الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع السياسي الراهن بالمغرب، إلى أين؟ الجزء 2

بحضاض محمد

2021 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لم يختلف الوضع كثيرا منذ تدويننا للجزء من هذا المقال بعنوان "الوضع السياسي الراهن بالمغرب، إلى أين؟"، إذ لا يزال المشهد السياسي بالمغرب يتفاقم، يوما بعد يوم، إذ يتنبأ له المتابعون بالإنفجار في أي لحظة عندما يصل التراكم إلى نقطة اللارجوع، ويبلغ التناقض أعلى مراحله، تناقض صريح ومعلن في المصالح بين النقيضين، شعب مطحون بكل فئاته، ونظام قائم كانت ولادته نتيجة للمعاهدات الخيانية..

هذه المعاهدات التي اتخذت طابع صفقات خيانية أجهضت حلم جماهير الشعب التواقة إلى التحرر الشامل وفظ التبعية المجحفة للإمبريالية، التي لم يتردد النظام في الإرتماء في أحضانها ضمانا لبقائه مقدما لأسياده عهد الخدمة والعمالة، في مقابل سحق الشعب المقهور والعبث بمصيره..

وفي وقت تعالت فيه أصوات الشعب بكل فئاته، مطالبا بأبسط الحقوق، وأهون المطالب، غظ النظام الطرف عن صوت الشعب، ولجأ إلى استعمال لغة القمع والترهيب، للجم كل من طالب بتنزيل ما يقره دستوره الممنوح ويعتبره حقوقا مقدسة لا تمس، فتفنن وأجهزته في التنكيل بالشعب واستحماره والدوس عليه كلما سنحت له الفرصة في ذلك، وما أكثر تلك الفرص في مرحلتنا الراهنة، التي وإن جاز الوصف، تعتبر مرحلة نضوج التناقضات واقتراب الإنفجار الذي طال انتظاره..

وبعدما جهر النظام العميل، بتطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني، بعدما أسرها طيلة عقود، وهو الذي قدم له خدمات كثيرة كان يدين بها له، قرار التطبيع هذا، ارتبط بصفقة أخرى أكثر خزيا، مقايضة اعتراف الشيطان الأكبر "و م أ" بسيادة المغرب على الصحراء، وهو أمر يثير الضحك بحق، فكيف لمن يدعي أحقية سيادته على الصحراء أن ينتظر من أحد الاعتراف له بها؟ وحتى مقترح الحكم الذاتي نفسه، الذي سبق لإسبانيا عرضه على جبهة البوليساريو وقابلته بالرفض الأكيد، ما هو إلا تعبير من النظام عن انبطاحه وفشل ديبلوماسيته التي لطالما تبجح بها..

رجوعا لانتكاسات النظام الداخلية، وهمجيته في التعاطي مع صوت الشعب المطالب فقط بما يكفله دستوره، من حق في الشغل والتعليم والتطبيب المجانيين، وتحسين ظروف المعيشة والرفع من الأجور والتعويض عن البطالة وفقدان الشغل وغيرها.. لكن نظاما جاءت ولادته عن طريق الخيانة لا ينتظر منه سوى أن يكون كما يكون اللقطاء..

وبالتماشي مع طبائعه الاستبدادية والقمعية، تفنن النظام في التعاطي مع احتجاجات الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بقمع ورفس وبلطجة، ومع مطالب الطلبة بالتعليم الحضوري وفتح الأحياء الجامعية وصرف المنح، بتماطل معتمدا سياسة الهروب إلى الأمام، ومع نضالات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بغض الطرف والتجاهل،  مما دفع الفئات المذكورة لتصعيد احتجاجتها ونهج أساليب متنوعة متحدية بطش النظام..

فما انزالات الأساتذة بجموعها الغفيرة التي رفعت شعار نكون أولا نكون، مطالبة بالإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية، بارتباط هذا المطلب مع مطلب الدفاع عن مجانية التعليم أو ما تبقى من تلك المجانية، وكذا تحصيين المدرسة العمومية من كل محاولات النظام تفويتها للقطاع الخاص بإملاءات أجنبية طبعا، وما مطالب الجماهير الطلابية التي ترتبط هي الأخرى بممانعة سياسات النظام في حقل التعليم العالي، وما احتجاجات جمعية المعطلين المطالبين بحقهم المشروع في الشغل، إلا تجل واضح عن نمو الحركات الاحتجاجية بالمغرب الراهن نتيجة لتعنت النظام في الإصغاء لمطالب الشعب والتغطرس عليه في المقابل..

تنوعت نضالات الفئات المذكورة، كل حسب شروطه، فالأساتذة قرروا النزول إلى الشارع من أجل إيصال صوتهم المكافح رافعين شعارات تنم في كثير من الأحيان عن فهم صحيح لطاحونة الصراع التي تدور رحاها بين من يملك ومن لا يملك، أما الطلبة كعادتهم مبدعين في أشكالهم النضالية، ويتقنون موازاتها، فكان الاعتصام ببهو الكليات ونصب الخيام بها مقترحهم، أنا جمعية المعطلين، ونظرا لكونهم خريجي الجامعات وإطارها العتيد، فلم يحتاجوا للتخطيط الكبير من أجل التعبير عن رفضهم لسياسات النظام الإقصائية فلجؤوا لتكتيك الإضراب المفتوح عن الطعام مرفوقا بالاعتصام داخل الجماعات الترابية..

لكن النظام اللقيط كعادته في التعاطي مع صوت الشعب، دائما يجيش حثالته من صحفيين استرزاقيين، ومثقفين خونة، وأجهزة قمع متوحشة، وكل من يدور في فلكه، للإنقضاض على الشعب وتحميله مسؤولية فشل سياسات النظام اللاشعبية، فتجد العديد من الأبواق الصدئة تسعى جاهدة لتشويه هذه النضالات، تماما كما فعلت مع العديد من الصحفيين النزهاء، بتلفيق تهم واهية لهم، وتقديمهم لمحاكمات صورية، في تعبير عن طبيعة النظام اللاديمقراطية..

ولكونه فاقدا الاستقلالية وغارقا في التبعية، فإن النظام ليس مستعدا للتنازل عن مخططاته الطبقية، في كل المجالات، وذلك إرضاء لأسياده الصهيو إمبرياليين، ضامني بقاءه - إلى حين، فصوت الشعب أكيد أنه سيتعاظم، وبنضوج التناقضات، فالشعب سيقول كلمته النهائية في الصراع طويل الأمد بين النقيضين، وما هو أكيد إلا انتصار الشعب القوي بإيمانه المطلق في النصر..

-يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات