الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس آردوغان... وكركباته الديبلوماسية...

غسان صابور

2021 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لدى زيارة السيدة Ursula Von Der Leyen الألمانية الجنسية.. ورئيسة المفوضية الأوروبية.. والسيد Charles Michel البلجيكي الجنسية.. رئيس المجلس الأوروبي الحالي.. يوم الثلاثاء الماضي السابع من شهر نيسان الحالي.. للسيد رجب طيب آردوغان.. للمفاوضة ومراجعة جميع المعاهدات التي تعهد بها تجاه الاتحاد الأوروبي.. وخاصة التي تراجع عنها.. وأهمها انسحابه من توقيعه على القرار الأوروبي بمحاربة العنف ضد المرأة والطفولة.. ومعاهدات أخرى.. نقضها وتخلى عنها.. والمليارات العديدة التي وهبها الاتحاد الأوروبي للسيد آردوغان.. للحد من الهجرات التي تنطلق من تركيا.. باتجاه الاتحاد الأوربي.. ولدى وصول السيدة فونديرلين كان المقعد الرئيسي للسيد ميشيل.. قرب السيد آردوغان.. والسيدة فونديرلين بقيت واقفة بلا مقعد رئيسي... مما اضطرها للجلوس بعيدا.. حوالي ستة أمتار.. على (كنباية) كبيرة تتسع لأربعة أشخاص.. كأنها سكرتيرة.. أو مترجمة... مع صور منشورة بالتلفزيونات والصحف الأوروبية والعالمية... ولكن الاعتراضات (الناعمة.. والناعمة جدا).. من المؤسسات الديبلوماسية الأوروبية... والتي لا تريد إثارة السيد آردوغان... ما عدا حفنة من النواب الأوروبيين الذين لا يتحملون عنجهيات آلسيد آردوغان وعنترياته... حتى من تحدث عن تحديه للعرف الأوروبي.. بمساواة المرأة والرجل.. بجميع الحالات الوجودية والاجتماعية... وخاصة أن منصب السيدة فونديرلين.. أعلى ديبلوماسيا أو يتوازى على الأقل مع منصب السيد ميشيل... ولكن السيد آردوغان لا يتحمل تصريحات هذه السيدة.. التي تبدي بعض الملاحظات (الخفيفة.. والخفيفة جدا) للمليارات التي وهبت للسيد آردوغان طيلة العشرات السنين الماضية... دون أية نتيجة إيجابية بسيطة من تصرفاته الداخلية أو الخارجية.. أو بعض من الاتفاقات العديدة التي وقعت بين السلطات التركية والاتحاد الأوروبي.. والتي كانت سبب هذه الزيارة... ولم تثمر.. سوى هذه العجرفة الديبلوماسية.. وضياع كل ذوق وتهذيب ديبلوماسي عاداتي.. مـعـروف!!!...
أنا لا أفهم تصرفات مسؤولي حكومات الاتحاد الأوروبي.. تجاه هذا الرئيس التركي الذي يتحدى بكل مناسبة.. ودون أية مناسبة.. جميع معاهداته معها.. بكل عمى وصمت قاتل.. حتى تحدياته الغير ديبلوماسية..والتي يفرضها على ملايين جالياته الموجودة والمنتشرة في المدن الرئيسية الأوروبية.. والتي ترفض غالب جمعياتها ومؤسساتها الاجتماعية والدينية.. التوقيع على أية وثيقة قانونية علمانية.. مع أية حكومة أوروبية.. وآخرها مع فرنسا ببداية هذه السنة.. إثر أوامر مباشرة أعطيت لها من الرئيس التركي رجب طيب آردوغان... ولم تعط ولم تــؤد.. سوى لملاحظات (طفيفة.. طفيفة جدا.. جدا).. من السلطات الماكرونية.. والإعلام الفرنسي الرسمي.......
إعلام أصفر.. أو أحمر.. حول التصرفات العنترية الأردوغانية.. واحتقاره وضغطه لكل من لا ينحني ويركع.. داخل تركيا.. وتعدياته المفتوحة.. واحتلاله لمناطق حدودية لجيرانه.. وتحدياته المتواصلة ونهبه لممتلكاتها الشرعية.. وهجماته الغير ديبلوماسية المتواصلة ضد حكومات الاتحاد الأوروبي... علامة واضحة.. واضحة جدا.. من علامات مرض هذا الاتحاد المكركب.. والمكركب جدا.. بأيامنا هذه.
مسايرات الاتحاد الأوروبي... وخاصة فرنسا... وخاصة أيام الرئيسين ساركوزي وهولاند.. وأكثر.. وأكثر عبر رئاسة هذا الرئيس ماكرون... وجميع أجهزتهم الديبلوماسية.. خاضعة لاتباع السياسة الأمريكية.. وحماية من يخدمونها بولاء.. ومنهم السيد رجب آردوغان... مهما كانت تصريحاته صبيانية وعنترية.. وغير لائقة... تفعل أجهزتها الرسمية.. كأنها لا ترى.. ولا تسمع.. وتقبلها بصمت... مع مبررات.. وابتسامات تمثيلية... مقهورة... ودون أن ننس أن تركيا عضو فعال بالحلف الأطلسي.. رغم تعدياتها بالمياه القبرصية (اليونانية).. وبالمياه اليونانية.. واليونان ما زال عضوا بنفس الحلف الأطلسي.. والذي يبقى دوما وأبدا تحت هيمنة أمريكية... رغم نهاية الحرب الباردة.. (على الورق)... ونهاية المرحوم الاتحاد السوفييتي... ويبقى آردوغان.. ولدا مدللا للولايات المتحدة الأمريكية.. بعد دولة إسرائيل.. بالطبع... ورغم مغازلاته ومتاجراته.. مع أول وأقدم عرابي سوريا الحاليين.. الرئيس فلاديمير بـوتـيـن...
السياسة اليوم... السياسة اليوم ضباب.. ضباب وعتمة مستمرة... وســوق نــخــاســة مــفــتــوحة...
نقطة على السطر... انــتــهــى.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه