الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانا 2 عار ..الأنسانية

شاكر الناصري

2006 / 8 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


في الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل تصعيد شدة توحشها وبربريتها وهمجيتها السافرة فأنها قدمت للعالم الافتراضي المتحضر الذي تنتمي اليه درسا بليغا في الوحشية السافرة المدعومة وبكل قوة من دول عالمها هذا(المتحضر والانساني جدا) بعد ان اقدمت على ارتكاب مجزة قانا الثانية يوم امس واذ تحول الاطفال الصغار والامهات الى وقود سهلة الاحتراق في حرب قذرة ،هكذا وبعد ان تلمس العالم من مجلس أمنه الى امريكا وبريطانيا مدى الوحشية التي تحرق الابرياء في لبنان فأنه اعلن عجزه التام عن الايعاز بوقف الحرب او حتى توجيه اللوم الى طفل الرأسمالية المدلل أسرائيل،الطفل الذي يريدونه ان يكون مصدر اشعاع للديمقراطية والتحضر وحقوق الانسان في المنطقة والشرق الاوسط، لا بل أنهم على أستعداد تام لتبني كل ما يقول من ان حزب الله كان يطلق صواريخه ضد أسرائيل من منطقة قانا.
أن أسرائيل وبأرتكابها لمجزة قانا يوم أمس تكون قد بينت وبشكل واضح وجلي ان حربها بعيدة عن كل ماله علاقة بأدعائاتها حول حزب الله ،بل انها تريد ان تقول لكل دول المنطقة او لكل من يريد ان يكون في الطرف الاخر من معادلة التوازنات العسكرية والاستراتيجية انها قادرة على ارتكاب أبشع الجرائم من اجل اثبات تفوقها العسكرية وقدرتها الفائقة على التدمير والقتل و دفع المنطقة والعالم قاطبة للوقوف امام مخاطر وأزمات جدية وبامكانها ان تخلط كل الاوراق والترتيبات والاتفاقيات والمساعي من اجل احلال السلام وابعاد شبح الحرب.كل هذا ليس لانها اسرائيل ،بل لان من يقف وراءها أمريكا وبريطانيا تحديدا (بعد ان تمكنتا من تعطيل أي قرار لمجلس الامن يوقف الحرب) وبكل الثقل الذي يملكان في التاثير على دول العالم وخصوصا الدول الكبرى او ذات المصالح السياسية والستراتيجية في المنطقة والعالم أيضا ودفعها للاخذ بوجهات النظر الاسرائيلية والوقوف بصفها وتعطيل كل القرارت التي من شأنها ان تحمل أسرائيل ولو جزء بسيط من كل هذه الجرائم التي ترتكب في لبنان.لا بل ان هذه الدول قد اجلت الحديث عن وقف للحرب المدمرة بانتظار ان تحقق اسرائيل جزء من مهماتها المرتجاة ،فهاهي كونداليزا رايس تتحدث عن (احتمال وقف الحرب هذا الاسبوع ) إإإإإإ وكأنها بأنتظار ان تحيل القنابل الثقيلة، زنة الواحدة خمسة أطنان ، حزب الله وصواريخه الى ذكرى في لعبة السياسة القذرة التي تمارسها أمريكا وعالمها او ان تكون قادرة أرغام أيران وسوريا على التوقف وعدم ممارسة دورهما القذر في هذه الحرب ،او ان تكون قادرة على رسم معادلات سياسية جديدة للمنطقة تتناغم وشرقها الجديد والمرتجى ان يكون شرق خال من الارهاب او من الحروب وقادة التيارات الاسلامية المتطرفة او من وجود دول دكتاتورية او قادرة على توليد الارهاب او تعطيل مشاريع أمريكا.
رغم كل الوحشية والاجرام الذي حملته مجزة قانا الا انها لن تكون الاخيرة في لبنان او في الحرب المفروضة عليه،بل ان احتمالات وقف تواصل هذه الجريمة(الحرب) التي تحدثت عنها كوندليزا رايس ربما يخبأ للبنان مجزة أخرى او عدة مجازر لن تتردد اسرائيل عن ارتكابها مادامت تحظى بل كل هذا الغطاء والدعم المطلق من لدن عالم التوحش الراسمالي.
مجزة قانا او حرب لبنان الاخيرة هي جرائم عار في جبين الانسانية قاطبة،الانسانية التي تقاد من قبل العالم الراسمالي وتفضح كل أدعاءاته حول الانسانية وكرامة الانسان والعالم الامن.فما الانسان وامنه وسلامته في اعراف هذا العالم سوى اداة لتبرير كل الجرائم المرتكبة بحقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار