الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفر برميل نفط..

امجد عبد الامام عثمان

2021 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تمتد العلاقات الصينية_الايرانية في العصر الحديث الى بداية الثورة الاسلامية عام 1979 حينما زار وزير الدفاع الايراني عام 1981 جمهورية الصين الشعبية واعقبها في نفس السنة زيارة اية الله (علي الخامنئي) رئيس مجلس الشورى الايراني في حينها والقائه كلمة في مجلس الشعب الصيني شدد فيها على عمق العلاقات الصينية_الايرانية والتي تمتد الى حوالي 200 سنة قبل الميلاد وكذلك تأكيده على ضرورة تكاتف الدول الشرقية والاسيوية امام الهيمنة والغطرسة الامريكية في السياسة الدولية وفي مناطق نفوذ الدول الاسيوية.
ومع نهاية الحرب العراقية_الايرانية عام 1988 ووفاة (الامام الخميني) عام 1989 برزت الحاجة الايرانية الى اعادة الاعمار والانطلاق بحملة شاملة في تحديث الدولة الايرانية تزامن ذلك مع ما طرحة الرئيس الراحل (هاشمي رفسنجاني) من خطة خمسية تمتد لعدة مراحل تقسم على فترات مكونه من خمس سنوات تجري في اعقابها دراسة شاملة لمعالجة مواطن الخلل والتحديث في الاليات لمواكبة التطورات الحاصلة في العالم.
ساعد التعاون الثنائي بين الدولتين والادراك المتبادل لكل من الصين وإيران في ضرورة العمل بالكليات والابتعاد عن ظاهرة التفاصيل والشكليات في طبيعة تكوين النظام في كلا البلدين فمن ناحية الصين الشيوعية الماوية فقد تجاوزت طبيعة النظام السياسي القائم في إيران الذي يعتمد على مبدأ اسلامي اصيل مثل (ولاية الفقيه) وتلافت النقاش في القضايا العقائدية وركزت اهتمامها على الجانب الاهم في التحدي الغربي وخاصة الامريكي.
اما من ناحية إيران فقد تبادلت نفس الشعور والهواجس متلافيه الخوض في طبيعة تكوين النظام السياسي في الصين محترمة في ذلك رغبة وخصوصية اختيار الشعب الصيني لشكل الحكم الذي يرغب فيه بعيدا عن الطرح الاسلامي كما حدث من حوارات مع الاتحاد السوفيتي السابق كأيديولوجيا متعارضة مع قيم الاسلام.
بدأت بوادر التعاون الجاد في الاستثمارات الصينية في عام 1986 وخاصة في مجال الطاقة بقبول تكملة مشروع المفاعل النووي في بوشهر بعد انسحاب الشركات الالمانية والامريكية والفرنسية وعزز ذلك التعاون الخطط التي اطلقتها ايران على لسان المرشد الاعلى السيد (علي الخامنئي) في عام 1995 بتحويل الواردات القومية الايرانية الى الصناعات غير النفطية بالاعتماد على مبدأ (صفر برميل نفط) اي العمل على التخلي في الاعتماد على ورادات النفط واوعز للحكومة بتشكيل هيئة خاصة تكيف التشريعات والقوانين بهذا الاتجاه، اذ ارتفعت نسبة واردات الدولة من الصادرات غير النفطية من نسبة 7٪ الى نسبة 55٪ اثناء فترة العقوبات القصوى التي فرضتها ادارة الرئيس الامريكي السابق (ترامب) في العام 2018 بعد الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
كما ان المرونة الادارية والتسهيلات الحكومية ساعدت كثيرا في ايجاد ارضية مناسبة للتكيف مع قوانين الاستثمار في داخل إيران وخارجها وهي الخطوة التي ساعدت في صمود إيران واستقلالها اقتصاديا وعلميا وسياسيا وكان ذلك بالتدرج في بناء منظومة تشريعية وبنى تحتية ابرمت خلالها العديد من التفاهمات والاتفاقات ومع عدد من الدول كان اهمها روسيا والصين وباكستان حتى توجت بالاتفاق الاخير حول مشروع طريق الحرير ومشروع الحزام والطريق مع الصين وباكستان.
الذي اقوله ان ثمرة التحركات والدبلوماسية الواعية الهادفة والتدرج في المراحل لتنفيذ سياسات مدروسة تطلقها قيادات رسالية صاحبة هدف وهم ومشروع هي التي وصلت الى ثمرة التقدم والاكتفاء الذاتي الايراني الذي اخرج ايران من هيمنة اللعب بعملتها المحلية ومقدرات ثرواتها ومكانتها الدولية واهمها ما توصلت له اخيرا مع الصين من خلال الاستثمار في البنى التحتية (اتصالات ومواصلات ومرافق سياسية وزراعة وصناعة) مقابل النفط الذي اصبح فائض بالنسبة لخزينة الدولة الايرانية واستثمرته بدفعه للصين مقابل الاعمار، وليس بالطريقة التي نتبعها من الوهم السياسي والخرف الاقتصادي الذي يمارسه عددا من المسؤولين في الدولة العراقية ويعبرون عنه بكل بلادة ووقاحة عبر وسائل الاعلام وحولوه الى قوانين وتشريعات لا تكون نتيجتها الا زيادة الاعباء الاقتصادية وثقب جيوب المواطنين بطريقة خبيثة كما حدث في سنوات الحصار في عقد التسعينيات ورهن مصير البلد الى منظمات لا هم لها الا الشغل على تفكيك الدول وزيادة ديونها وربطها بمشاريع اقتصادية مجهولة نهايتها المديونية والافلاس.

أمجد عبدالامام عثمان
البصرة
20 نيسان 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري


.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس




.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟


.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه




.. بعد حديث ماكرون عن النقاش لتأسيس دفاع أوروبي نووي.. هل اقترب