الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان تدرَس الرواية في جامعة بغداد

لقاء موسى الساعدي

2021 / 4 / 10
الادب والفن


قبل أن يدب الياس في النفس، ونتنازل مجبرين تحت ضغط واقع لايقبل إلا أن يفتح عينه على الرداءة ويغمضها على منطق إيثار السلامة واليأس من التغيير. كان لي رغبة أن أضيف لمنهج تدريس الأدب الحديث ما يضيف الحيوية على الدرس ويوسع مدارك الطالبات اللواتي اعتدن أن يكتفين بالمحاضرات الجاهزة، يعدها الأساتذة وتحفظها الطالبات في أحسن الاحوال، حاولت أن أضيف قراءة رواية تكتب فيها الطالبات تقريرا تسلمه آخر العام الدراسي مع مناقشة لمحتويات الرواية تمتد على طول العام الدراسي حتى تكون أغلب الطالبات قد اكملن قراءة الرواية، وهو ليس بالنهج الغريب لأن الدراسة الاعدادية في العالم وفي دول عربية مجاورة، تفرض على طلابها أن يدرسوا كتبا خارج المنهج فكيف في الدراسة الجامعية!! لكنه لم يكن سائدا في جامعتنا بل إن قلة من الطلاب الجامعيين كانوا يقرؤون خارج المنهج المحدد، لذا فقد كان اعتماد هذا الاسلوب يبدو غريبا عليهن إلى حد ما. ومن الطريف أن أذكر تعليق إحدى الطالبات وقد طلبت منهم أن يدرسوا رواية (غايب) لبتول الخضيري، ولتخفيف الأمر عليهم قلت: هي كبيرة قليلا أليس كذلك؟ فقالت إحدى الطالبات: (دكتورة هذه الرواية دبة حرام عليج). كان مزاحها لطيفا واعتراضها معقولا قياسا بالرعب الذي استولى علي في سنة دراسية أخرى طلبت من الطالبات اد يدرسوا فيها رواية (ظل الأفعى) ليوسف زيدان، والرواية ثقافية تقدم معلومات تاريخية ودينية تناقش الموروثات القديمة التي تضع المرأة في موضع الإنسان الادنى؛ لكني نسيت أن في جزئها الأول هناك مشاهد جنسية وايحاءات جسدية تصف انحسار فكر زوج البطلة بهذا البعد من حضور زوجته، وهذا لأني قرأت الرواية من مدة تجاوزت السنتين وظل في ذهني الجزء الثقافي من الرواية... حتى نبهتني احدى الزميلات أن هذه الرواية قد تجلب لك المشاكل اذا اشتكت الطالبات. ولا يخفى عن اي قارئ ومتتبع للرواية العالمية والعربية ان هذه المشاهد تمثل جزء من مشهد الرواية العام فالرواية تحاكي الحياة والجسد ونزواته احد الجوانب التي تضيؤها الرواية القائمة اساسا على كشف المستور وتحليل الحياة الباطنية. كما ان القران الكريم نفسه لم يخلو من اشارات للحياة الجسدية وتنظيمها. ذهبت لقاعة الدرس وفي نيتي سحب الرواية وإلغاء دراستها لكني فوجئت بأن الطالبات قد كتبن على اللوح (من انث المؤنث قد ذكر المذكر) وهي عبارة من الرواية أردن أن يقلن لي من خلالها أنهن قد استوعبن الدرس واكملن قراءة الرواية. هنا خجلت من جبني وسكت، ودعوت الله أن يمر العام الدراسي دون مشاكل وقد حدث بحمد الله ومنته.
لكن مانجوت انا منه لم ينجو منه زميل آخر طلب من الطلاب قراءة رواية (العطر) لباتريك زوسكند أذ اوصلته شكوى الطلاب إلى مجلس تحقيق لم ينته إلا بشق الأنفس.
والسؤال هنا.. كيف يستمر الحال وكيف نستطيع أن نكمل مسيرة حياتنا ونحن نحاسب على مالم نرتكب!!! فإن كانت المشاهد الجنسية جزء من أحداث الروايات وجزء من بنيتها، لماذا يحسب على التدريسي انه ينشر الرذيلة حين يدرسها في الجامعة نفسها التي منحته الدكتوراه في ذات التخصص وهو الرواية العربية أو العالمية؟.والى متى يبقى يتحكم بحياتنا من يرى ان الاثارة الجنسية حاضرة في كل شيئ حتى في نص القران الكريم لذلك فقد فرضوا ان لاتقرأ البنات سورة يوسف وتقتصر على سورة النور.. وإلى متى يتحكم بمصائرنا الذوق الشخصي مع غياب الحدود الواضحة بين الصواب والخطا، والسعي الحثيث للتجهيل في جامعاتنا...!!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري