الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ضفة الفرات

رائد عبد الكاظم الخزاعي

2021 / 4 / 20
الادب والفن


(على ضفة الفرات)
الچبایش
مدرسة القيم وميدان الكرم
ومصنع الرجال وموئل الثوار
الذين ارغموا انوف الطغاة البعثيين
فيها درج الشاب أياد ريسان الخزاعي
ومن مائها ارتوى
وبالامها اكتوى
رآى من جمالها ما رأى
فكانت هي العشق الصوفي لقلبه
عاش هذا الشهيد في كنف والده الذي غذاه حب موطنه والهمه عشق الحرية والإباء
في زمن وؤدوا فيه الاحرار فيه وعلقوهم على اعواد المشانق
وترعرع في اسرة رزقها الله الهجرة في سبيله
فهاجر من العراق ....
لكن اطياف ظلال القصب والبردي لم تفارق مخيلته
ولم تبرح ذاكرته
تهيج عليه حزنه الدفين
فكان يتلوى من شدة ما فيه
من لوعة الفراق
وتوجر نيران الاشتياق
ويحن الى نظرة
يلقيها على نخيل بلاده الباسقات
او طيوره المهاجرات التي تشاطره محنة الغربة عن الاوطان ويرسل معها سلامه الى ارض الأحبة
ظل (اياد) حزينا ولم يقر له قرار
واخيرا قدحت في راسه فكرة
فجاء الى ابيه مطرق الرأس يريد ان يبدي بكلام لعله لا يجد له ترحابا
ولكنه بصلابة قلبه الفتي وروحه الشامخة الابية
تجرأ وخاطب والده اني نويت العودة الى العراق
فاصاب الشيخ الكبير الذهول والحيرة!
صمت هنيئة ثم التفت اليه ،
بني كيف تعود الى المحرقة وقد انجانا الله منها ؟
(بوية شلون ترجع واحنه طلعنا بالقدرة)
اوليس قد نجونا باعجوبة ورهق؟
فرد اياد انا عزمت على العودة وليكن ما يكن ،
ساد الصمت يشوبه خوف الاب على ابنه
ويتخلله اصرار شاب مع حنوه على قلب اب قد
ارهقته الايام والليالي
ودموع ام قد اذاب قلبها الحنين وشدة خوفها على ولدها
...نعم جاء (اياد) ودخل العراق ووصل الى الچبايش عن طريق الهور يتسلى بالحديث مع انغام الصدى في سعة الفضاء،
وصلت اخباره الى البعثيين في القضاء
وسرعان ما اصطفت افرادهم وتكاثرت اعدادهم وجاءت اليه جيوش الظلام
يتقدمهم ابليس ويقودهم العمى
جاؤوا يزمجرون باسلحتهم ويستعرضون جبروتهم ولؤمهم نعم تناهى اليهم ان الشهيد قد عسكر في الفرات مقابل منطقة (ال غريج)
هنا بدأ تخندق البعثيين واستعدادهم فالتفوا عليه من كل جهة واخذوا يطلقون عليه الرصاص وهو مختبئ بين وريقات البردي
واحيانا يغطس تحت الماء ويحبس انفاسا طالما استنشقها يصاحبها حب الجبايش والهور
نعم تزاحموا عليه والكل يريد ان ينال بدمه الجائزة من اسياده
بدأ اطلاق النار من البعد فلم يلحظوا منه مقاومة حتى بدأوا يقتربون منه يملأ قلوبهم الرعب والخوف من شدة باسه ورباطة جاشه وقوة قلبه فهم عشرات وهو واحد فقط بينهم ابن ال ١٨ عاما
وهنا خرج الشهيد يحمل رشاشه ويوجهها وراح يصب حميمه وغساقه على البعثيين اينما لاحت يمينه ووقعت عينه
فاصاب منهم نفرا
وفر الاوباش وطمروا اجسادهم في تراب الذل
وتحاملت نفوسهم المريضة حقدا وغيضا على (اياد)
وصاروا يطلقون نار غيظهم بكثرة كاثرة
وظل الشهيد بعنفوانه وإبائه ممسكا بسلاحه يلقنهم دروس في البسالة والاقدام.
عندها جاءت طلقاتهم الغادرة فاصابت جسد الشهيد فجرح واستمر يقاوم فجن جنون البعثيين فامطروه بعيارات عشوائية لا عدد لها فقابلهم بعزم فلم يصبروا وفروا من بين يديه كالجرذان
لكنهم عادوا يقودهم الغدر والاحتيال وطلبوا المدد والعون من البقية فاجتمعوا كلهم. الامن والحزب وتخندقوا بعد ما اطمئنت قلوبهم عجبا
ها إن ذخيرة اياد قد نفدت!
عندها ابرزوا بطولاتهم وجعلوه هدفا لرمايتهم فقطعوا جسده الطاهر بحقدهم عندها
غفى الشهيد الشاب وخده على صفحة ماء الفرات
وتسامت روحه الى بارئها نعم مضى اياد مظلوما شهيدا جريمته عشقه المضني لمدينته
الجبايش .
(قصة حقيقية بتصرف )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا