الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانا... عرس الدم

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 8 / 1
الادب والفن


(كتابة أولى)
(1)
شكراً للعالم وهو يغط في سباته العميق، يسحب أنفاسه صباح كل يوم جديد قائلاً بما يشبه الغزل: ما أحلى القذى في عيون القتلة.
ألهذه الأشلاء المتناثرة هنا وهناك ربٌّ يشبه ربنا القابع في سمائه مختبئاً خلف عباءته!.
أيُّهذي الكائنات المؤمنة بالحب، تمني لنا مساء مضمخاً بالدم...
يطغى على الحضور.
أتشمّون رائحة دمائهم تفوح مبشّرة بعالم جديد!
شكراً لإيمانكم أيها الساهرون بين الصخور بانتظار المزيد
هل العالم قادر على تدوين مذكراته بعيداً من القتل، والدم، والموت المجاني.
أيهذا المحارب
كفاكَ
كفاكَ
أما ترى الساعة الرملية مقلوبة، واللعبة شاملة...
إنهم يغادرون رمالك كي ينغرسوا عميقاً في ذاكرتك.
ولا مسيحٌ يسخِّر معجزة لتحوّل هذا الدمَ القاني نبيذاً، وتحول هذه الأشلاء خبزاً نطعمه من تبقى منا تحت شمس الله الساطعة.
ولا مسيحٌ ينفخ الروح في أطفالنا الجميلين الذين التحفوا صدور أمهاتهم وغطوا في سبات عميق...
أيهذا الشرق...
أيهذا السجن...
أيهذا الحصار...
فلتكن أغنياتنا بوحاً يشبه أنيننا ونحن عرايا مستباحون.
ألم يكن صوتك أيها الصغير مبحوحاً وأنت تنادي أمك: يا أماه، يا أماه... هنالك رعد يهز الغرفة، يهز العالم، يهز الكرة الأرضية!
ألم تكن عيناك دامعتين...
ألم يكن وجهك شاحباً!.
(2)
اسمع...
ذلك همس تحت حجارة بيت
هل هذا طفل
هل هذا كائن حيٌّ
أم حجر يتنفس...
ما هذا اللون الأحمر الينساب على الرمل
أهذا لون شقائق النعمان
أم لون الفجر الدامي!
ما هذا اللون الأحمر؟
اسمع...
خائفة تلك الوردة ترتعش بفعل البرد، وفعل الحب، وفعل الأغنية
أتصغي... اسمع تلك الأغنية تؤديها جوقة القتلة.
ويا للقتلة وهم يرون قداس الرحمة.
ارحمهم... يا الله الكامن هنالك حيث سماؤك واسعة مثل الحزن، ومثل القتل اليومي.
أتصغي... اسمع تأتأة، تلك حروف رضيع تتسرب بين بقايا النار،
أتبصر... انظر هذا الإصبع ليس سوى تاريخ يحتفل بآخر نزوات الحرية.
فلنرقص...
فهذي الموسيقا تجعل شجر الأرز يهتزّ
وتجعل صنين يلوح بذراعيه لما يمضي.
"هذي جثة طفل
عيناه
يداه
هذا وجهه... هل كان يحلم؟
وتلك المرأة المائلة كغصن اللوز أكانت أمه، لا تلك الأخت الكبرى، وأما الأم فكانت تعد الليل لنوم دافئ".
(3)
دوّن في آخر فصل من إنجيلك
(لم تأت ساعتي بعد)
وتمهّل... راقب ما أبقاه الليل
وجرّ قدميك المثقلتين بهذا العشق
تنزه بين الجثث
فالحفلة لا زالت قائمة...
حرّك قدميك قليلاً... ارقص، ارقص
أتدري... ثمة ما يشتعل هناك خلف التلة،
أتبصر تلك التلة!
ثمة عينان تجوسان الأفق، تنيران العالم،
تلك الطفلة تدعو العالم كي يحضر عرساً دموياً صنعته طيور من فولاذ.
فتعالوا يا عشاق، ويا عمال، ويا شعراء،
ولنشعل شمعة تنير ظلام المشهد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-