الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرّ قوتنا .........وسرّ ضعفهم

عيد الدرويش

2006 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تمر الأمة العربية في محنة , ويواجه شعبها الفلسطيني واللبناني والعراقي أعتى صلف من الغطرسة الصهيونية والأمريكية التي استمرت ردحا من الزمن , وتزداد الأمور سوءا يوما بعد يوم , وتدفع الشعوب العربية ثمن ذلك من قوت يومها ومن اقتصادها , وأغلى من ذلك أبناءها بين قتل وتدمير, وأمام تلك الظروف يخيم الصمت العربي المخزي والمريب في أغلبية بلداننا العربية أمام ثلة من الشتات الذين لا ينتمون إلى هذه الأرض والتاريخ ..........استطاعوا أن يبنوا كيانا عنصريا في زمن قياسي , وذات الزمن القياسي الذي وصلت به الحكومات العربية إلى نقطة الحضيض من التشظي والتشرذم والتخاذل والهزيمة ............فما الذي ينتظره العرب بعد هذا كله ............ ألم نكتفي من هذه الدروس والعبر والمجازر التي ترتكب بحق شعبنا العربي الأعزل , وأشكال الدمار والخراب الذي يلحق بحياتنا البشرية , وأمام الظروف الحالكة يصرح أحدهم بأن الظروف ليست مواتية لمثل هذا الفعل من قبل المقاومة اللبنانية , فهل خطط العرب يوما من الأيام لخلق الظروف المواتية لاسترجاع حقوقهم المغتصبة بعد انكسارات وهزائم متلاحقة التي لم يتعظ منها بعض الحكام العرب بعد , وأمام هذه المشاهد من القتل والتدمير لم تهزهم المشاعر الإنسانية لأرض تستباح بمن فيها من شيوخ تقتل , وأطفال تحترق , ونساء تغتصب من أبنا ء جلدتنا , ألم يكن أولئك إما أخ لنا في الدين ,أو نظير لنا في الخلق, لكي لا نكون أكثر تطرفا , أما حاكم عربي آخر يقول عنها أنها مغامرة ألم يكن ذلك استغاثة لأطفال غزة وشعبها الذي يذبح كالشياه , وتدمر بيوت لم نسمع استغاثة عربي , إلا من حزب الله , في حين آخرون من العرب يسمي المقاومة اللبنانية ميلشيات إرهابية , لقد أصبحنا نردد ما يقوله لنا الأعداء , واحتلت جينات ذلك الفعل جينات الشهامة والمروءة العربية التي تحولت إلى تقديم النصح والإرشاد بالإفراج عن الجنود الإسرائيليين الثلاثة متناسين الجيش العرمرم من المعتقلين من شعب لبنان وشعب العراق وشعب فلسطين لدى العدو الصهيوني بمن فيهم الوزراء والنواب الفلسطينيين لهذه الدرجة من التخاذل العربي عندما ينظرون إلى الجندي الإسرائيلي النبيل والوديع والوجه الملائكي , ولا قيمة لهؤلاء العرب , فانبرى البعض منهم لإرجاع الجنديين الإسرائيليين لتهدئه الأوضاع خدمة لأسيادهم لأنهم أصبحوا مهددين بين مطرقة أمريكا وسندان الشعوب العربية وهم حريصون على ما ملكت أيمانهم ,وقيانهم , وغلمانهم , ويزفرون الزفرة الأخيرة في حياة التضامن العربي والعمل العربي المشترك في اجتماعهم الأخير , ويتوسلون ويستجدون الأمم المتحدة بأن تنصفهم , وهذه الأخيرة هي التي كانت سببا لمآسيهم الوطنية والقومية عندما سيطرت عليها أمريكا وحلفائها إنها منظمة الدول الخمس القوية فقط ,ألم يتعظ هؤلاء من هذا الإحباط والوهن والتشرذم , فهم أوهى من جناح بعوضة في ميزان الغرب المتعالي علينا والمسيطر على مقدراتنا , فإلى أي طريق هم سالكون , ويخال لهؤلاء أن الأعداء سيمنحونهم فرصة من أجل استعادة حقوقهم , إن المقاومة في جنوب لبنان أثبتت جدارتها وقوتها التي أصبح العدو يحسب لها ألف حساب , فهي التي أرغمت الصهاينة على الاندحار في مطلع هذا القرن , فهذه بارقة أمل بأن هذا القرن سيكون عربيا شريطة أن يعي العرب مصيرهم , إنها لحظة مناسبة من أجل استعادة أراضيهم , ويصبح العرب سادة العالم , وهم يمتلكون كل أساليب القوة بكل مفرداتها , فلماذا هذا الرضوخ, وبدأ الرهان على قوة حزب الله , وكأن ذلك لا يعنيهم لا من قريب , ولا من بعيد , هؤلاء مخطئون في حساباتهم لأنهم لا يقرأون ما فعلته المقاومة في العراق التي أمرغت وجه أمريكا القبيح الملوث بدماء قتلانا من شباب وشيوخ ونساء في كل بقعة عربية , وهم أيضا لا يفقهون ما تفعله المقاومة في فلسطين التي أصبحت مقاومة شعبية اشترك فيها الشيب والشباب .
ومن يلوم المقاومة اللبنانية , وبأن ذلك مغامرة , فماذا فعلوا هم لشعوبهم أولا , ومن ثم للمقاومة ثانيا , فماذا قدموا أولئك للقضية الفلسطينية سوى الشجب والاستنكار والتنديد كفانا ترهات بأن ذلك شيعي , أو سني , أو مسيحي سموا ذلك ما شئتم ألم يثأر للقومية العربية وهو يقاتل عدو هو عدو السني والشيعي والمسيحي , والشركسي , والماروني , والأرمني الذين يعيشون في ظلال العروبة هذه المقاومة لم تنحرف عن خطها البياني الذي أختطه لها قائدها حسن نصر الله وقدمت قوافل الشهداء من أجل عروبة لبنان , ومنهم فلذة كبده الذي استشهد على بطاح الجنوب اللبناني , كم من الصرخات الإنسانية التي نسمعها في العالم الغربي تضامنا مع الأطفال الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين إننا نجل ونحترم كل إنسان حر يقف إلى جانب قضايانا القومية والوطنية ومن منا لا ينحني لإنسانية (راشيل ) التي جاءت من أقاصي الدنيا وواجهت المجنزرة الاسرائيلية حتى الموت من أجل حرية الشعب الفلسطيني الذي يقتل على يد الاحتلال الصهيوني البغيض , ونحن نتشدق بأن ذلك شيعي , أو سني , أو ماروني ........... لقد قرر هؤلاء بمحض إرادتهم أن يدخلوا مزابل التاريخ, كم من عربي روى بدمه أرض لبنان وسمي شهيدا ولم يُنظر إلى طائفته أو مذهبه وهو لا يدافع عنها لأنها شيعية , أو مارونية , أو سنية أو غير ذلك من التسميات التي يتستر بها أولئك المتخاذلين , إن ما تقوم به المقاومة اللبنانية اليوم هو دفاعا عن لبنان وعن فلسطين وعن العراق وليلقن العدو درسا لن ينساه بان أي عربي حر وشريف يدافع عن أية بقعة من أرض هذا الوطن بدون النظر إلى الأطياف الدينية الموجودة وحتى عن اليهود الذين يعيشون على الأرض العربية إذا كانوا يتطلعون إلى حياة كريمة , إن الأرض العربية التي عاشت عليها كل الأديان وكل الطوائف وغذت الحضارات , وقدمت ثقافة الإخاء الديني والوطني لكل شعوب الأرض قاطبة , وإن مقاومة الظلم والتضحية والعيش بكرامة هي تلك الثقافة المتجذرة في نفوس أبناء العروبة الأباة والمدافعين عن شرفها وكرامتها إن هذه التفرقة , وخلق النعرات الطائفية والحساسية المذهبية ما فعله الاستعمار في تعابيرنا ومصطلحاتنا فيما بين شعوبنا العربية , وبعد ذلك تفرقنا إلى دول وإمارات ,ألم يحضنا ذلك الماضي على نعيد أمجادنا العربية التليدة , ونبدأ بمقاومة من فرقنا وشرذمنا حتى أصبح الواحد منا لا يمت إلى الآخر بأي صلة تذكر , وأعداء فيما بيننا بل أشد من ذلك , أن العرب أقوياء , ولكن لا يعملون بالقوة التي بين أيديهم , والأعداء ضعفاء , ولكنهم أقوياء بضعفنا , فهذا سرُّ قوتهم , وهذا سرُّ ضعفنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا