الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون : نهم السلطة.

بسام الرياحي

2021 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


خرجت الشعوب العربية من تجربة التغييرات الأخيرة بعديد الإستنتاجات، من بين أبرز هذه المخراجات أن الأنظمة السابقة رغم تسلطها وصيغ القهر المختلفة التي مارستها والتكريس الدائم لأسس التخلف والتراجع والإنغلاق...هي في الحقيقة أنظمة هشة دون سند شعبي أو حتى إنجازات تبرر إستمرارها هي فقط يافطات ألصقت على كيان هذه الشعوب وتاريخها ومستقبلها.ومع أخذ الشعوب لزمام المبادرة إتضح ان تجربة الحكم لا تقل أهمية وجسامة، فقر الساحة السياسية وطبيعة الأنظمة السابقة التي لم تطرح التشارك أو التداول السلمي على السلطة زاد أعباء هذه الشعوب وأصبح ما أصطلح عليه "الربيع العربي" بعيدا عن كونه مجرد حلم وإنما ممارسة مضنية ومسار مضطرب وتيارات سياسية لا تفقه من آليات الحكم غير ما إعتادت على قوله في مضمار المعارضة وكتب السياسة ووراء أسوار الجامعات.الإخوان المسلمون هم أهم هذه التيارات التي تصدرت مشهد الربيع وظهر بالكاشف أن لها أسبقية تنظيمية وقواعد شعبية وقنوات دعم مالية تقدمت من خلالها لسدة الحكم في أكثر من بلد عربي.باقي التيارات السياسية والتي قاد بعضها موجة الإحتجاجات وجدت نفسها خارج تركيبة الحكم ومن دون رهانات جدية وحتى قواعد متينة تستطيع منها الإنطلاق قصد تشكيل المشهد ودخول مربع السلطة، من هذه التيارات اليسار وبعض القوى القومية وحدها التيارات الليبرالية المحافظة التي خيرت الإستمرار في تحالفات تضم نخب إقتصادية وأمنية وسحبت معهم الإخوان وشكلت الحكم عبر صيغ مبتكرة.دول عربية أخرى دخلت فيها الجمعات الإسلامية في صراع ضد أنظمة الحكم،ففي سوريا شكل الإخوان العصب الرئيسي للحراك الذي بدأ في درعا وتحول فيما بعد لإشتباك مسلح شامل في طول البلاد وعرضها، "جبهة النصرة" التي تتحصن بمدينة إدلب مستفيدة من دعم منقطع النظير طيلة سنوات الأزمة السورية وإستمرت في صراعها ضد الدولة واليوم تحاول إعادة التموقع من جديد تحت عناوين أخرى سياسية .التجربة المصرية التي صعدت برئيس إخواني هو الراحل محمد مرسي تخلالتها موجة عنف بين الجماعة التي تشكل مصر ثقلها التاريخي والشعبي وبين الدولة التي تدار وفقا لتوازنات قديمة تلتقي خطوطها عند المؤسسة العسكرية التي هي نظام أكثر من كونها جيش.تونس هي التجربة الفريدة التي كانت بمعزل عن العنف والعنف المضاد،تواصل فيها حركة النهضة الإسلامية التأقلم وعقد التحالفات واللعب على التناقضات وتسلك سياسة دعائية متحولة تجعلها تستمر في الحكم وتتغلغل في مفاصل الدولة وأجهزتها وفي كل مرة تحفز أنصارها تحت شعار الإستهداف ورص الصفوف والعديدون ممن إقتنعوا بأن من دون الإخوان لا سبيل للممارسة السلطة في تونس حتى بالمعايير الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟