الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام على المجزرة .. وماذا بعد ؟!!

مهدي سعد

2006 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الرابع من آب 2005 .. تاريخ لن ينساه الشفاعمريون والعرب في هذه البلاد .. في هذا اليوم سقط أربعة من أبناء شفاعمرو بدم بارد على يد مجرم حاقد تربى على كراهية العرب في مدارس البؤر الاستيطانية التي تنشئ أجيالاً من العنصريين والفاشيين .. فكان نتان زادة واحدًا منهم ...

تتزامن الذكرى السنوية الأولى للمجزرة مع حملة اعتقالات قامت بها الشرطة وطالت عددًا من شبابنا وكأن الضحايا يجب أن يعاقبوا مرتين !! .

شفاعمرو قامت يومها موحدة في وجه هذه الهجمة الإرهابية رغم أنف كل من أراد تفتيتنا وتقسيمنا من خلال نشر بعض الأكاذيب التي تثير النعرات الطائفية ، والتي تسعى الجهات المعنية لتوظيفها من أجل زيادة الشرخ القائم بيننا للأسف بسبب التقسيم الطائفي الموجود في المدينة ، والذي تزداد حدته مع الحملات الإنتخابية حيث تترشح القوائم على أساس طائفي ، وهذا الأمر يجب أن نتنبه له ونسعى إلى التقليل منه من خلال إقامة قوائم وطنية علمانية صاهرة للطوائف وليس جامعة لها ، وذلك لا يتم إلا من خلال إزالة الأوهام الطائفية من عقول الناس وبالتالي إنتاج ثقافة مواطنية تقود إلى الحد من الطائفية ، وعندها فعلاً نكون موحدين ومحصنين في وجه هذه الإشاعات الكاذبة .

ربما أكون قد حدت قليلاً عن الموضوع ، لكني أردت التأكيد على هذه النقطة ، لأننا كثيرًا ما نتحدث عن الوحدة والتضامن وما شاكل ، إلا أنني للأسف لا أشعر بهذه الوحدة في البلد ، فالوحدة لا تعني لقاء الطوائف مع بعضها في مسيرات كشفية وغيرها من الأمور الشكلية ، بل تعني إزالة كل الحواجز التي تفرق بين الطوائف ، وهذا لا يتم إلا من خلال تعزيز المؤسسات البلدية وإزالة الحسابات االطائفية في تركيبة هذه المؤسسات .

أنا أعرف أنه هناك حساسيات لكل الطوائف ، خصوصًا وأننا نعيش في مجتمع تقليدي الطائفية عنصر أساسي فيه ، وبالتالي كل طائفة تسعى للحفاظ على حقوقها الخاصة وترفض أي مساس بهذه الإمتيازات ، لكننا من جهة أخرى إذا تربينا على أساس ثقافة المواطنة فعندها ستنتهي هذه الحساسيات وبالتالي لا حاجة لتقاسم الوظائف بين الطوائف .

أعود إلى موضوعنا ..

أربعة شهداء سقطوا يومها على ثرى شفاعمرو الطيب ، وها نحن بعد مرور عام على هذه المجزرة نعيد إحياء ذكرى شهدائنا الأبرار ، فهم جديرون بأن نكرمكهم ونرفع من شأنهم ونعرف الأجيال الطالعة بهم لأنهم قتلوا دون ذنب اقترفوه وفقط لأنهم عرب .

بعد عام على المجزرة ما زالت ظاهرة العنصرية تترسخ في المجتمع الإسرائيلي والعداء للعرب بات عادة يومية ، مما يحتم على الحكومة معالجة الموضوع بالطريقة المناسبة عن طريق منع الحركات المروجة لهذه الأفكار الهدامة من مزاولة نشاطاتها ، لكي لا تتكرر هذه المجزرة مرات أخرى .

قوى اليمين الفاشي في إسرائيل تتصاعد شعبيتها مع مرور الوقت ، ويجب علينا أن نواجهها بصمودنا على هذه الأرض التي هي أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا ولا يستطيع أحد أن يزحزحنا عنها .

من جهة أخرى يجب أن نتعاون مع كل قوى اليسار في الوسط اليهودي التي تؤمن بضرورة السلام والتعايش ، لأنه بتقوية هذه القوى نستطيع الوصول إلى أهدافنا ونصد الهجمة الفاشية على شعبنا .

دينا ، هازار ، ميشيل ونادر .. وداعًا يا أيها الشهداء الأبطال ...

وعاشت شفاعمرو صامدة شامخة في وجه كل الرياح العاتية ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24