الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخائب

ملهم جديد

2021 / 4 / 15
الادب والفن


الخائب /

كان يتسول ما يكفي ليأكل وجبته الأخيرة ، ثم يذهب في جولة على الأقدام ليلقي النظرة الأخيرة على الأماكن التي عرفها في طفولته و صباه و بداية شبابه ، ليتجه بعدها إلى الجسر الذي يربط بين جانبي المدينة ، فما أن يصل إليه ، حتى يتناول من جيب بنطاله صورة قديمة لأمه ، و رسالة قصيرة يودعها فيها . ولا يكاد يضع الصورة و الرسالة في شقّ بارز بين حجارة الجسر العتيقة ، و يهم بالقفز ، حتى يكتشف بأن الشمس قد سبقته إلى الاختفاء ، و أن المساء لن يلبث أن ينسدل على السقوف ويتمدد بين الشوارع و الأزقة ، فيرتعب لفكرة أن لا ينتبه أحد إلى أنه قد قفز من على الجسر ، حيث ستأخذه المياه التي تبدو كأنها تغلي تحته من شدة اندفاعها إلى البحر ، ليختفي بعدها إلى الأبد ، فلا يُعْثر له على أثر . كان يرغب في أن يُخلَّد ذكره كبطل ذهب إلى مقابلة الموت قبل أن يأتيه غفلة و يغدر به ، و كان ، كما فكَّر ، لا بد من أن تنتهي جثته في قبر يليق ببطل مثله . بعد مضي أربعين عاما، لم يصبح صورة البطل الذي كان يرغب في أن يتذكره أهالي مدينته مقرونا بها، و حرص فيما تبقى من سنينه على تجنب النظر في عيون الناس ، و في زجاج المحلات التجارية التي يمر بها في تجواله اليومي ، كيلا يرى صورة الشحاذ الذي انتهى إليه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال