الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت الامام علي بن أبي طالب (ع) وبيوت من تقلد الحكم في العراق

سالم روضان الموسوي

2021 / 4 / 11
الفساد الإداري والمالي


بيت الإمام علي بن أبي طالب (ع) وبيوت من تقلد الحكم في العراق
في هذا اليوم المواقف 11/4/2021 تشرفت بزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) كما وقفت على داره في الكوفة وهو خليفة المسلمين، وقد جال خاطري في ثنايا البيت وغرفه التي لا تكاد تتسع لساكنيها، ولاحظت تدافع الزوار للتبرك بها، على الرغم من تواضع بنائها وصغر حجمها، إلا أن وجود الأمام علي (ع) فيها أضفى عليها الشرف والرفعة والقداسة، كما تذكرت كلمات الإعلامي المصري (محمود سعد) بعد زيارته إلى بيت الإمام علي (ع) في الكوفة فيقول في وصفه (بيت متواضع في دولة غنية) ثم يسرد مناقب الإمام، وكان مندهشاً من إن رئيس اكبر دولة وكانت من الدول الغنية في حينه، يسكن هذا البيت وله القدرة على أن يشيد قصوراً كبيرة وله في الفضل اكبر من سواه ونسباً عز على غيره الانتساب إليه فهو ابن راهب قريش وجده شيبة الحمد من كرام القوم وأهله من أمناء بيت الله، لكن زهده في الدنيا كان مانعا من السير معها او خلفها، وناصراً ومؤيداً له في قيادة الأمة بالعدل والإنصاف وإحقاق الحق، دولته لم تبنيها جعجة السلاح وإنما بنتها رمزيته لأهل زمانه بزهده وعدله ونزاهته واستقامته، ثم امتد ليكون مثالا يهتدي به واليه أهل الفطنة والاستقامة والإيمان ويبغضه أهل الأهواء والجشع وحب الدنيا، حتى وان اعلنوا انهم من محبيه ومن مواليه لان أعمالهم تنفي عنهم زعمهم وادعائهم، وهذه السجايا العلوية لم تكن صنيعة البشر وإنما من زينة الله التي تزين بها الإمام علي (ع) وتروي لنا كتب الحديث ان الرسول الأكرم (ص) قال في الإمام علي قولاً بارك له زينة الزهد في الدنيا بقوله الشريف (إنّ الله قد زيّنك بزينة لم يُزيّن العباد بزينة أحبّ منها، هي زينة الأبرار عند الله: الزُّهد في الدُّنيا، فجعلك لا ترزأ من الدُّنيا ولا ترزأ الدُّنيا منك شيئاً، ووهبك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً) ومن هذا الحديث الشريف نرى إن قيادة الإمام علي (ع) للأمة وتمسك الأمة به قائداً وزعيماً طالما الزمان قائم، لم يكن بكونه قائداً عسكرياً او زعيماً سياسياً رئيساً لطائفة من القضاة أو الوزراء أو الدهاقنة أو غيرهم، وإنما لأنه كان زاهداً في الدنياً مما جعل الله المساكين من محبيه ويرتضونه إماماً وقائداً ويرضى هو بهم أتباعاً وأشياعا، وبيته الصغير جداً لم يكن هو مسكنه بل قلوب المؤمنين المخلصين والمحبين كانت وما زالت بيته الحقيقي الذي حفظ ارثه وخلد ذكره وسيرته الإيمانية العطرة، وهو الذي تمـثّلت له الدنيا في هيئة جميلة، فقال لها (غرّي غيري)، مما دعا بعض الكتاب يدعون ان الامام علي (ع) كان اول اشتراكي في الاسلام فهو ذو نزعة اشتراكية وانه زعيم اليسار ومؤسه الاول وعلى وفق ما ذكره الكاتب المصري احمد عباس صالح في كتابه الموسوم (اليمين واليسار في الإسلام ـ منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ طبعة بيروت الثانية عام 1973 ـ ص 88 وما يليها)، وفي أيامنا هذه ونحن نطالع وسائل الإعلام نشاهد علامات الثراء الفاحش على من يتولى أمر البلاد في العراق، وبعضهم كان لا يملك شروى نقير قبل أن يتقلد أمور البلاد ويتحكم برقاب العباد، وبعضهم سكن قصور الطغاة ممن سبقهم، الذين أسقطهم طمعهم وظلمهم وحب الدنيا المتجذر فيهم، كما تمسك بعضهم بالقرآن زوراً ونفاقا عندما وضع على جدار بيته (هذا من فضل ربي) ونسى إن الله حذره من الظلم والفساد في مقدرات البلاد والعباد عندما خاطبهم بالآية الكريمة (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال)، وفي زيارتي اليوم للبيت الشريف سألت احد القائمين على خدمته كم من ولاة الأمر في العراق من الموجودين والغابرين زاروا هذا المقام الشريف ،فكانت إجابته بأنها من القلة القليلة، وقال ان خوفهم من أن ينبزهم زائراً أو مواطناً حاضراً ويذكرهم بفسادهم وظلمهم، لكن كما خلد الله مولانا الإمام على (ع) لزهده ونصره على الظالمين والفاسدين فان الله لن ينسى العراق ولن ينسى أهله المظلومين ممن سرقت أموالهم ونهبتهم مقدراتهم على أيدي الفاسدين، وكما عصف الطغاة من قبلهم سوف يعصف بهم بفضل دعوات المخلصين الصادقين وقد يجعل مقتل بعضهم على أيدي بعض لان الفساد سرطان ينخر قلوبهم فيجردها من الرحمة وكما قال احمد شوقي (تَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا ....... مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما)، وفي طريق العودة إلى بغداد وتزامنا مع ذكرى استشهاد آية الله العظمى محمد باقر الصدر(رض) كان للشيخ كانت إحدى محطات الإذاعة التابعة لبعض من يتولى زمام الأمور في البلاد، تبث مرثية تلاها المرحوم الشيخ الدكتور المرحوم الوائلي، فكانت مرثية من كبيرٍ في رثاء شهيدٍ كبير، ومن شواهد مرثيته قولً لشاعر لم يذكر اسمه، كان معبراً عما أنا في دوحة عرضه وعلِقَ في ذهني بيتاً منه يطابق ما نحن فيه وما صار اليه العراق فيقول (فداءُ مَجدِكَ عُصبةٌ مَنهومةٌ .... باعت مقاديرَ البلادِ بمقعدِ)، فكم من عصابات الفساد باعت العراق للحصول على مقعد زائل او يسكن في قصرٍ لغيرهم آيل، وشهدنا قبل أيام زوبعة الموازنة وإقرارها فكان الخلاف بينهم على أشده في الإعلام وبعضهم يخون بعض ويزعم انه هو من يمثل حق الشعب وسواه يسعى لإفقار الشعب وهكذا صدعوا رؤوسنا عبر إعلامهم ، ثم ظهرت الموازنة باتفاقهم ولم يكن لخلافهم المزعوم إلا استعراضات إعلامية كذلك في قانون الانتخابات وغيرها من الأمور المفصلية في الحياة العامة العامة، ووجدت ان الشاعر احمد شوقي قد وصف بعضهم في إحدى قصائده عن حال مصر وولاة أمرها فكأنه يصف ما حصل في زوبعة الموازنة فيقول (و لينا الأَمرَ حِزباً بَعدَ حِزبٍ .... فَلَم نَكُ مُصلِحينَ وَلا كِراما( ثم يوصفهم عندما يغمز بعضهم بعض بألقاب الفساد فيقول (جَعَلنا الحُكمَ تَولِيَةً وَعَزلاً ....وَلَم نَعدُ الجَزاءَ وَالاِنتِقاما) ثم يعيد وصفهم في أسلوبهم في الحكم والإدارة فيقول (وَسُسنا الأَمرَ حينَ خَلا إِلَينا ... بِأَهواءِ النُفوسِ فَما اِستَقاما) لكن عاقبتهم وعاقبة كل ظالم وفاسد ستكون كما قال الشاعر ابن المقري (يا ظالماً جارَ فيمنْ لا نظير له... إلا المهيمن لا تغتر بالمهلِ، غدا تموت ويقضى الله بينكما .... بحكمة الحق لا زيغ ولا مِيلِ)
قاضٍ متقاعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا