الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط المرحلة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تنتهي تلك المرحلة العربية المشبعة بالفكر القومي ، المشبعة التغني بالأمجاد الزائفة ، وبخلط الحقيقة بالخرافة سوف يسقط جميع نجومها ، وليس الحكّام فقط ، لكن المسألة طويلة ، و طويلة أكثر مما نتوقع، وبخاصة في سورية " الأسد، العروبة، النضال ضد إسرائيل، القضية، ومحاربة الإرهاب" وكأن حثالة الكرة الأرضية أدركت هذا فهرولت للمشاركة .
هل يعفينا هذا " نحن السوريين من المسؤولية؟" بالطبع يعفينا ، لم يقل أحد أنّنا سوريين حتى ننطلق للتغيير الذي لن يتم بوجود العائمين فوق الحقيقة ، لا نعرف إن كانت أغلبية الشعب السّوري الصّامتة سوف تخرج عن صمتها ، و إذا خرجت ماذا سوف يصيبها. لم يعد هناك أغلبية سورية في سورية الأغلبية أصبحت خارج سورية، وبعضها في مخيمات تذّل البشر .
التّاريخ يتغيّر ببطء، وعندما يتغيّر تسقط المرحلة ، ويسقط معها جميع من حمل راية المرحلة بشكل مباشر ، أو غير مباشر سواء كانوا حكاماً ، أم أساتذة جامعات ، أو كتّاباً أو فنانين ، أو أئمة ، فلكل مرحلة شخوصها ، وشخوص تلك المرحلة المقبلة سوف تغربل فكرنا ، وتضعنا في خانة العبيد لأنّه لم يكن يجبرنا أحد على معتقداتنا، فإن كنّا نخاف من الموت على يد النّظام ،فلماذا نقدّس ما يقدّسه؟
جميع النّخب السياسية، و الثقافية و الدينية كانت في خدمة النّظام، بل حتى العلمية، ومن وصل إلى الشهرة حتى بعد أن غادر سورية كان للنظام فضل عليه.
قد يبدو الخطاب متطرفاً ، لكنّه في الحقيقة هو خطاب صريح من القلب للقلب ، صدقاً سوف تتهاوى قصائد نزار حول الحبّ ، وحماس محمود درويش ، ونضال سميح القاسم ، و الجواهري ، وثورية الرّحابنة ، ونحن هنا أتينا على النجوم، وما تبقى دون النجوم ، قد تقدسه طائفة أو حيّ، لكنه لا يصنف في سماء الأنظمة العربية كنجم مثل نجيب محفوظ و أم كلثوم ، وطه حسين، وحتى هؤلاء لن يسلموا من السقوط.
العالم لافتراضي اليوم أهم من العالم الحقيقي، وعندما ترى نخباً " ثورية" تقدّس معتد جنسي، أو سكيّر ، بحجة أنّه حر ، فإن تلك النخب سوف تسقط مع المرحلة ، ويسقط معها هؤلاء الحنونين من السوريين الذين يبثون سمومهم على الهواء سواء طائفية، أو مناطقية، أو ذكورية، وسوف يكون أسماء الذين انشقوا عن النظام في مراتب عالية تصنيف في السقوط المدوي، فهم كانوا إحدى أدوات التعذيب، أما منظمات حقوق الإنسان ، والجمعيات الخيرية فهي ساقطة حكماً ، وسوف يسقط من يموّلها معها.
هذا السقوط لن يتمّ اليوم، لكنّه سوف يكون سقوطاً مدوياً ، يعمّ كل بلاد العرب ، وسوف نقدّم شهادتنا من القبور، فقد كان بعضنا يقول الحقيقة ، فيختفي من العالم الافتراضي و الحقيقي.
الحقيقة الحالية أنّ أغلبنا مزيفين، ننطلق من أعشاشنا كالدّبابير لنقوّض أية حقيقة تطره ، ونحكم باإعدام على من يشهد على الحقيقة كي تختفي إلى الأبد . سوف تظهر الحقائق مع سقوط المرحلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقصف شحنة أسلحة تابعة لحزب الله على الحدود اللبنانية


.. ممثلة إسرائيل: لن نسمح لحماس بإعادة تجميع قدراتها| #عاجل




.. جولة بلينكن.. جهود أميركية مستمرة من أجل التهدئة| #غرفة_الأخ


.. واشنطن والرياض.. اللمسات الأخيرة لمعاهدة أمنية تشمل التطبيع




.. مجلس الأمن يتبنى -مشروع بايدن- لوقف إطلاق النار في غزة