الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الكراسي بين الصغار والكبار !! . مهداة الى اعضاء البرلمان العراقي الأفاضل

خليل الجنابي

2006 / 8 / 1
كتابات ساخرة


منذ كنا صغاراََ كنا نعشق ( لعبة الكراسي) , فكانت بالنسبة لنا رياضه وتسليه , وكان كل منا ينافس الآخر للفوز بالكرسي ليجلس عليه قبل صاحبه ... وفي كل دوره
من اللعبه يخرج احد نا , وهكذا تتابعاَ حتى يبقى إثنان يتنافسان على كرسي واحد , نعم كرسي خشبي واحد !! ... وترى الذين خرجوا قبل ذلك سعوا جاهدين وبذلوا مابوسعهم من الحركه السريعه والتدافع , مما ادى في كثير من الأحيان الى سقوط البعض على الأرض واصابتهم برضوض وكدمات في اماكن مختلفه من اجسامهم , واتذكر مرات عديده سقوط احدنا مغشياَ عليه , وآخر شقت شفته , والثالث كسرت اسنانه الأماميه .. والحكم في هذه المباريات هو معلم الرياضه الذي كان بدوره يُعلم التلاميذ اُصول اللعبه !! .ان الفوز النهائي لآحدنا على الكرسي الأخير يجعله يتباهى بين اقرانه يجعله حديث الأسبوع , الى ان يأتي متسابق آخر في الأسبوع التالي ليطيح به ... وبروح رياضيه يتنحى الأول عن كرسيه الذي مهما طال الزمن يأته آخر اكثر منه حنكه ومقدره على المراوغه والسرعه والقفز !! , هذا بالنسبة للصغار !! , فكانت سلسه وسهله الى حد ما .. يأتي الفائز ويذهب دون عناء , ولكن المصيبه والطامة الكبرى في ( لعبة الكرا سي عند الكبار !! ) ,انها مصيبه بحق وحقيق ... فحين يظفر احدهم بالكرسي واينما كان موقعه ,في الدائره , في المؤسسه الحكوميه , في المدرسه او الكليه , في الوزارة او على رأس السلطه , يعمل جاهداً وما بوسعه على الأحتفاظ به اكثر فتره ممكنه , ويورثه بعد عُمر طويل لأبنائه وأخوته واحفاده واقاربه , ومن اجل هذا دآب على تثبيت اواصر اقدامه واضعاً فيه مسامير ذو ( التسع انجات ) في كل زاويه من زواياه علها تحميه من السقوط والأنهيار !! . انها هاله كبرى لايراها غيره تحيط ( بالكرسي الخشبي ! ) , ويراها الفائز به اغلى من التاج المرصع ( بالياقوت والزمرد !! ) , يضعه فوق رأ سه حتى في منامه !! , وينظر الى نفسه في مرآيا عاكسه , والى صورته التي ازدادت لمعاناً , ويراقب ويتحسس حواليه عله يجد من ينظر اليه بحسد من قريب او بعيد , ليقطف رأ سه ويدحرجه مع الآخرين الذين سبقوه !! . ان ( لعبة الكرا سي ) عند الكبار خطيرة جداً !! , وخطورتها ليست على القائمين بها فحسب ,بل تتعداهم الى الرعيه المغلوبه من ابناء شعبهم والشعوب الأخرى . فمن اجل هذا الكرسي قُتل الملايين وشرد ملايين اًخرى , وإمتلآت الأنهار والوديان والسهول والجبال بالدماء الزكيه والدموع , وتعرى الملايين من البشر , وجاع وشرد الأطفال والنساء والشيوخ , وثكلت الأمهات بفلذات اكبادهن , وأكلت وأعاقت الحروب الآخرين , وجردتهم حتى من ( ورقة التوت ) , حفاة عراة , ومسلوبي الأراده !! . ان التأريخ القريب والبعيد يخبرنا عن نماذج تهالكت على ( الكراسي الخشبيه!! ) , وشربت من الدماء حتى الثماله بغية الأحتفاظ بها أبد الآبدين !! , لكن رياح التغيير كانت اقوى منهم , فتهاووا الى اسفل السالفين . فمتى يعي ساستنا الكرام ( لعبة الكراسي ) , ومتى ينتهي معها شد الحبال والأعصاب والتلاعب بمقدرات الناخبين !؟ . ان الشعب العراقي بعربه واكراده وتركمانه واقلياته القوميه الأخرى , وبكل اديانه ومذاهبه من مسلمين ومسيحيين وصابئه ويزيديين وغيرهم , هم وراء مجيئكم الى هذه الكراسي الخشبيه , التي ما ان قفزتم عليها حتى رحتم تستغلونها ابشع استغلال , والشعب المغلوب على امره يذبح ويقتل على الهويه , ويهجر ابناؤه في طول البلاد وعرضها وكذلك خارج الحدود , ولا احد يسلم على عرضه وماله وبيته , وانتم تتخاصمون على مرآى ومسمع من العالم ومن قوات الأحتلال !! .ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير