الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة استثنائية مع -برحيتي-

كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)

2021 / 4 / 15
الادب والفن


حين يتحول الافتراض على حقيقة ملموسة على ارض الواقع، فهذا امر يشدنا الى الوقوف عنده والتأمل فيه..

اتصلت بي في ليلة من ليالي اواخر الشتاء الرائعة، تحديدا عند الساعة العاشرة مساءا.. اين انت؟ قلت انا لا اتجاوز حدود قلبكِ.. قالت بنفس هذا الموعد اريد لقاءك الليلة القادمة وفي المكان الذي تحدده انت..!
كانت اصعب 24 ساعة مرت بحياتي كلها، وكأنها 24 سنة ضوئية..! كيف سألتقيها..؟ ومن اي زاوية سأبدأ معها وانا اعلم جيدا ان كل مافيها مساحة واسعة للعشق لا يمكن تغطيتها في ليلة واحدة.. نعم انها "برحيتي" الدائمة الخضرة والثمر.. حالة استثنائية تختلف جدا عن بقية النخيل الذي ولد في اقصى جنوب العراق ومنه تكونت الحضارة والنظارة..!

كنت اقف في منتصف احد الطرقات المقدسة.. مقدسة نعم كون "برحيتي" ستمر هناك..! جاءت وكأنها اخر نخلة في مزرعة العمر لرجل وصف له اطباء العلاج "البرحي" كدواء له.. سلمت وسلمت روحي لها حد الارتجاف..ورحنا نطير بأقدامنا فوق كل الطرقات والافرع الضيقة في ازقة المدينة القديمة.. مسكت يدي حتى شعرت كأن شيء منها يجري في دمي وعروقي.. قررت في لحظة شغف عناقها، واختلطت الانفاس حين تداخلت الشفاه فيما بينها، وحين احسست بطوق يديها وهو يلف عنقي بكل شوق وحب..ادركت حجم المساحة الانثوية التي تمتلكها هذه البرحية.. كانت استثنائية بكل انوثتها وهي تذوب بين اصابعي كقطع الحلوى الاوربية المعجونة بشيء من الفاكهة وشيء من الزهور والعسل..!
برحيتي" الانثى التي تمكنت في لحظة اختطافي مني اليها بطريقة قد لا يدركها الا الراسخون في العشق واللهفة.. نعم اختطفتني حين عانقتني في اخر الشارع الذي منه قررنا الوداع، حيث شعرت وكأن الجنوب كله احتضن مفاصلي ورحت استذكر كل اغانيه" وشجن تلك الاصوات التي تنطلق من اعماقه لتعانق مسامعي حد التلذذ..!
لا شيء يشبه "برحيتي" الا هي..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش