الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى جورج دبليو. سي بوش

اسماعيل خليل الحسن

2006 / 8 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


إذا كان النظام الدولي الجديد عمارة تختصر العالم, فإن البيت الأبيض هو قسم المراحيض و العمليات النتنة فيه, هذا ما يفسر النتانة المنبعثة من القرارات السياسية و الفكرية الأيديولوجية الصادرة عن الإدارة الأمريكية. لقد خذلت أمريكا أكثر المنخدعين بالقيم الأمريكية, وبمصلحتها بالتغيير في المنطقة, علما أن جل المفاسد التي تعاني منها المنطقة هي من صنع السياسة الأمريكية, فإسرائيل والأنظمة الفاسدة و متوالية الاستبداد, هي جميعها من ماركة "صنع في أمريكا".
الخاسر الأكبر أيضا هو منظومة القيم الغربية التي كان لها مفعول السحر لدى الشعوب المتطلعة إلى الانعتاق من الغلس القابعة فيه, لتحل محلها دوامة عنف عبثي متولد عن أحط العقد النفسية و التاريخية بحيث تحول العراق إلى مسلخ كبير بعد أن كان سجنا لشعبه, وتحولت فلسطين إلى فوروم روماني يلقى فيه الضحايا للفرجة إلى الوحوش الكاسرة. وهاهم في لبنان يكملون رسم الصورة الوحشية الفظيعة لعالم الى جورج دبليو. سي بوش, متعهد الأعمال القذرة في العالم الجديد.
إن التسفـّل في مستوى السياسة, يستتبعه تسفـّل في مستوى الحرب, في وقت أصبحت الصورة التلفزيونية خبزنا اليومي. حيث الحدث يسبقك ويلاحقك بصورة أسرع من أن تلاحقه, كان ممكنا أن يكون هذا دافعا لخوف المحارب على صورته وسمعته, لكن ما يحدث هو العكس, انه سباق ماراتوني نحو الحضيض.
ليست فضائع أمريكا في أبي غريب و فضائع إسرائيل في غزة و لبنان هي مجرد أخطاء غير محسوبة بل هي نهج له جذور في عقليات متخمة بالحقد التاريخي الدفين. لقد تجاوزت أعمال إسرائيل مسألة اختطاف جنديين, لتصبح عقوبة جماعية لشعب بأسره, انه المستوى الأخلاقي و السياسي الهابط لحروب الأقوياء, إنها همجية عالم ما بعد الحداثة, حيث يقتلك بقلب بارد ثم يعلن أسفه لما حدث مستمرا في متوالية القتل و التنكيل.
أما المستضعفون فإنهم يخسرون كثيرا حين يبتعدون عن المبادئ و القيم الإنسانية, في حروبهم وسياساتهم, و إن النبش في مستنقع الحقد و الانتقام يؤجج لهيب نيران هم بغنى عن إشعالها من حولهم.
لا مفر لشعوبنا من خوض معركتها مع منطق الاستعلاء و التجبر, دون نسيان الجانب الأهم من المعركة, معركة بناء دولة قوية, لكن ديمقراطية و إنسانية تعلي من شأن مواطنيها حتى لا يبقى لحمها رخيصا, ولا يهرق دمها دون أن يدفع المجرمون أثمانا باهظة.
العالم يحترم الشعوب القوية التي تفرض حكوماتها و تحاسبها, لا الحكومات التي تعتقد أنها قوية و هي ليست كذلك طالما أنها تستضعف شعوبها, وترهقها, فقوة الدول من قوة الشعوب, والعكس صحيح فقط في حالة أن تكون الدولة مؤسسة على عقد حقيقي مع شعب حر طليق اليد و اللسان لا شعب خانع منكس.
لقد أحسن" نصر الله" صنيعا حين قرر أن يهدي انتصاره إلى الدولة اللبنانية و إلى اللبنانيين جميعا, و أن مشروع بناء الدولة في لبنان هو المشروع السياسي الذي ينبغي على حزب الله رفعه إلى جانب البندقية, وعليه إقناع النخب اللبنانية من جميع مشاربهم بذلك, فالدولة هي الوعاء الذي يستطيع الحزب تحقيق الإجماع الوطني فيه.
إن المتطلعين إلى عالم الحرية و الإنسانية عليهم مهمة إعادة السياسة إلى منابعها الأصيلة, إلى جيل الحكماء,إلى المفكرين, والى المنتديات و الصالونات الثقافية و الجامعات, وإخراجها من حيث انغمست فيه, من المواخير و المراحيض حيث جورج W.C بوش يقضم الهمبرغر, ويقرر مصير العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح