الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا أنتم فاعلون أمام هذا الهلوكوست الصهيوني الجديد

سهيل حداد

2006 / 7 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


لا يوجد في المعاجم الإنسانية أية كلمة يمكن أن تكون معبرة عن المشاهد التي بثت إلينا من قرية قانا في الجنوب اللبناني مشاهد تقشعر لها الأبدان ويعصر لها القلب وتنتفض الروح ، ويصعد الغضب إلى الرأس وتسيل الدموع لوحدها من العينين ثم لتتحجر في مآقيها لهذه الجريمة الإنسانية المروعة والبشعة التي ارتكبها مجرمو الحرب والإنسانية في كيان الإرهاب الدولي "إسرائيل" بحق الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ في لبنان الغالي بموافقة أمريكية وبريطانية وغطاء من المتخاذلين والعملاء العرب، وتحت مرأى المجتمع الدولي.
إن هذه المجزرة الجديدة في قانا والتي راح ضحيتها أكثر من 55 شهيد جلهم من الأطفال والبقية من النسوة تمت بتفويض أمريكي لجيش العدوان الصهيوني وبأمر مباشر من رايس التي كانت موجودة في "إسرائيل" في نفس وقت وقوع هذه المجزرة. كل عربي أعطى غطاء لهذا العدوان وكل من وقف ضد قرار وقف إطلاق النار فوراً شريك في هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل خلال عدوانها الأخير الغاشم ضد لبنان. ولن تسامحكم الإنسانية والبشرية والتاريخ على هذا الموقف الخانع والمتخاذل لأنكم لم تعودوا تنتموا لجنس البشر فلم يعد لكم قلب ولا رحمة ولا ضمير. هل كنتم ستقفون متفرجين لو كان أولادكم بين هؤلاء الشهداء الأبرار الأبرياء. وإذا وقفتم كما أنتم خانعين ستصل هذه القذائف إلى قصوركم ومخادع نومكم. إسرائيل والإدارة الأمريكية، عندما ترى أن دوركم الحالي انتهى وفقاً للأجندة التي رسمها صهاينة ومجرمو الحرب في البيت الأبيض وتل أبيب فلن توفركم لانتهاء صلاحيتكم.
هل تعلمون لماذا ترتكب كل هذه المجازر في لبنان إن كنتم تعلمون فهي مصيبة وإن كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظم. وأجيبكم حتى لا تستدعوا محلليكم السياسيين وينفخونا عن العقلانية والمغامرة وأين مصالح الأمة العربية والإسلامية، وجوابي بسيط وبريء كبراءة الأطفال الذي تم ذبحهم وهم نيام، وجوابي سهل كسهولة التمييز بين الإرهاب والإجرام والمقاومة، وجوابي كمنطق كل من يرى ويسمع ويشاهد، فهذا جوابي: ليس لأن المقاومة الصامدة في جنوب لبنان والتي تدافع بشرف وكرامة وعزة عن الحرية والسيادة والاستقلال انتصرت وكبدت جيش العدوان الصهيوني المغتصب الخسائر الفادحة وأنهت أسطورة قوته وغطرسته وهزمته شر هزيمة بهمة أبطالها وإرادتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم. لا ليس من أجل ذلك فقط وإن كان هذا يقض مضاجع إرهابيو هذا الكيان وسيدتهم الولايات المتحدة الأمريكية، بل لأنها تقوم بحرب إبادة وتهجير وتدمير وترويع ضد الشعب اللبناني الصامد، وضد هذه الحاضنة للمقاومة لكي تستلم بلا شروط، ولأنها تريد أن تروع وتبيد وتدمر كل من يمانع ويقف في وجه مشروع سيدتها في واشنطن في شرق أوسط ضعيف مفتت ومتناحر ليسهل عليها الهيمنة عليه وعلى مقدراته. وهذا ما يتم يومياً أمام أعينكم في فلسطين المحتلة، وما حدث ويستمر في العراق. هذا هو جوابي فبين المغامرة والعقلانية وما يجري منذ اغتصاب فلسطين بحقنا كعرب من إبادة واحتلال واجتياح بتنا مع مثل هذه المغامرات. وإن كانت بنظرنا وعقلنا وروحنا مقاومة شريفة وشرعية ضد عدو لا يضمر لنا إلا الكراهية والحقد والموت والدمار.
نسمع تصريحاتكم الورقية واستنكاراتكم وإدانتكم الإعلانية لهذه المجازر والمذابح. لكن ماذا أنتم فاعلون ضد هذا الهلوكوست الجديد ضد الجسد العربي. هل سيكون جوابكم مثل تخاذلكم وخنوعكم لم ندخر جهداً لنكون مع الشعبين اللبناني والفلسطيني. وماذا يفيد هذا الجهد الكلامي السفسطائي. نعرف بأنكم مع الإدارة الأمريكية وأنتم من وفرتم الغطاء لهذه المجازر والدمار الذي أحاق في لبنان وشعب لبنان. مرة واحدة فقط ولوجه التاريخ تكلموا بصدق وخذوا موقف مشرف من القضية العربية تجاه هذا الكيان الإرهابي كما تريد شعوبكم. وانتم أدرى بما يريده الشعب منكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟