الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (حيث ثغرك الَمبتسم)

محمد المحسن
كاتب

2021 / 4 / 5
الادب والفن


تعد الشعرية قيمة جمالية متغيرة بإيحاءاتها وتشكيلاتها النصية، والقارئ الجمالي هو الذي يباغت المتلقي بأسلوبه الشعري، من خلال التشكيلات النصية المراوغة، وحراك الدلالات الشعرية التي تباغت المتلقي بأسلوبها التشكيلي الانزياحي الخلاق بمؤثرات الدلالة ومثيراتها النصية،وهذا يعني إن أي ارتقاء جمالي في قصيدة من القصائد يظهر من خلال بناها النصية المفتوحة ورؤاها العميقة.
وبتقديرنا: إن الوعي الجمالي في اختيار النسق الشعري المؤثر والكلمة المؤثرة في بنية القصيدة هي التي تحدد الإمكانية الجمالية التي يمتلكها المبدع في خلق الجمالية النصية،وما من شاعر موهوب (د-طاهر مشي-نموذجا) إلا ويملك الخصوصية الإبداعية،تبعاً لمحفزاته الشعرية،وطريقة الاختيار،وبراعته في اختيار النسق المناسب جمالياً،ومن هنا تختلف شعرية المحفزات النصية من قصيدة لقصيدة، ومن سياق شعري إلى آخر، تبعاً لحساسية المبدع الجمالية ودرجة شعرية النسق؛ولهذا نلحظ اختلاف درجة شعرية المحفزات في قصائد العجمي تبعاً لحساسية الشاعر وبراعته في الانتقال من نسق تصويري إلى آخر،ومدى الوعي في الاختيار النسق الجمالي المؤثر في إيقاعه الشعري..
ومن هنا-أيضا-يختلف الشاعر المبدع عما سواه وفقاً لحساسيته الرؤيوية،وبراعته النسقية في التشكيل والخبرة المعرفية في الانتقال من نسق شعري إلى آخر،وهذا دليل الحنكة الجمالية في التشكيل والوعي الجمالي في تفعيل المحفزات الجمالية تبعاً لحساسية الرؤية وفنية اللغة في التعبير عن الفكرة الشعرية.
لنرقص معا في حلبة الشاعر التونسي الفذ-د-طاهر مشي-راجيا-من الله-أن لا ينال منا التعب:
حيث ثغرك الَمبتسم
""""""""""""""""""""
هذا المرفأ منفى
لأحلامي
فكلما زارني طيفك
يغمرني السّكون
جميلة ابتسامتك !!!
أتوه في تقاسيمها
فتجرني المتاهات
ورِقّة البوح تسحبني
لكي أغوص مبتسما
تهادنني الغيوم
أعانق بريق الكواكب والنجوم
وأجتر ذكرى
صافحتني ذات لقاء وشتتت بعضي
وذلك الشفق يتقلص الهوينا
يراود أشلائي المبعثرة
تهت طويلا
والمسافات تقصف نبضي
كأنني الآن ولدت
على همس المساء
وسحر الغروب
وزفرات أنفاسي المتقطعة
تغزو الحلم
قفر هو ذلك الليل
وأوجاعي تقاسمني بريق القمر
أراك
والموج يجرفني إلى ما لا عودة
حيث المنفى
حيث ثغرك الَمبتسم
(د-طاهر مشي)
حين يعود بنا الشاعر د-طاهر مشي الى نقطة البداية وكـأننا قد عدنا من ترحالنا لنستريح بعد رحلة هيام أخذنا لها،ذلك ما أراد أن يقول لنا شاعرنا بأن ما جسد من معان ووصف لتلك الحبيبة هو معنى الوفاء الذي لم يكتمل ولم يقف عند حد معين،لأن ذلك امتداد للروح والنبض الذي يغلي بداخل الروح.
إن المرأة التي يتحدث عنها شاعرنا ( أراك والموج يجرفني إلى ما لا عودة ..) احتمال أن تكون رمزا..محتملا أن تكون هي الأرض، الوطن،وربما تكون غيمة عابرة في سمائه ومن بعدها تأتي تلك الشمس لتضيء ذلك الكون بأكمله، رغم ذلك يبقى التساؤل بيننا في حيرة وتفسير ما نريد الوصول إليه.
ما أريد أن أقول..؟
أردت القول أن التجربة الشعرية عند شاعرنا القدير«د-طاهر مشي» تجربة رائعة في تكوينها الشعري والنظمي ودليل على نظم تلك الأبيات في هذه التجربة الشعرية وفي تجاربه التي يكتبها في واقع اسلوبه ودراسته للظواهر اللغوية والمعاني البلاغية المختلفة في مستوياتها التي تهدف إلى واقع تلك العلاقة التي يعيشها الشاعر،عندما نتمعن في تلك المفردات نعود الى تلك المعاني أيضا في تركيبتها وإنشاءاتها لنعرف من خلالها صلة ذلك الشعور الذي يعيشه شاعرنا «د-طاهر مشي».
ونص الشاعر كان مفعَما بالأحاسيس الجميلة والمشاعر الفيّاضة،حيث قرأنا بعضا مما انداح به قلمه..مقدرين للشاعر بلاغته وحسن إبداعه..
ويبقى النص فاتحة أخرى للشعر الجميل.
قبعتي..يا شاعرنا الفذ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي