الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية وغياب الاستراتيجيات الاقتصادية في العراق

عادل عبد الزهرة شبيب

2021 / 4 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الماركسية وكما قال لينين ليست انعزالية وليست عقيدة جامدة , بل هي فكر حي ومبدع حيث أعطت الردود على المسائل التي طرحها فكر البشرية التقدمي. وعلى مر التاريخ استطاعت الماركسية ان تحيا وتتطور وترتقي, فعلى الصعيد الفلسفي صاغت الماركسية الديالكتيك المادي الذي شكل ثورة حقيقية في المعرفة واسس منهجا علميا لا غنى عنه . كما استطاعت ان تكشف عن الجوهر الاستغلالي البشع للرأسمالية وأن تنتقد شرورها وتعلل حتمية زوالها . وعلى صعيد الفكر السياسي اسست لنظرية علمية عن الاشتراكية كبديل عن المجتمع الرأسمالي الاستغلالي , وهكذا فالماركسية شكلت منظومة فكرية متكاملة ومترابطة عضويا لحصيلة واسعة من النظريات والمفاهيم المنسجمة وفق منهج علمي محكم يستند الى الواقع الملموس الى جانب استشراف المستقبل. واصبحت الماركسية مرشدا للعمل وليست عقيدة جامدة .
وكان ماركس محقا في تحليلاته المتعلقة بطبيعة النظام الرأسمالي وتنبه مبكرا الى أن الرأسمالية نظام يتطور بطريقة غير مستقرة اثناء الازمات وهي تحفر قبرها بيدها .
اليوم يلجأ بعض الرأسماليين الى طلب افكار ماركس العلاجية لتجاوز ازمة الرأسمالية التي اصابت النظام الرأسمالي في كل مكان وتخليصهم من المأزق الذي وقعوا فيه بسبب الاسواق المالية المنفلتة . واحتفاء بالمدينة التي انجبت واحدا من اكبر العقول وابلغها اثرا في العالم , فقد اهدت الحكومة الصينية تمثالا لماركس يبلغ ارتفاعه اكثر من ستة امتار.
وفي العراق اليوم نحن أحوج ما نكون الى نظريات ماركس وافكاره العلاجية لتخليصنا من الاقتصاد المتخلف , الريعي الوحيد الجانب , المهمش للقطاعات الانتاجية غير النفطية , وتخلصنا من التضخم ومن البطالة المرتفعة ومن الفقر ومن نقص الخدمات التعليمية والصحية والبلدية الى جانب ازمة السكن وانخفاض مستوى المعيشة وانتشار ظاهرة التسول وما يعانيه العراق من الديون الثقيلة التي ترهق ميزانيته وارتباط اقتصاده بعجلة الاقتصاد الرأسمالي وخضوعه لتقلبات السوق النفطية وتقلبات الدولار, الى جانب معاناته من آفة الفساد المنتشرة في معظم مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية , ومعاناته من غياب الاستراتيجيات الاقتصادية وانخفاض سعر صرف عملته مقابل العملات الاخرى وزيادة وارداته على صادراته حيث يستورد كل شيء , ورغم امتلاكه الثروات الطبيعية المتنوعة مقارنة بالدول الاخرى الا ان اقتصاده ما زال متخلفا وتم تشخيصه عالميا من أكثر الدول فسادا , ومن الدول المنخفضة في مستوى التعليم ومن الدول الطاردة للاستثمار, وعاصمتها من اسوأ المدن في جودة المعيشة وحتى ان جواز السفر فيها يعتبر من اسوأ الجوازات في العالم , فهو الاسوأ في كل شيء. الا يتطلب كل ذلك العودة الى ماركس وتطبيق افكاره العلاجية لاقتصادنا الوطني؟ حيث بواسطتها يمكن للعراق ان يحقق المساواة بين المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية واعلاء روح المواطنة وتوفير فرص العمل والقضاء على البطالة والفقر , والقضاء على الفساد المستفحل والتخلص من الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب وبإمكانه العمل على تنويع مصادر دخله القومي ورفع المستوى المعيشي للسكان وفك الارتباط بالاقتصاد الرأسمالي وحل ازمة السكن واعتماد استراتيجيات اقتصادية تمكنه من تحقيق التقدم الاقتصادي – الاجتماعي , فما زلنا بحاجة الى ماركس لتغيير واقعنا الاقتصادي والاجتماعي لصالح شعبنا العراقي المبتلى بالأزمات . والعمل على توفير ضمانات العيش الكريم للمواطنين وحماياهم من الفقر والعوز بالاستخدام العادل لثروات البلاد وعوائد التنمية وتوظيف العوائد النفطية الكبيرة لأغراض الاستثمار والتنمية بالدرجة الأساسية ومكافحة البطالة باعتبار ذلك من الاهداف الرئيسية للسياسة الاقتصادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا