن وأمان بلادها... كُلّ هذا حصَل والشّعب الأردني ما زالَ إلى هذه اللّحظة، أي بعد مرور أكثر من ثمانٍ وأربعينَ ساعة على الأحداث التي هزَّت المنطقة برُمّتها، لَم يعلَم ما يجّري وما يحصُل في وطنه، والرّاجح أنّهُ لَن يعلَم شيئا، وسيبّقى يتراسَل البيانات على مواقع التواصُل الاجتماعيّ كما لو أنَّ ما يحدُث لا يعنيه لا مِن قريب ولا مِن بعيد .

يكمُن عدَم عِلم الأُردنيّ في ما يحصُل في وطنَه، في أنّهُ يعلَم بأنّ عِلمه لَن يقودهُ لفهمِ ما يعلَم، فهو يُدرِك أنّ في مثلِ هذه الظروف التي يتعرَّض لها وطنه، دائمًا ما يكون هُناك أشياء تُدار بشكلٍّ سرّي وتخطيطٍ مُسبَق ومُحكَم، ويرى بأنّهُ مهما بلغَ مِن درجاتِ التّحليل واعتلى منصّات التّفسير، لَن يتمكّن مِن الولوج في عوالِم لَم يُسمح لهُ بولوجها، ولن يبقى إلّا ضمِن وجهات نظَر مُعيّنة تصطَدِم بحدودٍ كبيرة، ممّا يعني أنّ هناكَ ثمّة شيء ‏يبقى طيّ الكتّمان أو بالأصَح يبقى في تلابيبِ المجّهول.. فهُناك أمور تُدار مِن خلفِ الكواليس ؛ أشخاص لهُم ثِقَل كبير في مراكز صُنعِ القرار، لهُم القُدرة والمَقدرة ويمتلكونَ الصلاحيّة المُطلقة على تحريكِ كُلّ شيءٍ يرونَ في تحركه فائدة لمَن يخدمونهُ، ويجمّدونَها ما لَم تكُ هناك فائدة منها .

لكن، وعلى الرغم من ذلك، إلّا أنّه - أي المواطن- يجتَهد في تحليلاته وفقًا للمُعطيات المُتاحة لهُ، مع يقينه التّام بأنّ هناك فرق كبير بينَ التحليلات المبنيّة على مصادِر لا تكون موثوقة وبين التحليلات المبنيّة على شهائد حقيقة وأدلّة ملموسة .

فهذه التّحليلات لَم تأتِ ويلّهَث وراءها المواطن رُغمَ علمهِ بعدَم فهمه لما يعلَم، ألّا لأنّها تتعلّق بمؤسًسة العرش التي ما زال الشّعب -رغم كُلّ ما يتعرض لهُ- يُصِر على المُراهنة عليها.. لذا، فهو يُحلِّل ويتعمَّق في التحليلِ والمُتابعة، ويُحاول أن يقِف عند مصداقيّة المعلومات التي يتلقّاها أو يحصُل عليها، ويستقّصي أدقّ التّفاصيل .


نعم، وكما أسلفتُ في مُقدّمة مقالي، أنّ المواطِن لَا يعلَم شيء، وإن علِم فلا يقود هذا العِلم لفهمِ ما يعلَم . لكن، هُناك جُملَة مِن الحقائق التي تمخّضَت عن هذه الأحداث، وعلِم بها وفهِمها الصّغير قبلَ الكبير في هذه البلاد، وهي :


-الأحداث الأخيرة التي شهدتّها البلاد، قَد أثبتَت أنّ لا الخِطاب السياسيّ ولا الإعلام يمتَلِكان مهنيّة عالِية، ومَن كانَ عُضوًا مِن أعضاء هاتين المنظومتين ويملِك قليلًا مِن المهنيّة، قَد أُجبِر على التّنازل عن هذه المهنيّة ، لمُقتضيات الواقِع ولمصلَحة بعض الشخصيّات.

‏- لَم يعُد هُناك أيّة شكوكٍ حولَ تقصيرِ قيادات مراكِز صُنعِ القرار . فقَد اتّضحَت حالة التخبُّط بين أروِقَة أصحاب القرار الذين لا يملكونَ شيئًا إلّا التّضليل والاتّهام، والعمَل بجهودٍ مُكثّفة لتزيف الحقائق ورفِع أسهُم التدّليس والكَذب والمُتاجرة على حساب قضايا الوطن .

‏- هذه الحقيقة مُتعلقة بالشّعب، وبالتّحديد، بكُلّ مَن يُجيد جميع أنواع القراءات السياسيّة، ويتمكّن مِن التعمُّق بها إلى أقصى حَد..فأعتَقِد أنَّ تصوُّر ما يحدُث ومُحاولة ربطِ الأحداث ببعضها، هي مُحاولة عصيّة وشائكة جدًا، حتى على أؤلئكَ الذينَ يُحلِّلونَ مِن مُنطلقات سياسيّة ‏ولديّهم المقدِرة الكافية التي تُتيح لهُم اختراق كافّة نوافذ السياسة ؛ لأنّ هُناكَ حلَقة في صُلب الأحداث ما زالَت مفقودة، وعلى الأرجَح لَن يتِم الوصول ولا التعرُّف عليها، وستبّقى طيّ مُخبّأة في أدراجِ المجهول السياسيّ، ولَن يتم التطرُّق لها إلّا مِن باب التكهُنات وإضافة سرديّة
‏خاليّة يتعكَّز عليها صاحِب المصلَحة الأوحَد الذي أحدثَ كُلّ هذه البلّبَلة، وأرادَ منها أن تكونَ سوقًا جديدًا مِن الأسّهُم التي تُضاف إلى أسواقه الأُخرى.

وإن كانَ هُناكَ ثمّة شيء يتَّفِق عليه الجميع مِن هذه الأزمة، فبكُلِّ تأكيدٍ، فإنّ هذا الشّيء لَن يكونَ سوى ؛ أنَّ هُناكَ ‏ثُلَّة من الأشخاص الذينَ سلبوا مُقدّراتِ الوطن، وجرّدوا مواطنيه مِن كُلِّ حقوقهم، يسّعونَ للصّعودِ على أكتافِ الوطَن على حسابِ قضاياه الشّريفة والمصيريّة . فسعي هؤلاء يُدرَج تحت مدّرج التهرُّب ؛ لأنّهُم يخشونَ مِن أن تُفتَح ملفاتَ تغوّلهم على مُقدرات الوطن وعلى مصالِح الشّعب، ‏وذلكَ لأنّهُم يعلمونَ بأنّهُ لو حدثَ هذا، لبقوا في السجون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ختامًا.. فإضافةً لحجمِ التغيُّرات الجيوساسيّة الحاصِلة في المنطِقة، ومَع الاهتمام الكبير في التبدُّلات والتقلُّبات السياسيّة في المنطِقة، ومَع الأخِذ بعينِ الإعتبار لعواصِف الانتخابات التي ‏تعصِف بدوَل المنطِقة وتُشير إلى أنّ هُناك أحلاف جديدة ستّشكَّل في المنطِقة، وعلى مستوى العالَم بشكلٍ عام، فإنّني أعتَبر أنّ هذا الحادِث يُستغَل اقتصاديًا مِن قبل الكثير من الشخصيّات الاقتصاديّة الفاسِدة، والتي استغلَّت اعتقال شخصيّة تعرِف، بل كانت تُخطط للكثيرِ من الفساد هُنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ