الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


★عندما يشُعُّ الظلامُ ★

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2021 / 4 / 18
الادب والفن


(من وحي فتىً كفيف حافظٌ للقرآن):

كيف لفتىً ضرير أن يرتقي فضاءً عجباً !
وعجباً، فإنَّ شعيراتَ ذقنه بعد لم تُصنع!
أمّن عنده جناحٌ أستدينها أنا فتحلقُ بي وتدفع، فأسبرُ بها ظلمةَ عينيه فتشفع!
أمّن عنده صباحٌ من لآلىء لأصنعَ بها قلادةً على صدره فخراً تلمع!
أمّن عنده وشاحٌ أستعيره ويمنعُ بريقَ حدقةِ هذا الفتى الى حيث لاحدودَ وتَسطَعُ!
ألا من شاعرٍ فينا مقتحمٍ لبؤبؤ هذا الفتى، وفي ظلامٍ سرمديٍّ يقبع! فيكشفَ لنا..
كيف يرتد إليه طرفُهُ ويرجعُ..
وكيف يلهو ويهجع..
وكيف يأمنُ ويفزع..
وكيف تُسَرُّ نبضاتُه وكيف تفجع؟
ألا من شاعر منّا يَسبِرُ الغورَ فيكشفَ سرَّ بؤبؤٍ بنورٍ يلمع، وبضياءٍ يسطع!
ألا من أديبٍ مقتحمٍ لصدرِ فتىً ما ألِفَ في هذه الا حلكةٌ وهمسُ اصواتٍ تسمع !
أفلا من مسافرٍ معه الى كلماتِ ربِّهِ حثيثا يطوي الثنيةَ ويدفع، ولنورِربه باحثا يطمعُ!
ألا من مؤرخٍ يوثّقُ نبضاتِ خافقه وهو يؤجلُ بل ويمنع! أن يتسلّم نورَه في هذه الدنيا ولايطمع !
بل ناظرٌ ليوم جزاءٍ كي يقبضَ الثوابَ ويمتع ! نقداً من يدِ واهبِ الابصار فيرتوي من نوره ويرتع!
حقيق على الادب ان يركع تحت عينيّ هذا الفتى، لعله يؤلف ويسجعُ،
وِقِمنٌ للشعر الى عينيه حثيثاً بشجون قوافيه يفرّ و يتبعُ، فيتعلمَ منه الكتابَ والحكمةَ وهو في ظلمةٍ كلُّ آنٍ له تَصفع.
ايّ رتبة عسكرية لنا مع هذا الفتى هنا تنفع؟
وايُّ منصبٍ وعلومٍ وقصورٍ تنافسُ هذا الفتى فتغلبه أو تدفع؟!
يا لفصاحةِ علمٍ في حضنِ فيهِ وهو ينثر الصرف..
يالنباهةٍ فهمٍ في زمن التيهِ وهو يغض عن امانيه الطرف..
يا لبحّةٍ نغمٍ في صوته وهو ينطقُ الآهَ والإيهَ ويُخرج الحرف..
هذا الفتى من اهل الله ..
أجل والله ، فإنَّ لله أهلين..وهذا الفتى من اهل الله ..
وأنا لستُ منهم وأطمعُ، لكني أعرفهم بسيماهم ومن رسماتهم وبسماتهم ونسماتهم أرتع فأشبع.
إي والله..
إنَّ لله اهلين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى