الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطأ المقصود

تقي الوزان

2006 / 8 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


يجمع أغلب المراقبين السياسيين على توجه المشروعين الرئيسيين , النووي الايراني , والمعارض الغربي بقيادة الأمريكان , للتصادم بشكل أسرع . ولاشك ان الحرب الأسرائيلية على لبنان أحد مفاصل هذا الصراع . وقد صرحت الأدارة الأمريكية على لسان وزيرة خارجيتها رايس " بأن الحرب في لبنان بداية ولادة الشرق أوسط الجديد ." وتبعها بوش بحديثه الأذاعي الأسبوعي يوم السبت 060729 بالقول " ان لبنان أحدث نقطة ساخنة في صراع اوسع في انحاء المنطقة بين الحرية والأرهاب . . هذه المرحلة من الصراع في الشرق الأوسط مؤلمة ومأساوية . لكنها ايضا فرصة لتغيير اوسع نطاقا في المنطقة ."
الأحزاب الشيعية العراقية ستكون احدى وسائل الصراع الرئيسية بين ايران والأمريكان الذين يمتلكون السلطة الحقيقية في العراق . ولكي لا تتكرر تجربة " حزب الله " القاسية , وما جرته على لبنان من دمار ودماء , يستوجب اجراء مقارنة ولو بسيطة بين وضعية " حزب الله " ووضعية الأحزاب الشيعية العراقية .
* لبنان دولة مستقلة , والقرار اللبناني بيد ابناء لبنان . العراق تحت سلطات الأحتلال , وبتفويض دولي , وقراره ليس بيد ابنائه بشكل كامل .
* الشيعة اللبنانيون متوحدون تحت راية " حزب الله " وحركة " أمل " . في العراق الصراعات بين الأحزاب الشيعية وصلت الى حد المذابح الدموية , كما حصل في النجف والبصرة على سبيل المثال .
* التوحد المذهبي في لبنان أكبر بكثير من توزع مقلدي المرجعيات الشيعية في العراق .
* وجود شخصية " كرازماتية " وحدت أغلب جهود الطائفة الشيعية "السيد حسن نصر الله " . بعكس العراق الذي تمزقه رغبات البحث عن المصالح الشخصية للزعامات السياسية .
* أمكانيات " حزب الله" العسكرية , وخبرته التنظيمية , ومؤسساته الخدمية , التي قدمت الكثير من الخدمات الأجتماعية والمعيشية لأبناء الطائفة في لبنان . بعكس العراق الذي لم تكسب جماهيره من مليشيات الأحزاب الشيعية سوى التسلط , والتدخل في كل امور الحياة الشخصية للمواطنين . والأنجرار وراء ردود الفعل على جرائم عصابات البعث والسنة التكفيريين .
* " حزب الله " يمتلك ورقة تحرير الجنوب وطرد العدو الصهيوني . كأمتياز مارس أفضليته على باقي اطراف الحركة الوطنية اللبنانية , وهذا لايوجد لأي فريق سياسي عراقي .
* المجتمع اللبناني , والدولة , والتقاليد البرلمانية العريقة , واعادة بناء لبنان , مقومات أكثر أرتكازية من الوضع في العراق , الذي يبدو على حافة الحرب الأهلية . وهذه المقومات منحت اللبنانيين حصانة كبيرة حالت دون الأنزلاق الى تفجير الوضع اللبناني , رغم دموية وبشاعة العدوان الأسرائيلي .
* سيطرة "حزب الله" على وحدة قرار المقاومة يأتي من كونه حزباً . بعكس العراق , فأن القرار الشيعي بيد قائمة "الإئتلاف" وهي عدة أحزاب متصارعة فيما بينها على النفوذ وائتلفت تحت عباءة آية الله العظمى السيد علي السيستاني , ومظلة الحكومة الإيرانية . وهذه ليست أكثر تماسك من وحدة قرار الحزب الواحد .
كل مصادر القوة هذه لم تساعد "حزب الله " لتحقيق الأجندة الإيرانية من خلال اختطاف الجنديين الأسرائيليين . والذي كان متوقعاً منها تغيير اولويات الواقع السياسي في المنطقة . وأشغال صاحب القرار السياسي العالمي – ولو مؤقتاً – عن المشروع النووي الايراني .
رغم كل السلبيات والأعمال غير المشروعة التي خلخلت الثقة بين بعض الأحزاب الشيعية وبين قطاعات واسعة من ابناء الشعب العراقي , فقد انجزت الأنتخابات الأولى , والدستور , وأقيمت الأنتخابات الثانية , وأنجز تشكيل الحكومة الدائمة , وكلها جاءت في صالح الأحزاب الطائفية الشيعية . الا ان عدم وجود القيادات السياسية الحكيمة والمتوحدة , حال دون استنفاذ حدود الممكن من هذا الصالح وأستمرت تتعثر بالأنانيات والمصالح الشخصية لزعاماتها , والركض وراء الكسب غير المشروع . وفقدان المشروع السياسي العراقي لدى أغلبية فصائلها . وتوزع قواها على منافذ خدمة المشروع الإيراني .
وفي حالة تكرار تجربة " حزب الله " الدموية التي خدمت اجندة غير الأجندة الوطنية , سيكون الخطأ المقصود, والذي سيذبح الأمل الضئيل المتبقي بعدم قيام الحرب الأهلية , والتي سيشعلها الأمريكان أنفسهم . وعسى ان لايحدث هذا الأسوء , وينهض العراق مرة أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة