الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيئة اجتثاث البعث

طارق الحارس

2006 / 8 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ربما أن السفيرالأمريكي بول بريمر ارتكب العديد من الأخطاء خلال المدة التي حكم بها العراق ، لكننا نجزم و معنا الملايين من العراقيين أن قرار اجتثاث البعث الذي أصدره بريمر بعد أسابيع قليلة من سقوط النظام كان قرارا صائبا ، إذ أنه ساهم مساهمة كبيرة في اثلاج صدور أمهات وآباء وزوجات وشقيقات وأشقاء وأبناء شهداء المقابر الجماعية وحلبجة والأنفال وأهوار الجنوب والمثارم اللحمية والتيزاب والمعتقلات .
لقد تشكلت هيئة على ضوء القرار الذي أصدره بريمر سميت ( هيئة اجتثاث البعث ) لغرض الوقوف على الجرائم التي ارتكبها البعثيون ومحاكمتهم وفق القانون .
التاريخ لا ينسى مطلقا أن الدكتور أحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء السابق هو العراقي الذي وقف وراء اصدار هذا القرار التاريخي وهو الشخص الذي أكدت الأنباء الأخيرة أنه ما زال رئيسا لهذه الهيئة بالرغم من عدم حصوله على منصب وزاري في الحكومة الجديدة بسبب فشل قائمته بالحصول على مقعد من مقاعد البرلمان العراقي وهو الأمر الذي أدى الى خسارته منصب نائب رئيس الوزراء الذي كان يشغله في عهد حكومة الجعفري .
كثر الحديث في الآونة الأخيرة من بعض الأطراف السياسية ، لاسيما بعد طرح مشروع المصالحة الذي تبناه السيد نوري المالكي رئيس الوزراء ، عن محاولات لاعادة عناصر البعث الفاسدة لتستلم مقاليد مؤسسات وكيانات الدولة من جديد وقبلها المطالبة بالغاء هيئة اجتثاث البعث ، بل أن بعضهم قد وضعت هذا المطلب كأحد شروطها لدخول مشروع المصالحة وآخرهم الدكتور صالح المطلك رئيس كتلة الحوار الوطني ( 11 مقعدا في البرلمان ) الذي برر ذلك الموقف على أساس أنها ، أي هيئة اجتثاث البعث ، قد أفسدت الوضع السياسي والاجتماعي بالعراق وأنه لا يمكن عقد هذه المصالحة دون الغاء هذه الهيئة وفتح الباب أمام الجميع للمشاركة دون استثناء ، والغاء الخطوط الحمر.
يبدو أن المطلك يريد القفز على حقيقة باتت صورتها واضحة للجميع وهي أن البعثيين ، فضلا عن تدميرهم العراق وشعبه خلال المدة التي حكموا بها العراق فانهم يتحملون مسؤولية الجرائم البشعة التي تحصل بالشارع العراقي حاليا والمتمثلة في تدمير ما تبقى من البنية التحتية وقتل الآلاف من الأبرياء العراقيين في العديد من المدن العراقية .
بعد سقوط النظام دخل أغلب أزلام النظام السابق من البعثيين في جحور لا تعرف مواقعها حتى زوجاتهم ، خوفا من غضب الشعب العراقي نتيجة الجرائم البشعة التي ارتكبوها ضده خلال سنوات حكمهم التي امتدت الى أكثر من أربعين عاما. تم القاء القبض على بعضهم مثل( قائدهم ) صدام حسين وغيره وتمكن بعضهم الآخر من الهرب خارج العراق.
الذين ظلوا في جحورهم تمكنوا من الخروج بعد أن ارتدوا ثيابا جديدة دخلوا به العملية السياسية من خلال بعض الأحزاب والحركات ، لاسيما الاسلامية منها ونتيجة للحياة الديمقراطية التي غلفت الحياة السياسية العراقية في العهد الجديد تمكن هؤلاء من الوصول الى بعض المراكز الحساسة في الدولة ، لكن هيئة اجتثاث البعث وقفت وقفة شجاعة لتسد بعض المنافذ على هؤلاء ، لذا سارعت الأحزاب والحركات التي تضم هؤلاء البعثيين الى محاربة هذه الهيئة مستغلة الشفافية التي تتعامل بها الحكومة العراقية مع جميع الأطراف وقررت شن حملة منظمة على الهيئة وأخيرا استغلت موضوع المصالحة لتبدأ برمي سهامها المسمومة باتجاهها بعد أن شعرت أن هذه الهيئة تشكل الخطر الأساسي الذي لابد من التخلص منه كي تعود الوجوه البعثية القبيحة الى الواجهة مرة أخرى .
المصالحة لا تعني القفز على بوادر التغيير الذي حصل بالعراق بعد سقوط النظام البعثي ، إذ أننا نعتقد أن الغاء هيئة اجتثاث البعث تعد أولى بوادر هزيمة مشروع التغيير في العراق ، بل تعني العودة الى نقطة الصفر ولا نعتقد أن الشعب العراقي الذي نزف دما غزيرا من أجل الخلاص من البعثيين يقبل بالعودة الى نقطة الصفر مرة أخرى .
لقد تحققت انجازات عديدة في العراق بعد سقوط النظام لا نريد هنا أن نعددها ، لكننا نعتقد أن الانجازات التي حققتها هيئة اجتثاث البعث تعد من أهم الانجازات لأنها لامست مشاعر العراقيين ، لذا فاننا ، ونجزم أن معنا الملايين من العراقيين ، نتمنى أن تواصل هذه الهيئة اجتثاث جراثيم وفايروسات البعث بالرغم من تلونهم بألوان جديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس