الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانا ..النصر مرّ من هنا.

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2006 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ليس ترفا القول إن دماء الشهداء اللبنانيين في قانا وغيرها من البلدات اللبنانية هي من يصنع النصر، للشعب اللبناني الذي يناضل بكل طوائفه، ومكوناته خلف حزب الله والمقاومة الشجاعة ليهزم الآلة العسكرية الاسرائيلية المدعومة من الغرب كله.

فالكيان الاسرائيلي قام وتأسس غصبا، على دماء الآخرين، في كفر قاسم ودير ياسين، وباقي المجازر التي ميزت هذا الكيان الدموي ..غير الشرعي، ولهذا فهو يُهزم عندما يعود الى مجازره.



وإذا كانت الحكومات التي تعاقبت على حكم فلسطين المحتلة،ميز كلا منها مجزرة بعينها كان بحجم كأساة شعب تشرد من بقي منه حيا، ليموت في مجازر أخرى ..في صبرا وشاتيلا، ومنهم من ينتظر،ٍفان إيهود أولمرت الخائف جدا من جردة حساب نتائج مغامرته في لبنان، التي دُفع لها بضغط أمريكي مباشر، حرص على أن يرتكب مجزرته في قانا،ليؤكد لمجتمعه الهجين الذي بدأ بطرح عليه الأسئلة عن جدوى هذه المغامرة الخاسرة،أنه على خطى ..من سبقوه.



لن أحتاج للاستناد الى كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي قال إن هذه الحرب العدوانية المجنونة لم تُحقق أي إنجاز عسكري سوى تدمير البنى التحتية وقتل الأبرياء ...من الهواء، وهي طريقة الجبناء المذعورين من المجبهة الميدانية في الأرض،لأن كبار جنرالات العدو، ومسؤولي استخباراته،والمعلقين العسكريين في إعلامه ، أقروا، حتى قبل تصريحات نصر الله التي يُصدقها الاسرائيليون، بواقع الحال المؤلم ماأدى الى إصابة رئيس أركان العدو..بانهيار عصبي نقل على إثرها الى المستشفى.

إن لجوء العدو الى ضرب المدنيين بهذه البشاعة في قانا، يعكس أنه فقد السيطرة على الامور، مادام زمام المبادرة بيد حزب الله ومقاتليه الشجعان.وإن مجزرة قانا ..جاءت بعد ساعات من اعلان رسمي للعدو أنه ينسحب من بنت جبيل ومارون الراس تحت ضربات رجال الله الأبطال، وهم يجرّون معهم أذيال هزيمة كبرى بحجم انتصار حزب الله،مايعني أنّ أولمرت يسير على حافة الهزيمة ...بإذن الله .

ويشهد الله أنني كنتُ أتوقع هكذا مجزرة ضحاياها من المدنيين والأطفال بشكل خاص بحجم قانا،وأنا أشاهد لقطات بثها تلفزيون العدو عن الانسحاب – الهزيمة التي عبر عنها جنرالات العدو ...بالتكتيك.

نعم..كنتُ أتوقع أن يلجأ العدو الجبان الى ارتكاب هكذا مجزرة، ليعوض فيها خسارته على الأرض مع رجال الله.

فهذه صحيفة هآرتس تعترف بواقع الهزيمة يوم الأحد الذي أُرتكبت فيه مجزرة قانا .. وكتب شموئيل روزنر تحت عنوان :"بوش يٌريدٌ نصرا ..." قائلا "جرت بين اسرائيل وواشنطن هذا الاسبوع أحاديث تلفونية بصيغ مختلفة من اجل التهدئة، والتي تتشابه في محتواها.وأن واشنطن اعترفت لاسرائيل أن " حزب الله هو منظمة عنيدة، ليس من السهل هزيمته". وأن دبلوماسيين اسرائيليين شرحوا عدم مصداقية هذا الفهم بأن "اسرائيل تحتاج الى 80 في المائة من النجاح لتنتصر على حزب الله بينما حزب الله يحتاج الى 20 في المائة فقط. وان كل ما يحتاجه هذا التنظيم هو فقط ما يمكنه من دفع واخراج رأسه من الماء". تستمر الصحيفة " لقد أصغى الامريكيون وهمسوا "هذا صحيح". وأجاب أحدهم "ولكن ذلك كنتم تعرفونه قبل أن تخرجوا لهذه المعركة، ويبدو أنكم كنتم تأملون بالنصر".

وكما تقول يديعوت أحرونوت في افتتاحية الأحد بقلم ياعيل غبيرتس "إن قصة الخروج الى الحرب حظيت بثقة كبيرة، ولكننا الآن بحاجة الى قصة مُقنعة تضمن لنا بأن نخرج منها، ايضا، بنفس الثقة".

ومن هنا أشارت هآرتس في مقال بقلم جدعون ليفي تحت عنوان "أيام الظلام الى أن " المزيد من خسائر واخفاقات الجيش الاسرائيلي"....كشق بشكل أكثر وضوحا الى " فقدان النزعة الانسانية والعقلانية" و...ما قالت عنه الصحيفة إن "الشوفينية ونزعة الانتقام يرفعان عقيرتهما.وإن كانت شخصيات هذيانية مثل حاخام صفد الرئيس شموئيل الياهو فقط هي التي نادت "بازالة كل قرية تطلق منها النار على اسرائيل" فقد اصبح ذلك الان شعارا ينادي به كل ضابط كبير في الجيش".



ولهذا جاءت ....قانا ...من جديد، والتي عززت في موقف اللبنانيين، وزادت من الالتفاف الشعبي والرسمي حول المقاومة وحزب الله،خصوصا في الاشادة النادرة والأولى التي أطلقها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لمقاتلي حزب الله ولسماحة السيد نصر الله،ودورهما في حفظ الكرامة اللبنانية، منذ بداية الاعتداء الاسرائيلي المدفوع أمريكيا.

وأشير الى أن السنيورة كان وضع - في بداية العدوان- وضع بينه وبين حزب الله وزعيمه مسافة، هاهي تُصبح صفرا ....بعد مجزرة قانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ