الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشابه واختلاف : قصة قصيرة

صبيحة شبر

2006 / 8 / 2
الادب والفن



ما زالت الذكريات تؤلمك ،، تشجيك ، وتسعدك معا ،مشاعر متناقضة تعيشين بها ، طوال حياتك ،تتراءى أمامك المشاهد ، وتتوالى معك الأحداث ،وأنت جالسة في مقعدك المعتاد ، قرب النافذة ، لا احد قربك ، يبادلك الحديث ، او تشاركينه لوا عج النفس ، وآلام الذكريات ، أنت غريبة هنا ،، مهملة ،، يطالبونك باستمرار ،، أن تعتني بهم ،، تنفذي رغباتهم ، وأنت جندي مجهول ، تعملين بصمت ، لا احد منهم يكلف نفسه عناء سؤالك عن رغباتك
- ماذا تريدين سيدتي ؟ ولأي شيء تطمحين ؟
تركك المخلوق الوحيد الذي تعشقين ، لم يتركك مختارا ، بل اجبر على هجرك ، تعلق به قلبك المفعم بأشعة الحياة وسناها ، ازددت تعلقا به وهياما ،، ولم تصدقي أياما طويلة انه قد تخلى عنك ، لم ينفذ ما اتفقتما عليه ، وما تعاهدتما حوله ،،
تحرقك اشعة الشمس المنبعثة من النافذة ، ولكن حرارة الذكريات أكثر وهجا وإحراقا ، فلم تتمكن الشمس منك تمكثين في مكانك المعتاد قرب النافذة ، يبدو عليك السكون و يحيط بك من كل الجوانب ، وأنت ظمأى تحترقين بحديث الذكريات وألمها الممض
تعقدين المقارنات بينهما رغما عنك ، أنت لا ترغبين ، ولكن شيئا قويا يجبرك على القيام بها بسكون ، يخيل للرائي إليك انك ميتة ، من يدري انك مشغولة فكرا ، قلبك يئن ويتلوى ألما ، وأنت محبطة ، قد أصابتها السهام المصوبة اليها بالتعب ونالت منها مقتلا
فكرك يمتليء بحوادث كثيرة تجعلك تقدمين على إجراء المقارنات ،، كانا صديقين ، يتشابهان بأمور كثيرة ، الأول احبك ، وقدم لك قلبا مملوءا إخلاصا وفهما ومودة ، شاركك طموحاته ومشاريعه ، أطلعك على آرائه وأفكاره ،، جعلك ندا له في نضالا ته وكفاحه الطويل ، تشهدين مناقشاته مع صحبه ، كنت صامتة في الأيام الأولى ، ولكن رغبتك القوية ان تكوني له شريكة ، وصديقة وزوجة مؤازرة ، جعلك تشتركين في الأحاديث وتبدين رأيك بها ، وان كانت تتناقض أحيانا مع ما يبديه هو من آراء ،، لم يكن يغضب او يرتعد ،، كما يفعل الثاني ، الذي جعله الجميع شبيها وقرينا ، وأنت على قربك بالأول ، وحبك له ، واعتزازك بعلاقتكما القوية المتينة ، قد صدقته بما ادعاه من حب وهيام
تفكرين ، وتفكرين ،، تتراءى المشاهد أمامك ، وأنت وحيدة كالعهد بك دائما ، خرج الجميع ، وتركوك بمفردك ، تحاولين لم ما تبعثر من أشياء في منزلكم الصغير ، وإعادة كل امر الى مكانه المعهود ، يطالبونك باستمرار ، أن تنفذي رغباتهم المتزايدة ، كل ساعة ,وأنت من لك ؟؟ يسمع أوجاعك ؟ويهتم بآلامك ، ويحاول تخفيفها عن كاهلك
- لا وقت لدي كي اسمع هراءك
- انت صخرة سيدتي ، لا يمكنها ان تشكو او تتذمر ، ارسمي على ثغرك ابتسامة بلهاء ، طويلة ، تخبر الناس عن سعادتها المستمرة وسرورها المستديم
صديقان يتشابهان في الوجه ، بشكل يدعو الى الاستغراب ، لون الشعر ،طول القامة ، طريقة السير ، حركات اليدين عند التحدث ، الاهتمامات مشتركة ، الاثنان تعلقا بك ، الأول بادلت حبه ، عشقته بقوة ، حاول ان يجعل منك امرأة قوية ، واثقة من نفسها ، تعرف ماذا تريد ، تسعى لتحقيق أحلامها ، والثاني سلب منك ما بناه الأول بمهارة ، وثقة وإصرار ،
- ابتعدي ، الشمس ستحرق بشرتك الحساسة
تنتبهين الى تحذير تطلقه إحدى جاراتك المقربات ، لا تكترثين ، لتحرق الشمس ما تريد من بشرة ،،كنت تطمحين ان تكون مشرقة لتعجبي من أحببت بعنفوانك القديم
كيف يمكنك ان تعرفي منذ البداية ÷، ان الصديقين المتآزرين المتفقين ، في أمور شتى ، يختلفان ذلك الاختلاف الكبير أين الثرى من الثريا ؟ صديقتي المسكينة ،واحد يبني والآخر يهدم بكل ما لديه من رغبة في هدم الأشياء الجميلة على رؤوس الأحباب والأصحاب
انت تجلسين ، في مكانك المعهود ، بعد ان تم تناول طعام الغداء ، تعبت في تحضيره لهم ، كما هو الشأن كل يوم ، ولا تسمعين كلمة تدل على الشكر او الاعجاب ، الست خادمة سيدتي ؟ تتعبين نفسك في إعداد الوجبات ، وتجتهدين ، فلا تسمعين كلمة واحدة
تتراءى لك المشاهد عن رجلين ، في حياتك ، الأول تركك رغما عنه ، اغتالته بد المنون ، قبل ان يحين الأوان ، وقضت على زهرة شبابه ، التي طالما أثارتك ، وأعجبتك ، وأمدتك برغبة قوية ،، بالتمتع من زهراتها العابقات بالشذى والجمال ، الثاني لم بلتفت إليك ، ولم يسمعك كلمة إعجاب واحدة ، نروي ظمأك المتأصل ، تغنى بجمال كل النساء ، الا انت ،، أبعدك من قلبه ، قد لا يرى فيك امرأة سيدتي ؟؟ يظن انك مخلوقة للطبخ والكنس والكي ، وانك حافظة نقود ،، تصرفين عليهم أي وقت يريدون
انك في كرسيك المعهود ، تتراءى أمامك المشاهد
الأول اصطحبك في مسيرة سلمية ، مطالبين ببعض الحقوق ، الجميع سائرون بأمان ، فجأة ينطلق الرصاص ، مزمجرا هادرا ، كنت في الوسط سيدتي ، يد قوية تدفعك الى الخلف ، تتلقى بصدرها أزيز الرصاص المنهمر ، تتوالى أمامك الذكرى وتتمنين ان كل ما حدث مجرد أحلام شيطانية آن لك ان تفيقي منها
أنت في مكانك المعهود ، ككل يوم بعد طعام الغداء ، تتراءى لك المشاهد ، الثاني يشبه الأول في كثير من الصفات ، جاءك معلنا حبا يستبد به حتى النخاع ، صدقته ، وكان الصديق الوفي ، لحبيبك الذي تعشقين ، وان لم يصدق القلب ، فانك رغبت بالتصديق ، من يتحمل حياة الوحدة سيدتي ؟؟ بعد ان اعتاد على حياة الألفة والوصال
اختلفتما أول الأمر ، حين هاجم حبيبك الذي تعشقين ، هالك موقفه ، وهو الصديق الوفي الأمين
- كان حالما كبيرا ،، ضحى بحياته من اجل لا شيء
أنت لاشيء سيدتي ، تتراءى لك الذكريات تباعا ، وأنت جالسة وحيدة ، ككل الأيام ، تأتيك المشاهد صاغرة ، أنت تتألمين ، ماذا يمكنك ان تفعلي لتوقفي نزيف الذكريات من الاندلاع ؟ اثنان ، صديقان يتشابهان ،، تشابها يدعو الى العجب والاستغراب ، يقعان في حبك ، الآن بعد مضي الأعوام تتساءلين
- احقا احبك الثاني ؟
- هجرك منذ الأيام الأولى متعللا انك ما زلت تتذكرين
انت جالسة في مكانك المعهود ، وشريط من الذكريات السعيدة والمؤلمة ، تحيط بك ، تغمرك في يم متصارع الأمواج ، تتقاذفه الرياح
- استشهد احمد مدافعا عن حياتك
لم تعرفي منذ البداية ، الاختلاف الكبير بين الشخصيتين ، يبدوان صديقين متآلفين ، ولكن الأيام الأولى أثبتت لك التناقض الشاسع بينهما
- احمق ، من يضحي في سبيل الآخرين
يبعدك عن حياته ، يهجرك ، تتكلمين ، لا يسمع ما تقولين ، يحاول سلبك ايمانك ، كل ما تؤمنين به يهاجمه بقوة
تتراكم عليك الذكريات ، تحيط بك ، صارخة تستغيثين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر


.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل




.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت