الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة السخرية من كل -المقدسات-

مازن كم الماز

2021 / 4 / 13
حقوق الانسان


أولا لأنه على من يقدسون شيئًا أن يقنعوا الآخرين بذلك ، سواءً كان ذلك شعبًا ، نبيًا ، إله ، وطن ، ثورة ، زعيم ، فكرة ، أغلبية ، أقلية الخ الخ ، كل الأشياء كل البشر كل الأفكار … ليس فقط أن البشر لم يتفقوا على فكرة واحدة طوال تاريخهم و ليس فقط أنهم كانوا و مازالوا و سيستمرون بذبح بعضهم البعض بسبب أفكارهم أو معتقداتهم و لأن أفكارهم تلك و الأسباب و المبررات التي استخدموها و يستخدموها لذبح و قمع و استعباد بعضهم البعض تتغير باستمرار و أن ما كانوا يقدسونه بالأمس يصبح مثارًا للسخرية اليوم و أن إيمان البعض الهدياني بأفكارهم و إصرارهم على حمايتها اليوم من عبث العابثين و من سخرية الساخرين لدرجة ذبح الجميع دونما أي تردد لن يحمي أفكارهم من أن تصبح مسخرة الجميع فقط بعد حين … ليس الموضوع اختراعًا و لا ابتكارًا بل و لا حتى فعلًا ذكيًا بالضرورة ، كل ما يفعله الساخرون هو أنهم يسبقون زمانهم قليلًا ، أن يسخروا مما سيسخر منه الجميع بعد برهة فقط … كل ما يبدو اليوم محترمًا و يجب فرض احترامه بالسيف أو بالدبابات و دومًا بالسجون و "القوانين" سيصبح مجرد مسخرة في الغد … أعرف أن الجميع يحلم بالعكس ، أن هذا المصير المؤلم الذي ينتهي إليه كل شيء يستفز كما يبدو الجميع ليحاولوا اكتشاف أو اختراع فكرة تخصهم ليس فقط يمكن فرض احترامها اليوم على الجميع ، بل فكرة لن تصبح مثارًا للسخرية في المستقبل … حتى داعش ، داعش بكل هوسها بذبح كل من يفكر ، كانت ستبرىء سقراط اليوم من تهمة السخرية من آلهة أثينا التي أسقي بسببها السم … أكثر من ذلك فإن الأفراد الذين يحظون اليوم بقدر من الشهرة أو ما يمكن ان نعرفه بالاحترام كانوا في حياتهم مجرد نكرات إن لم يكونوا أقل من ذلك حتى … نيتشه أو كافكا ليسا إلا مثالين عن هؤلاء الذين أصبحنا نحترمهم اليوم أكثر مما نحترم محمد أو يسوع أو ستالين … اكتب ما تعتقد ، هذا يبدو أكثر أهمية من أن تكتب ما يعجب من حولك و ما يجعلك محترمًا في نظرهم … لأنهم و لأنك ستختفون قريبًا و لن يكترث من سيأتي بعدنا كثيرًا لما كنا نقوله عنك … قد يكتشفك أحدهم و ربما ستموت مجهولًا كما عشت ، لكن أية فائدة يجنيها محمد اليوم من صلواتنا عليه و من ذبح الأخوين كواشي كل من سخروا منه … كل ما جناه الرجل من كل هذه القداسة كان جسد عائشة و تلك القبطية و بنت أخطب بعد أن قتل زوجها و عائلتها و الماء المثلج الذي كان يحب أن يشربه و ثمار المدينة عدا عن التلذذ بمشهد رؤوس بني قريظة بعيدًا عن أجساد أصحابها بعد أن أعياه هؤلاء و هم يرفضون محاولاته لاغرائهم بدينه الجديد … أعتذر جدًا ، منك ، من كل المؤمنين ، من كل من يؤمن بما يقوله معلموه حتى القداسة ، كل ذلك سيذهب إلى المزبلة في نهاية المطاف و سنبقى فقط كما بدأنا ، مجرد نكتة … تعلم الضحك و السخرية قبل أن يسخر منك القادمون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين


.. طلاب في كندا يتظاهرون تضامنا مع غزة




.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع