الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النسيان
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
2021 / 4 / 17
الادب والفن
اقيم فى مدينة صغيرة هادئة ، استطيع ان اجوبها من ادناه الى اقصاها فى ساعة من الزمن.واحفظ دروبها وشوارعها تماما .
خرجت من منزلى فيها لبعض شئونى على ان اعود سريعا ، وفعلا انتهيت مما كنت بصده ، وعزمت على العودة الى المنزل .
ولما كانت المسافة الذى بين المكان الذى كنت فيه ومنزلى فى المدينة لا تتجاوز ربع الساعة ، فقد قررت العودة ماشيا الى منزلى ، لانه صار لى زمن لم امش الا قليلا.
وبدأت رحلة العودة التى لا تزيد على الربع ساعة مشى ، ولكنى فقدت القدرة تماما على العودة ، نسيت تماما طريق العودة ، كل ما اعتقد اننى وصلت الى المنزل اجد نفسى فى مكان اخر .
مرت عليا فى هذه المتاهة اكثر من اربع ساعات ، احاول الوصول الى المنزل دون جدوى ، ويؤرقنى هاجس انه عيب علي ، ان اسأل عن عنوانى وكيف السبيل اليه .
وبعد ان اعيتنى السبل وانهكت قواى وجدت انه لا مفر من السؤال ، بعد اخر محاولة خاطئة للعودة .
اقتربت من احدى الصيدليات وجدت صبى دليفرى يتاهب للدخول ، فسالته عن عنوانى ، فقال لى انت فى المكان الخطأ تماما، يجب ان تركب ( ميكروباس) وتذكر له العنوان وهو سوف يوصلك الى المكان تماما .
تركته لاركب مواصلة كما قرر لى ، فنادى على الصبى قائلا ، بدل ما تركب من اول الشارع ، مسافة بعيدة عليك ، عدى من هنا ، شايف الميكروبات ماشية هناك اهيه .
تظرت الى المكان الذى يريد منى العبور منه الى الشارع الاخر ، وجدته يشبه مصنع مهجور ، يمر منه بعض الناس الى الشارع الاخر بدلا من السير مسافة طويلة والدوران حول المصنع .
دلفت الى المصنع من بوابة محطمة ، ورايت امرأة على البعد تدلف من كوة فى سور المصنع الى الشارع الاخر ، فتابعتها من بعيد متوجها الى ذات المسار
وجدت كوة فتوحة فى سور السلك الشائك تسمح بالكاد لمرور شخص ، ولكننى عندما وصلت وجدت بجوار الكوة امن وبوليس وحراسة .
فقلت لهم اننى اريد العبور، فقال لى احدهم كيف دخلت هنا ؟ ممنوع ارجع تانى . قلت له حاضر ، بس لسه سيدة معدية حالا . قالى ملكش دعوة ارجع لو سمحت قالها مهددا فى نبرة حادة متجهمة .
قلت له حاضر وغادرته ووجدت رجلا يهبط لى من الكوة ويقول لى معلش انت من زفتى ؟
دهشت قلت اه وعرفت منين ، مفيش اى علامة تنبى بموطنى الاصلى، انت عرفت منين ؟ انا عرفت وخلاص رد قائلا فى نبرة هادئة ، واصطحبنى الى كوة اخرى بعيدة .فى السور لا يوجد بها حراسة .خرجت منها .الى الشارع الاخر
ركبت الميكروباس واكدت على السائق بعنوان منزلى ، اوصلنى فى خلال اقل من عشر دقائق عبرت جانب الطريق .
وجدت نفسى امام المنزل مباشرة ووجدت الجميع بانتظارى ، انت كنت فين ؟ قلت لهم كنت فى مشوار واتاخرت شوية ، شوية اربع ساعات ؟ ردوا عليا فى نفس واحد .
قلت لهم الموضوع كان مهم والحمد لله خلص ، ولم اقل لهم ابدا اننى كنت ضال للطريق ، خلال هذه الساعات الاربع ، بدون سبب ظاهر . واننى نسيت تماما طريق العودة .
ترى هل انسى مرة اخرى طريق العودة الى منزلى ؟
ام يجب عليا الا اخرج وحدى ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مسرحية -شو يا قشطة- تصور واقع مؤلم لظاهرة التحرش في لبنان |
.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا
.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق
.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م
.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |