الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية المعطلين ينحروها ام تنتحر؟

وديع السرغيني

2006 / 8 / 1
الحركة العمالية والنقابية


على نفس المسار و على نفس و ثيرة المعارك المجهضة بقيت القيادة المتنفدة مخلصة لنفس التوجه المغالي في المزايدات و المشاحنات السياسية من جهة و المنبطح أمام أي تهديد بالقمع في كافة المعارك، من جهة أخرى.
و إذا كانت صرختنا مدوية من أجل إنقاذ الجمعية و تحويل مسارها من جمعية حاضنة لكافة التلاوين الانتهاوية و جمعية للاستقطاب السياسي.. إلى جمعية مناضلة، تقدمية و مكافحة، ديمقراطية في التسيير و التنفيذ و اتخاذ القرارات.. فلم تكن الصرخة سوى تعبير صادق عما يعيشه المعطلون و المعطلات من بؤس و خنق و انغلاق للآفاق إن على المستوى المطلبي أو على المستوى النضالي.
و إذا كانت الدولة حاضرة و مثابرة بأجهزتها القمعية ضد كل المبادرات التي تقوم بها الجمعية دفاعا عن حقها في الوجود و عن مطالبها المتمحورة كلها حول الحق في الشغل، فتلك حقيقة لا يجادل فيها مناضلان عاقلان، فقط نود إسماع الصرخة إشعارا للتردي التنظيمي في مستوياته المحلية و القيادة.
فمنذ أن اعتلى المكتب التنفيذي الحالي قيادة الجمعية و في الظروف التي يعرفها الخاص و العام، ظروف المؤتمر الأخير المتسمة بأغلبية مؤتمرة مكافحة تقدمت بالأوراق و المواقف و المقررات و لكنها عاجزة على تحمل المسؤولية، و أقلية أتت للمؤتمر و همها فقط الاستحواذ على قيادة الجمعية و لو بتحالف مع "الشيطان".. لم يعمل سوى على تكريس واقع الانبطاح و إشاعة الممارسات الانتهازية داخل الفروع و التغطية عليها.. متخذا كرسي القيادة للتمرن و الاستقطاب السياسيين. و لعقد التحالفات المحلية و الدولية مع تيارات أفلست منذ زمن ماركس الخالد ـ فوضويوا اسبانيا ـ
و إذا كانت الجماهير المعطلة المنخرطة في الجمعية قد تابعت و لسنين ممارسات التيارين المهيمنين داخل القيادة تيار "النهج الديمقراطي" و تيار "المناضلة" التروتسكي.. فللشهادة و التاريخ يمكن اعتبار أن التجربة الحالية من أسوء التجارب القيادية في تاريخ الجمعية، تجربة لا تضاهيها تجربة من حيث التقاعس و الانتظارية و الالتفاف على المعارك و اللامسؤولية و غياب المبادرة..الخ.
كما يمكن اعتبار التجربة الأخيرة، معركة المسيرة الوطنية أو الدولية أو العالمية ـ سموها كما تشاؤون ـ بطنجة يومي 22 / 23 يوليوز بمثابة المسمار الأخير في نعش القيادة الحالية و برأسيها "النهجوي" و "التروتسكي"، و لا نتمنى أن يكون هذا إعلان عن موت الجمعية أو شيء من هذا القبيل، فقط نعلن و بصوت عال على الاستمرار في هذا الخط و تكريس ممارسته في غياب الخط المكافح البديل، ستكون له المضاعفات الخطيرة على مسار و مصير الجمعية.
فلثالث مرة تمنع المسيرات الناتجة عن قرارات المجالس الوطنية، منع يتخلله بالطبع الضرب و الركل و السب و الشتم و الاعتقال و نعتبر ذلك جد عادي و من طبيعة دولة الاستبداد و الاستغلال الرأسمالي القائم في المغرب..الخ لكن لثالث مرة نسمع التنديدات من طرف قيادة الجمعية و غطاءاتها السياسية في حق أي شكل من أشكال المقاومة لهذا العنف.. لثالث مرة يتغيب الجميع عن الوقفات عدا التيارات الطلابية القاعدية و التيار التلاميذي التقدمي و مناضلي جمعية أطاك المغرب و بعض المناضلين اليساريين التقدميين أما النقابات و أحزاب "تيد" و الجمعيات الحقوقية فلا حضور و لا متابعة و لا هم يحزنون.
لثالث مرة كذلك يعوض النضال و الكفاح بالبهرجة، يعوض النضال الميداني بتنسيق وهمي مع نقابات اسبانيا، تنسيق بين الجمعية و الأشباح، جمعية لا قدرة لها على التنسيق مع كافة فئات و مكونات الحركة المعطلة، عاجزة على التنسيق مع العديد من الهيئات السياسية النقابية و الجمعوية، المناهضة للبطالة بالمغرب.. و مع ذلك تختار سياسة الهروب إلى الأمام إرضاءا لرهاناتها السياسية الفوقية لتقيم التنسيقات مع الضفة الأخرى!!
فيجب إذن أن يفتح النقاش من جديد حول واقع الجمعية و مصيرها و مستقبلها الكفاحي، يجب فتح النقاش بين المعطلين و المعطلات، داخل التيارات و في ما بين التيارات التقدمية الفاعلة لتطوير الأداء و لتحمل المسؤولية القيادية قصد إيقاف النزيف و قصد إنقاذ وجود الجمعية كإطار مناضل لعب أدواره التأطيرية و التنظيمية المشهودة.
لقد انتهى زمن الانتقاد و التباكي على ضعف الأداء لدى تيارات الصف اليساري المؤسساتي و الصف المعارض العلني.. يجب الانتقال من هذا الوضع المحجوز و عدم الاكتفاء بالنقد و فقط، يجب تحمل المسؤولية في قيادة الإطارات الجماهيرية المناضلة و الانخراط بكل مسؤولية قصد تجاوز كل الأطروحات اليسراوية الانعزالية و كل التيارات الانهزامية الإصلاحية.. يجب الانخراط الجماعي الواعي في كافة الإطارات الجماهيرية التقدمية على أرضية المشروع الاشتراكي البديل و بالمرجعية المبدئية الثابتة، الماركسية اللينينية، و على هداها و منهجيتها سننتج التصورات و البدائل الميدانية التي ستضعنا في القيادة باستحقاق، من حيث القدرة على التأطير و على إنتاج الشعارات و البرامج و الأرضيات القدرة كذلك على نسج التحالفات و إدارتها من و داخل الإطارات الجماهيرية التقدمية.

و. السرغيني
24/07/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: نشطاء يتظاهرون أمام بعثة الاتحاد الأوروبي احتجاجا على


.. -اهرعوا إلى مستشفى الكويت-.. مدير المستشفى الوحيد العامل برف




.. طلاب جامعة كامبريدج يواصلون اعتصامهم المفتوح تضامنا مع فلسطي


.. -موت القيم الأوروبية-.. موظفو مؤسسات الاتحاد الأوروبي يتظاهر




.. مغنٍ سويدي من أصل فلسطيني يخترق قوانين يوروفيجن احتجاجا على